قلما في عالمنا العربي نلتفت إلي مجهودات المفكرين المسلمين الأعاجم و في هذا الأسبوع إرتأيت تقديم في القسم باللغة الإنجليزية نبذة عن مسيرة البروفيسور الأندونيسي السيد أزرا و هو أكاديمي كان عميد كلية العلوم الإسلامية في أندونيسيا و التي تحولت إلي ملتقي عصري لكل العلوم بفضل عمله الدؤوب في عصرنة عملية طلب العلم و التي تجمع الشقين الدنيوي و الآخروي.
من بين آخر تدخلاته في إحدي مؤتمرات مملكة ماليزيا، أشار إلي تخلف المسلمين في إغتنام فرصة تقهقر الغرب و بدء أفول نجمه و كيف أن الصين أحسنت إستغلال الفرصة و ملئت الفراغ الذي أحدثه إنحلال الغرب الحضاري.
فالصين تظل الدولة القادرة علي منافسة الغرب ليس فقط بإرثها الإيديولوجي الشيوعي بل ايضا بالعودة إلي جذورها العريقة و مرجعية الحكماء الذين سايروا السياق التاريخي الذي عرفته الحضارة الصينية علي مدي أكثر من الفي سنة. فالصيني علي خلاف المواطن الغربي لم يستنفذ رصيده الروحي و الأخلاقي و هذا يشكل معين ضخم لقوة منافسة متنامية.
فالمفكر الأندونيسي المسلم السيد أزرا في معرض حديثه عن دور المسلمين قال ما مفاده ” لم يتعلم المسلمين من التاريخ، كان لا بد لهم الأخذ من التاريخ و التعلم منه و جعل مادته صالحة لبناء المستقبل.”
بينما لسان حال مسلمي هذا الزمان، التفاخر بماضي لم يصنعوه و تخلفهم في صنع حاضر و مستقبل جديران بامجاد الماضي.
هذا و نحن لا نشاطر موقف المفكر الأندونيسي المعارض لتطبيق الشريعة الإسلامية، فمن دون منظومة قانونية تنظم المجتمع المسلم في كل المجالات ليس بإمكاننا النهوض و تدارك مواضع الضعف و القصور في عالمنا العربي الإسلامي.