نظرات مشرقة

النحل

بقلم عفاف عنيبة

 

تتبع النحل مع مقدم الربيع و في عز الصيف يحملني إلي عالم آخر مختلف تماما عن عالم الإنس. أكثر ما أثر في هذه الصائفة، الحرارة الشديدة التي أجبرت الفراش و النحل للجوء إلي الحنفيات و أي قطرة ماء يجدونها هنا و هناك. فالعطش تمكن من مملكة النحل، و كنت أتعمد إيجاد بقع ماء في أماكن مختلفة من الحديقة لتمكينهم من الإرتواء.

قلما ننظر إلي ما حولنا في الطبيعة بعين فاحصة متأملة، هموم الدنيا مسيطرة أو متاعها الفاني مستبد بنا. أنواع من الكائنات الحية تعيش بيننا و وجودها نعمة كبيرة، تعلمت العيش في جوارنا و تحمل همجيتنا و جهلنا. فليس هناك أجمل من منظر الفراش بألوانه الزاهية و النحل الذي ينتقل من زهرة إلي أخري، كم من مرة وجدت نفسي أغسل الأواني في صحبة النحل الذي يدخل من النافذة و يقف بجنب الحنفية يلحس قطرات الماء المتطايرة. و يدور حولي دورات دورات و أنا لاهية بترتيب المطبخ. شعور عظيم ذلك الذي تشعر به و أنت تسبح بقوة و قدرة الخالق. علي ضآلة أجسامهم، فالنحل مملكة منظمة مجدة في العمل، تسعي طوال اليوم بلا كلل و لا ملل و تلقيحهم للأزهار نثر لأسباب الحياة بيننا، فنري أثر عملهم عند تنامي أزهار جديدة في الحديقة. في بعض البلاد إختفي النحل من شدة تلوث البيئة بمنتوجات سامة، احمد الله اننا لا تزال ننعم بوجود النحل بيننا  و اللهم يرحمنا و إياهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى