في السابق كان الاعتراف بإسرائيل شرط تل أبيب للسلام مع الدول العربية، ومقابل رفض العرب لهذا الشرط واصلت إسرائيل توسعها من خلال الاستيلاء على مزيد من الأراضي العربية التي تتعدى حدود فلسطين التاريخية، ففي حرب يونيو/حزيران 1967 استطاعت إسرائيل احتلال كل من الجولان السوري وسيناء المصرية، هذا فضلاً عن كل من الضفة الغربية والقدس التي كانت تحت ولاية المملكة الأردنية الهاشمية.
وفي سبيل استعادة الأرض المحتلة توجهت مصر إلى توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل عام1979 في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد لعام 1978، مقابل انسحاب الأخيرة من أراضي سيناء المصرية التي احتلتها خلال حرب الأيام الستة عام 1967، و هو ما دشن مقاربة “الأرض مقابل السلام” كشرط للتطبيع الرسمي.
كما استعاد الأردن أراضيه التي كانت محتلة من قبل إسرائيل وفق اتفاق وادي عربة للسلام الذي وقِّع في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1994، و إن كانت هذه الاستعادة قد جاءت متأخرة، إذ انسحبت إسرائيل من أراضي الباقورة و الغمر مساء 30 أبريل/نيسان 2020، و ذلك بعد انتهاء المدة التي كان منصوصاً عليها في الاتفاق.
و كان من المفترض أن ينسحب الأمر ذاته على كل من سوريا و الأراضي الفلسطينية التي باتت تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية. لم تستطع كل من سوريا و إسرائيل التوصل إلى اتفاقية سلام لإعادة الجولان بالرغم من تقاربهما لتحقيق ذلك أكثر من مرة، في حين استطاعت منظمة التحرير انتزاع مبدأ “أريحا-غزة” أولاً، من خلال توقيعها اتفاقية السلام مع إسرائيل في سبتمبر/أيلول 1993 التي باتت تعرف باتفاقية أوسلو، التي انبثقت عنها السلطة الوطنية الفلسطينية كخطوة أولى باتجاه إقامة دولة فلسطينية على حدود الخامس من يونيو/حزيران 1967.
في موجة التطبيع الحالية التي تقودها بعض دول الخليج العربي أُسقطت الأرض من المعادلة، و بدلاً من مبدأ الأرض مقابل السلام أصبح المبدأ هو السلام مقابل السلام، أو “السلام من مبدأ القوة” على حد قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
أما ادعاء الإمارات أنها من خلال الاتفاق أوقفت خطة ضم إسرائيل لأراضٍ فلسطينية من الضفة الغربية المحتلة فسرعان ما تكشف عدم صحته بعد تأكيدات إسرائيلية بأن الضم تم تعليقه و ليس إلغاءه.
و على خطى الإمارات سارت مملكة البحرين التي لا تكاد تُرى على الخريطة، إذ أعلن الرئيس الأمريكي على لسانها عن اتفاقية التطبيع بين المنامة و تل أبيب مساء يوم الجمعة 11 سبتمبر/أيلول 2020. و قد جاء في البيان المشترك أن الاتفاق سوف يؤيد “التحول الإيجابي للشرق الأوسط، و يزيد الاستقرار و الأمن و الازدهار في المنطقة”.
و في أول ردود فعلها على إعلان اتفاق التطبيع بين إسرائيل و البحرين، استدعت الخارجية الفلسطينية سفيرها في المنامة، كما نددت منظمة التحرير بالاتفاق و وصفته بأنه خيانة للقضية الفلسطينية.
أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات قال: إن “الاتفاقيات التي أُعلن عنها هي سلام من أجل السلام، أو سلام من أجل الحماية، و نشهد اليوم ميلاد تحالفات عسكرية تقودها إسرائيل، و قرارات التطبيع ليست قرارات سيادية لأن هذه الدول لديها التزامات تجاه قرارات الجامعة العربية و مجلس التعاون الإسلامي، و مجلس التعاون الخليجي، و هذه الخطوة لا تخدم المصالح العربية و لا الإسلامية بأي شكل كان”.
و أضاف عريقات أن الاتفاق هو “إعلان رسمي من الإمارات و البحرين عن قبولهما “صفقة القرن” الأمريكية، و موافقة على أن يكون المسجد الأقصى تحت سيادة دولة الاحتلال الإسرائيلي”.
و أردف أن “الدول التي تقبل السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى تنكر سورة الإسراء، و المعراج، و تغيب كلياً الشرعية الدولية”.
و أوضح عريقات أن الصراع ليس إماراتياً أو بحرينياً مع إسرائيل، إنما هو فلسطيني إسرائيلي، و المطلوب إنهاء الاحتلال و قضايا الحل النهائي، و إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.
و أكد أن منظمة التحرير تستند إلى القانون الدولي و الشرعية الدولية، و أن تحقيق السلام يرتكز على جوهر الصراع الذي يحتاج إلى إنهاء الاحتلال و تجفيف مستنقع الاستيطان، و الارتكاز على العدالة بإقامة دولة فلسطين و عاصمتها القدس الشرقية.
*لا نوافق علي محتوي هذه المقالة التي تركز للأسف علي جزء صغير من فلسطين، و يرون من العدالة المطالبة بالفتات، كم هو سطحي تعاطي إخواننا الأتراك مع قضية تحرير كل فلسطين 48 و 67، فهم يقدمون رؤية السلطة الفلسطينية العميلة و التي لا تمثل أكثر من مليار مسلم.
أكملوا مطالعة بقية المقالة علي هذا الرابط :
https://www.trtarabi.com/issues/%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%87%D9%84-%D8%B6%D8%A7%D8%B9%D8%AA-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86-3420969