انتشرت في الأيام القليلة الماضية خريطة على شكل كرة أرضية في اسواق مدينة عنابة قد حملت في طياتها و في جنباتها لنا خزيا و عارا...فقد حذفت من الخريطة اسم " دولة فلسطين " و وضعت في مكانها اسم " إسرائيل " ذاك الكيان الذي نبت على الدم و الإجرام و العنصرية، الذي يستحي أكبر مؤيديه أن يطلق عليه اسم < دولة >، الذي يبقى - مهما وضعت على وجهه مراهم التجميل – رمز الاشمئزاز و القرف العالمي.
و بهذا المصاب نتوجه إلى المصالح الأمنية الرقابية و كذلك التجارية لنتبين منها كيف وصلت هذه الخرائط إلى أسواقنا و من ساهم في إدخالها و من ساعد على تدنيسنا بها أم أن هذا الأمر أصبح من الأمور العادية التي يجب أن نتأقلم معها و هي من الموضة التي يجب متابعتها كي لا نوصف بالتخلف و العداء لمحبي السلام، أم أن هذا الأمر مظهر من مظاهر الترهل العام الذي نعانيه على جميع المستويات مهما علا شأنها و ارتفع قدرها، أم أن هذا الأمر هو عملية سبر آراء و استبيان على أرض الواقع ليرى صاحبه هل مازال في هذا المجتمع المخدر - الذي يجري وراء بطنه و يزحف من أجل غرائزه – بقية باقية ما زالت تدافع عن هذه القيم و تنافح عن هذه المبادئ و تعمل من أجل أن يقوم هذا الجيل و ينتبه لما يحاك له بليل دامس طاغي الظلام.
هذا و نؤكد لكل متواطئ في هذا الأمر أن الجزائر لن تكون أبدا أرضا للتطبيع مهما كانت صفته، لن تكون أرضا ليرتع فيها عباد المصالح و متملقي فرص الربح السريع و لو على حساب كرامة أوطانهم و شرف بلادهم و مجد دينهم، لن تسمح أن يداس على كرامة من ضحوا بأنفسهم من أجل عزها و سؤددها، و هي تشمئز من تصرف من يفعل ذلك و لو تحت مسمى المصلحة و اقتناص الفرص، فلا تقبل بدعوة أنريكو ماسياس إلى الجزائر و لا تقر بمن يصافح السفاح إيهود باراك و لا تعطي اعتبارا لمن يضع علم الجزائر الطاهرة بجنب علم الكيان الصهيوني المغتصب.
و ليعلم الجميع أن على بلادنا الطاهرة حراسا أشداء يحفظون تاريخها و جهادها و سابق مجدها و لا يغركم قلة عدد المدافعين عن صحيح هويتنا لأن الكرام في كل أمر قليل...
This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.