تربية

طرق فعالة لحماية أطفالك من إدمان الشاشات

بقلم آية عاطف عويس

 

هل لديك أطفال؟ على الأرجح أنك تدرك جيدًا كيف يمكن أن يكون الجهاز اللوحي في منزلك نعمةً ونقمةً في الوقت نفسه؟

فهو رائع لإبقاء الأطفال مشغولين بوقت الفراغ الذي يقضونه في المنزل، و خاصة خلال أشهر الصيف مع عدم وجود المدرسة. من ناحية أخرى فليس من السهل فصلهم عنه بسلاسة ود ون نوبات غضب.

 

و هذا يتركك مضطرًّا للإجابة عن السؤال المستحيل: “ما الذي يجب أن أسمح لطفلي بفعله”؟

 

الإجابة عن هذا السؤال ليست سهلةً بل معقدةٌ خاصة مع وجود التكنولوجيا بصفتها جزءًا لا يتجزَّأ من حياتنا اليومية، فإنه من الصعب تحديد المقدار الصحي من وقت الشاشة لأطفالنا. و وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال و المراهقين النفسيين؛ لا يوجد رَقْمٌ سحريٌّ لعدد الساعات المثالية التي يجب أن يقضيها أطفالنا أمام الشاشات، لكنها توصي بضرورة وضع حدود و ضوابط على وقت الشاشة في المنزل.

 

يمكن أن يؤدي قضاء وقت طويل أمام الشاشة إلى مشكلات في النوم، و التأثير في الأداء المدرسي، و ربما يجعل الطفل يعتمد على الأجهزة الإلكترونية كلما شعر بالتوتُّر، و أيضًا قد يُقلِّل من الوقت المخصص للعائلة، و هو الوقت الذي يسهم في تقوية الروابط العاطفية و تحسين التواصل بين أفراد الأسرة الذي يُقلِّل من المشكلات السلوكية و يُعزِّز الأداء المدرسي. مدييت، ن. (2024)

 

الآن و بعد أن أدركنا أهمية وضع حدود للتكنولوجيا في حياة أطفالنا، كيف يمكننا البدء في ذلك؟ لحسن الحظ، هناك عدة استراتيجيات يمكن اتِّباعها لتحقيق هذا الهدف.

 

بداية علينا أن ندرك أن التأثيرات السلبية التي تُخلِّفها مستويات وقت الشاشة على الأطفال تؤثر في البالغين بالطريقة نفسها التي تؤثر بها في الأطفال، و الآباء ليسوا بمنأًى عن المسؤولية عن ذلك؛ فقضاء وقت طويل أمام الشاشة يُعرِّض الجميع لخطر السمنة، و يرتبط باضطرابات النوم و يمكن أن يؤثر في العلاقات الاجتماعية.

 

بالنسبة للأطفال، و خاصة المراهقين، هناك دراسات تتعَلَّق بالآثار السلبية لوقت الشاشة و علاقته بالقلق و الاكتئاب و مدى الانتباه.

 

و بينما يبلغ متوسط ​​الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات من سبع إلى عشر ساعات، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالحدود المقبولة لوقت الشاشة و هي:

لا وقت للشاشة للأطفال دون سن 2.

ساعة واحدة يوميًّا للأطفال من 2 إلى 12 عامًا.

ساعتان يوميًّا للمراهقين و البالغين.

و يساعد الحد من وقت الشاشة الآباء أيضًا على مراقبة ما يختبره أطفالهم على وسائل التواصل الاجتماعي و الإنترنت عن كثب.

 

تعلم المراقبة و التحكُّم:

ليس من الممكن إبعاد الأطفال عن التكنولوجيا بشكل كامل، فيجب عليك التأكد من أنك تعرف كيفية المراقبة و التحكُّم، و يجب أن تكون مؤثرًا في الطفل حتى يتعَلَّم كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل مناسب ليصبح شخصًا فعَّالًا و كفؤًا و ذكيًّا في المستقبل.

 

كن قدوة:

حاول أن تتبنَّى روتينًا، و اجعل بعض القواعد التي من المهم أن يلتزم بها طفلك؛ مثل:

عدم اصطحاب هاتفك إلى السرير.

عدم استخدام الهاتف في أثناء تناول الطعام.

عدم استخدام الهاتف في أثناء القيادة أو في سيارتك.

عدم لعب الألعاب على الهاتف في أثناء وجود الأطفال حولك و ما إلى ذلك.

 

و قد تضطر إلى وضع قيود عليهم للتعرف على القواعد، و لكن في النهاية سيتبعها الأطفال؛ لأنهم بالفطرة يحبون القواعد.

 

مرشح الضوء و محدد الصوت:

قم بتثبيت مرشح الضوء الأزرق؛ سيضمن لك هذا التحكم في سطوع شاشات الهاتف المحمول. يمكنك ضبطه من خلال إعدادات الجهاز في بعض الإصدارات.

 

قم بتثبيت محدد مستوى الصوت؛ سيضمن لك هذا التحكم في مستوى الصوت، و هو أمر مفيد لك لضبطه على مستوى لا يُشتِّت انتباه من حوله.

 

الرقابة الأبوية:

قم بتنشيط الرقابة الأبوية؛ سيضمن لك هذا الحصول على إشعارات حول الأنشطة، و الحد من تثبيت التطبيقات و غير ذلك الكثير.

 

Wi-Fi أكثر أمانًا:

عدم تضمين اتصال بيانات الهاتف المحمول سيُجنِّب تعَرُّض الطفل لإشارات الهاتف المحمول في أثناء استخدامه للهاتف كما سيوفِّر لك فرصة لمراقبة أنشطة الأطفال عبر شبكة WiFi.

 

سمَّاعة الرأس:

لا تشترِ سمَّاعة الرأس للأطفال؛ لأنها ستحدُّ من قدرتك على مراقبة الطفل في أثناء استخدامه للجهاز.

قد يؤدي ذلك إلى عدم ملاحظتك ما إذا كان الطفل يشاهد مقاطع غير مناسبة لعمره أو أي محتوى يعطي انطباعات خاطئة تتعلق بالدين و الهوية.

 

نصائح للحد من وقت الشاشة:

في تقرير نشره موقع “مايو كلينك هيلث سيستم” الأمريكي، يعتبر الأجهزة الإلكترونية التي يتم استخدامها كجزء شائع من الأنشطة اليومية من استخدام محطة الدفع الذاتي في متجر البقالة إلى قراءة كتب المؤلف المفضل لديك على جهاز لوحي؛ لذا فإن الوقت الذي تقضيه في استخدام الأجهزة التي يتم عرضها على شاشات لا يقتصر على التلفزيون أو الهاتف الذكي فقط.

 

و يقدم التقرير فيما يلي 6 نصائح مفيدة لتقليل وقت استخدام الأطفال للشاشات:

يمكن أن تساعدك هذه النصائح الست في تقليص وقت الشاشة لأطفالك عندما لا يكونون في المدرسة:

1. كن مسؤولًا:

حدِّد التوقعات مع أطفالك، و حدِّد أهدافًا لتكون متعمدة بشأن تقليل وقت الشاشة. تحتوي العديد من الأجهزة على ميزات لتحديد حدود زمنية للاستخدام.

 

2. كن واقعيًّا:

إذا كان أطفالك يقضون الكثير من وقت فراغهم أمام الشاشات، بما في ذلك مشاهدة التلفاز، فابدأ بتحديد أهداف أصغر وأكثر قابلية للتحقيق، و بدلًا من القفز مباشرةً إلى ساعة أو ساعتين أو أقل يوميًّا، ابدأ بتقليص الوقت الذي يُقضى أمام الشاشة الحالي إلى النصف.

 

3. كن منخرطًا:

بعد المدرسة أو العمل، اقضِ بعض الوقت كل يوم في التحدُّث وجهًا لوجه مع أطفالك، و امنحهم كامل انتباهك.

 

4. ضع الأجهزة المحمولة بعيدًا:

في أثناء ساعات عدم استخدام الشاشات، ضع الأجهزة بعيدًا أو في محطة شحن في منطقة مشتركة حتى لا تجذب انتباه أطفالك.

 

5. أنشئ مناطق خالية من الهواتف في المنزل:

إن جعل مناطق تناول الطعام العائلية منطقة خالية من الهواتف هي طريقة سهلة للبدء.

 

6. اخرج:

إن وضع الهاتف جانبًا و المشي أو اللعب في الهواء الطلق يزيد من مستويات الإندورفين لديك، و يمنحك شعورًا بالسعادة في دماغك؛ مما يُعزِّز مزاجك و يُحسِّن صحتك البدنية.

الرابط : https://www.alukah.net/social/0/171469/%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D9%81%D8%B9%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84%D9%83-%D9%85%D9%86-%D8%A5%D8%AF%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B4%D8%A7%D8%AA/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى