يهمكم

قدمت العزاء مرتين

بقلم عفاف عنيبة

في الصورة في الأعلي ساحة الحرية بعاصمة أندونيسيا، في 1976 عشت

شهر كامل في فندق هيلتون الذي يطل علي الساحة التي تتوسطها نافورة

ضخمة.

كنت طفلة صغيرة أطل من هناك علي بلد آسيوي جديد علي في كل شيء و

لم أكن أعلم بأنني سأغادره بعد ثلاث سنوات و أن هذا البلد كباقي دول آسيا

سيظل وفيا لقيمه الروحية أي كانت قوة غزو الغربي الثقافي و الفكري بينما

بلدي الأصلي اليوم الجزائر، حاله أشبه بالغريق الذي يريد أن يمرح و ملك الموت

عند رأسه مستعد لقبض روحه.

اليوم كنت في جلسة عزاء، مات زرج قريبة لنا رحمه الله و كان يتعين علي

الذهاب لتقديم العزاء، فدار حديث سمعت فيه هذه الجملة “شعب العربي بن

مهيدي ليس الشعب الجزائري اليوم”

الشعب الجزائري في أيامنا فاقد لبوصلة القيم و حالة الإنهيار الأخلاقية تسهل

علي العدو الصهيوني النيل منه….

نعم الشعب الجزائري اليوم ليس شعب العربي بن مهيدي و ليس شعب الأمير

عبد القادر الجزائري و ليس شعب الفاتحين المسلمين لأرض الجزائر …

القائمين علي البلاد منذ 1962 نجحوا في تجريد الشعب الجزائري من قيمه

الإسلامية و جربوا عليه ألوان من الإيديولوجيا الباطلة المستوردة من الشرق و

الغرب و حاربوا مرجعية الشريعة الإسلامية حرب لا مثيل لها…

فالجزائري اليوم قارب تائه لا يفرق بين حلال و حرام بين الباطل و الحق و بين

الفضيلة و الرذيلة….

اليوم قمت بتقديم مرتين العزاء

مرة أولي علي زوج القريبة

و المرة الثانية عزيت نفسي علي موت الجزائر حاضرا و مستقبلا…

و أذكر الجميع ما يهمني أن أكون مسلمة مؤمنة و فقط…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى