عدد الموتي المسجلين بفعل حوادث سيارات أو منزلية أكثر بكثير من عدد الوفيات الطبيعية. في السنين الأخيرة، لاحظت عدم تراجع نسبة الوفيات بسبب آلات التدفئة او سخانات الماء أو سرعة مفرطة أو قلة إنتباه السائق و تهور البعض الآخر.
و هذا يؤشر علي عدم تحضر لشرائح كاملة من المجتمع، فحسن تشغيل نظام التدفئة أمر لا يتطلب قدر كبير من العلم و نفس الشيء ينطبق علي سائق السيارة الحافلة أو الشاحنة، فأن تباد عائلة بكامل أفرادها لمجرد أنهم غفلوا علي تسرب غاز، هذا فعلا إستهتار بالمسؤولية الملقاة علي عاتق الأولياء. فأمن الأشخاص الغرباء أو الأقرباء مسؤولية لا يجوز التهرب منها أو التلاعب بها. فالملاحظ تكرار هذه الحوادث و التي لم تستنفر الرأي العام ليمارس مزيد من اليقظة. عندما أقرأ خبر وفاة أعضاء أسرة، اتصور أن هؤلاء ماتوا بمقتضي الإهمال الذي جعل الكثير من أسرنا يتشاركون في مساحة السكن و فقط، كأن لا شيء يجمعهم سوي لقب العائلة و المكان.
و الوضع كما هو دليل آخر عن إنحدار مفهوم المسؤولية الفردية و الجماعية و ضياع الأمانة.