في صائفة 1977، طلبت مني والدتي بارك الله لنا فيها الحضور إلي غرفة الإستقبال.
أجلستني إلي جنبها و بدأت هكذا :
-إختاري الملابس التي لا تحتاجيها لنأخذها غدا إن شاء الله إلي جمعية تعتني بالفئات الهشة من الشعب الأندونيسي.
قمت من مكاني فورا و حرصت علي فرز ما أنا لست في حاجة إليه و في الغد ذهبت مع أمي للجمعية الخيرية و تصدقت ببعض أغراضي.
في يوم آخر، إستدعاني والدي رحمه الله ليطلب مني تجهيز نفسي :
-ستجري غدا في حديقة الشمال مسابقة في رياضة الدراجة و من يشارك يدفع مبلغ رمزي لتذهب الأموال بعدها إلي فئة المرضي المحتاجين.
فعلت عن طيب خاطر.
في نصف كل عام، كنت اجتمع مع والدي الكريمين لأجرد مساهمتي في إفادة المجتمع الذي أعيش فيه. كنت أحرص للجلوس مع الخدم لأشعرهم بأنهم منا و إلينا، كنت ألتزم خلق المشاركة و التواضع و المساهمة في التخفيف عن معاناة بسطاء الشعب حيثما أضع حقائبي.
في تونس، و عند حصار بيروت، راسلت الصليب الأحمر الدولي للمطالبة بإطلاق سراح الفلسطينيات المعذبات في سجون الإحتلال و منحهم الرعاية الصحية الواجبة علي سجناء سياسيين.
إمتلأت حياتي بالإرادة القوية في أن أكون فاعلة في محيطي المباشر بعيدا عن الكلام المعسول حول واجبات المسلم الغير المدعمة بأفعال و التي يحلو لدعاتنا الثرثرة حولها.
إن لم ينفع المسلم أخيه المسلم، ما الجدوي من وجوده و أي حياة يستلذها و هو من هواة النرجسية المتطرفة ؟
السلام عليكم و رحمة الله
فقد الاباء الكثير من مبادىء التربية السليمة و التي من خلالها يتعلم الابناء سلوكيات اجتماعية ايجابية و في هذا لزمان ترك الامر للهاتف و التلفاز يعلمان الابناء