أؤمن إيمانا جازما، بأن الله سبحانه و تعالى هو الذي يجري الأمور على هذا النحو الذي نراه، سواء كان نصرة أو تمكينا أو سلبا بعد عطاء.
وأؤمن كذلك أننا مجرد أسباب، سخرنا الله سبحانه و تعالى، لبعضنا البعض، جلبا للخير، أو دفعا للشر، و أؤمن أن الله يُمكِّن لعبده ما يرتضيه له، و قد يسلبه بعد ذلك عطاءه، حتى يأخذ العبرة و الحكمة.. و يكون بعدها أقوى مما كان عليه....
و في موقفي هذا أنا لا أتحيز لفئة ضد فئة أخرى، و لكني أتكلم عن الحق، و الشرعية، و الديمقراطية و حقوق الإنسان، تلك المصطلحات التي أصموا بها آذاننا، منذ عرفناهم و ابتلينا بهم، ، فكل هذه المعاني أراها تنحر اليوم كما شهدت اغتيالها البارحة، وسأراها في الغد تُنحر، كما نحرت من قبل، و إذا أرادوا بعثها من جديد فإنها تُبعث...
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:(( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)).البقرة 217.
يُطْلِع الله ـ العليم الخبير ـ في هذا الجزء من هذه الآية المسلمين على حقيقة نوايا غيرهم نحوهم، و هدفهم الذي يستهدفونه فيهم، و هي استمرارية قتال غير المسلمين للمسلمين، سواء كان هذا الغير مشركين، أو نصارى، أو شيوعيين، أو لائكين، أو هندوسا، أو مجوسا ، و يؤكد هذه الحقيقة أمران:
صيغة الفعل المضارع، التي وردت فيها هذه الحقيقة، و الفعل المضارع ـ كما هو معلوم ـ يفيد الحال و الاستقبال، و الأمر الثاني هي شواهد التاريخ، و أدلة الحاضر، و هي شواهد و أدلة لا تُحصى و لا تعد ..منها المجازر التي ترتكب اليوم في شعب مصر. ما ذنب المصليين الذين يقتلون وهم يؤدون أعظم فريضة في ديننا الإسلامي و هي الصلاة، وفي أعظم وقت كما وصفها الله عز وجل ((قرآن الفجر)) وهي صلاة الفجر، و ما ذنب كذلك إخواننا " الروهينغا" في بورما، وما يلاقونه من تقتيل و تعذيب و اغتصاب، و لا يجدون حتى من يتحدث عن وجودهم، لا باسم ديمقراطيتهم و لا باسم حقوق إنسانهم، أم تراهم يوظفون هذه و تلك بميزاجيتهم، التي عرفناها لهم، و ألفناها منهم.....
هنا أسأل، هل الرئيس المصري الدكتور مرسي جاء عن طريق الشرعية الشعبية؟؟ و عن طريق صناديق الاقتراع بشفافية ليس فيها مغالطة و لا تدليس ..نحن نسأل فلماذا عزل؟ و ماذا جرى اليوم؟؟ أليس له الحق في أن يُكمل عهدته لأربع سنوات كما نص على ذلك الدستور؟؟ كان من باب أولى أن يترك ليكمل المدة، و بعد ذلك يقرر الشعب المصري الشقيق من سيكون رئيسه بنزاهة تامة، و لكن يبدو أن هناك من كان يتوجس خيفة من الحكم الذي تفرزه الديموقراطية الحقة ..سواء جاء ذلكم الحكم في زي إسلامي أو غيره.
تقول الناشطة اليمنية "توكل كرمان" الحائزة على جائزة نوبل للسلام أنها تراجعت عن موقفها المؤيد لاحتجاجات 30 جوان ضد الرئيس المصري محمد مرسي و قالت "توكل كرمان" على صفحتها الشخصية على موقع "فيسبوك" : "ما حدث ويحدث في مصر انقلاباً على الديمقراطية، و أعترف أني وقعت ضحية لمؤامرة كبيرة لم أكن أعرف أبعادها، و أعتذر لكل أحرار العالم عن مشاركتي في المطالبة باستقالة أول رئيس انتخب ديمقراطياً في مصر و أضافت "كرمان" إن المجزرة التي حدثت للمعتصمين أمام الحرس الجمهوري بالقاهرة تنتظر موقفاً أخلاقياً واضحاً يدينها... و طالبت بمحاكمة من أسمتهم بـ "القتلة" من قبل نشطاء حقوق الإنسان و المجتمع المدني في مصر و النخب السياسية و إدانتها و عدم مقابلتها بالصمت و اللامبالاة.
إن كل من يرى اليوم ما يجري على الساحة في مصر، يقول ما قالته السيدة "توكل كرمان"، و ما قالته الجماعة الإسلامية السلفية التي تتمثل في الشيخ الحويني، و الشيخ محمد حسان، و الشيخ محمد حسن يعقوب، و ما قاله الرأي العام ككُل، لأنها هذه حقيقة العقل البشري الذي يرى الحق حقا و الباطل باطلا....كان أولى بمن خططوا و دبروا للشعب المصري أن يدخل هذا الخندق، أن يحكموا عقولهم، و يتركوا الرجل يُنهي عهدته ...و تكون صناديق الاقتراع الوسيلة الوحيدة التي توضح الخارطة السياسية للشعب المصري الشقيق...
This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.
Comments
غيرة محمودة وتساؤلات مشروعة يا أستاذة ،غير أنه لا موضع لعجبك مما رأيت،فإننا نعيش في زمن مزوّر حقه وباطله معا،ونكتة الشهر أن جيش مصر يطلب تفويضا من الشعب لمحاربة الخونة "الأخونة "،وتفويضا بقوة الميدان وليس بتصويت البرلمان،وهي بدعة ديمقراطية غابت عن كل الساسة واكتشفها السيسي!ربما سيمنح جائزة نوبل لأجلها،فمن قال إن عسكر العرب لا يعرفون الديمقراطية!،رح م الله أبا الطيب :
وماذا بمصر من مضحكات ولكنه ضحك كالبكــــاء
إن ما جرى في مصر من الوضوح بحيث لا يتناقش فيه اثنان ولا يتناطح فيه عنزان،إنها مسألة سلب حق في وضح النهار،وعلى مرأى ومسمع من سدنة الديمقراطية وكهنة حقوق الإنسان،الذين يتبعون سياسة الكيل بمكيالين ويكونون مع من يقدم تنازلات أكثر؛ وحبذا لو كان بغطاء إسلامي فهي موجة العصر،ولا يحصل هذا إلا في بلاد المسلمين الذين لا خنساء تبكيهم،إنها مرحلة "غثاء السيل " فلعلنا نتعلم .فالمؤمن يكون بعد الامتحان أقوى مما كان عليه إذا فهم الدرس وأخذ العبرة و الحكمة.....
تقولين يا أستاذتي(كان أولى بمن خططوا و دبروا للشعب المصري أن يدخل هذا الخندق، أن يحكموا عقولهم، ويتركوا الرجل يُنهي عهدته .....] سامحك الله يا أستاذتي ،لأنهم حكّموا عقولهم لم يتركوه ينهي عهدته، إنه لا يكره القانون إلا اللص ،ولا يبغض صناديق الاقتراع إلا الدكتاتور.... لكن حقدهم على الإسلام ومن يمثله أكبر من حبهم لمصر.لقد قلتيها يا أستاذة لعله يكون أكبر درس لكل الحركات الإسلامية في العالم،فالسعيد من اتعظ بغيره. ع.سعد.
RSS feed for comments to this post