كنت جالسة جلسة نسوية رفقة والدتي حفظها الله، و كنت شاردة الذهن، أفكر في قضية سياسية حتي فجأة انتبهت إلي كلام إحدى السيدات الكريمات تتحدث عن خطأ وقع في مراسم ليلة حنة ابنتها العروس الجديد، فشعرت بامتعاض شديد، الناس يقتلون في إدلب و درعا و الغوطة في الدوما و يحرقون أحياءا ببراميل الأسد و النسوة حولي منشغلات بأمر لا يقدم و لا يؤخر!
والدتي حفظها الله كانت تنظر إلي بقلق لأنها تعلم بأن ابنتها ستنطق و كلامي سيكون بدوي انفجار قنبلة، إلا أنني حاولت جاهدة أن أمسك لساني في فمي و لزمت الصمت.
تطور الحديث، و تشعب و تحول إلي اختلاف في وجهة النظر بين سيدتين و سيدة، و أحتدم الأمر إلي أن غدي خلافا، تدخلت والدتي حفظها الله لترطب الأجواء، المشكلة عند مسلمي هذا الزمان أن التعصب للرأي شيمتهم و هيهات الرأي يستحق ذلك، كل واحدة تقول لك عادات منطقتنا و أنتم أضفتم كذا و هذا لا يعقل و تلك تقول : أن لا بأس من الزيادة إن كان الأمر جميلا و الأخري تتدخل: طيب و لماذا لا نعمل وفق عادات أشقاءنا...
تقاطعها هذه : أشقاءنا ليسوا أعلم منا ثم ألا تدري هؤلاء الذين تتكلمين عنهم...
و أعفي قراءنا الكرام من ذكر مساوئ الأشقاء، المهم أنني شعرت بأنه يتوجب علي الانسحاب إلي المطبخ، فنظرت لوالدتي الكريمة، وافقتني بإشارة من رأسها.
و أنا أهم بالخروج من الغرفة لآت بطبق الحليب و القهوة و الكعك، أتفاجأ بسؤال سيدة كريمة :
-و أنت عفاف ما رأيك ؟ لم تنبسي بكلمة.
أرحت ضميري و الله عز و جل بابتسامة عريضة للحاضرات:
- ليلة الحناء غير موجودة في القرآن الكريم و لا في السنة النبوية الشريفة و أنا ضد كل العادات و التقاليد الطيبة منها و السيئة مع احترامي لرأي كل واحدة منكن!
و أنسحبت.
Comments
بكل أسف هذه هي العادات والتقاليد التي اصبحت شعارا يحتذى به في حياتنافي كل مناسبة،أما كلمتك السيدة عفاف "ليلة الحناء غير موجودة في القرآن الكريم ولا السنة المطهرة" فيعتبره اغلبيتهن بالتعصب الديني" وللأسف الشديد.
أستاذة - رومانسية
RSS feed for comments to this post