في حياتنا.. و بين الحين و الحين.. تشرق شموسا جميلة، تنير دروبنا، تبهجنا.. تشيع
الفرحة هنا و هناك.. فتزهر مسالكنا.. و يفوح العطر منها ليملأ المكان..
هكذا هم البعض منا.. نعرفهم فنألفهم.. نعاتب النفس فيهم..فتأبى و ترجو اللاعتاب.
هم كغيمة في يوم صائف؛ حار و جاف.. تمر؛ لتلطف الأجواء بنسيماتها.. و قد تتكرم
فتجود علينا ببعض القطرات.. تنعشنا لحين ثم تجفونا؛ فتسرق أنفاسنا.. و كلما ابتعدت
زادتنا شوقا و ترقبا..
هكذا هم البعض منا.. يزرعون الأمل.. لأنهم يتخيرون الكلمات.. يفتحون بها مغاليق
قلوبنا.. فيا لجمال كلماتهم.. من أي القواميس تصيدوها يا ترى.. !!
و هم بابتساماتهم الرقيقة.. يرسمون على القلوب؛ لوحات من الفن البديع.. كلما نظرت
إليها ازددت إعجابا و تهللا.
في حياتنا.. هناك من لا ينصرفوا.. مهما غابوا و مهما ابتعدوا. فذكراهم تطوف بالمكان
.. تزيده رونقا.. تطوقه.. و في حنية تامة.. تصر على التشبث بنا.. و اللصوق بمخيلاتنا
..تؤنسنا حينا، و تسرقنا أحايين أخرى.. تتودد إلينا، تلح.. و في عفوية تامة.. أن نبق على الذكرى.. على الوفاء.