نظرات مشرقة

شجرة اليأس

بقلم عفاف عنيبة

 

 

في الدول التي عشت فيها من أندونيسيا إلي تونس، كنت أنتبه إلي الروح الصباحية المتوثبة إلي طلب الرزق، فالوجوه مبتسمة و الحركة نشيطة.

في بلادنا، فورا تقف علي روح اليأس السارية في الناس، قلما نجد تفاؤل بمقدم يوم جديد و تجديد العزم علي طلب الرزق الحلال. حتي أن الجيل يكبر في بلادنا و قد تربي علي اليأس، فخطاب التيئيس نجده في البيت و في كل مكان و كأنه محكوم علينا سلفا بالفشل و الإنهيار.

في الحقيقة، حال الجزائري في عهد الإستدمار الفرنسي كان أفضل بكثير مما هو عليه اليوم خاصة في الجانب الأخلاقي و قد أفسدت الأنظمة السياسية و الإقتصادية المتوالية طبع الفرد الجزائري، فبات يعيش بلا أفق واعد و لا هدف سامي يسعي إليه. و مثل هذه المعنويات لن تحدث الدورة الحضارية المرجوة. فالعيش الفيزيائي البحت أصبح أمر عادي، لا ينظر إلي أبعد منه و نمط المعيشة المتبع يلغي البعد الآخروي، فالجزائري لا يعمل لآخرته مثل ما يكد لدنياه، و هذا الإتجاه السلبي يلعب دور كبير في تعطيل أي عملية نهضة. هذا و العيوب الأخلاقية مثل الجشع و الغش و المحسوبية و الكذب و الإنتهازية لغمت دورة حياتية للمجتمع ككل. و لا سبيل للخلاص دون مراجعة جادة لماهية وجود الفرد و الجماعة الجزائريين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى