نظرات مشرقة

عن أكذوبة التمدد الشيعي الإيراني

بقلم عفاف عنيبة

 

 

منذ أكثر من عقدين و البروباغندا العربية تحذرنا من التمدد الشيعي و إستيلاء إيران علي أكثر من 4 عواصم عربية.

حان الوقت لأتعرض إلي بعبع التمدد الشيعي الإيراني المزعوم.

أولا نظام التجزئة العربي إستفاق في 1978 علي وجود جالية شيعية في اليمن سوريا لبنان السعودية البحرين العراق و هذا أمر مضحك حقا.

لأن هؤلاء الشيعة كانوا موجودين في تلك البلاد منذ مئات السنين و لم ينبتوا هكذا فجأة مثل الفقاع عند إنتصار الثورة الإسلامية في إيران.

ثانيا ما يسمي التمدد الشيعي مغالطة كبيرة : فدولة إيران و التي كان الإمام السيد الخميني مرشدها الأعلي قررت قطع العلاقات مع بنو صهيون و مساعدة من هم علي إستعداد لمواجهة العدو الصهيوني علي حدوده المغتصبة، من كان علي الحدود مع فلسطين المحتلة ؟

إخواننا الشيعة و السنة في جنوب لبنان و السوريين في الجولان الشمالي

هذا و من الطبيعي أن وجود دولة إيرانية علي مذهب الإمامية أعطي صوت للأقليات الشيعية في العالم العربي كما هو الحال مع إخواننا من اهل السنة و الجماعة الذين لهم صوتهم المسموع، لماذا نغمط حق الشيعة في إسماع صوتهم ؟

هذا و إخواننا الشيعة في العراق مثلا علي خلاف إخواننا أهل السنة فضلوا توظيف الإحتلال الأمريكي لصالحهم بحيث إنخرطوا في العملية السياسية ليستلموا مقاليد حكم في عراق عاني الكثير من نظام البعث الصدامي.

في سوريا المعارضة السورية ناصبت العداء لإيران و حزب الله من أول يوم عوض كسبهم النتيجة خسرتهم بل واجهتهم  عسكريا علي أرض الميدان.

و اما اليمن فإخواننا الشيعة هناك و هم يتمتعون بإستقلالية ناحية إيران قرروا بعد إزاحة نظام عبد الله صالح إعتماد نهجهم و رؤيتهم للحكم بعيدا عن الوصاية السعودية التي كانت تبحث عن دولة يمنية تابعة …

أما إخوننا الشيعة في البحرين فهم الأغلبية لكن تمثيلهم السياسي ضعيف، فهل هذا يعقل ؟

لنكون صرحاء مع انفسنا ليس هناك خطر شيعي بل خطر صهيوني قام بعميلة غسل دماغ لشعوبنا و نخبنا و حول الأنظار منه إلي إخواننا الشيعة و عوض محاربة الأخطبوط الصهيوني بتنا نخاف عدو مصطنع مفبرك و لا وجود له في أرض الواقع.

هذا و إخواننا الشيعة كانوا أذكياء في تموقعهم وسط تخلف و تجبر رموز أهل السنة و الجماعة السياسيين، فأحسنوا إختيار المخرج المناسب لهم ألا و هو العيش في عالم عربي بتوحيد جهودهم و اهدافهم و طوروا أنفسهم غير عابئين بغالبية مسلمة حولهم مستسلمة خانعة خاضعة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى