يهمكم

الإحتواء الصيني

بقلم عفاف عنيبة

 

يعتبر الصينيون أنفسهم أفضل من يمثل الحضارة عالميا و هذا الشعور قادهم منذ القدم و يحدوهم في كل خططهم و مشاريعهم. فنلاحظ نفس الأمر ينطبق علي ذوي البشرة البيضاء، فغزو أرض أمريكا تبعه رسالة التبشير بحضارة متفوقة.

يمثل الصينيون 3 بالمائة من مجموع سكان أندونيسيا و قد كانوا موجودين في جزر هذا البلد حتي قبل الإستدمار الهولاندي و هذه الجالية الصينية لعبت أدوارا كثيرة من مقرضين للمال إلي تجار إلي حرفيين مهرة. فالصيني أول ما يفكر فيه عند إستقراره في بلد ما، إيجاد سبل عيش تضمن له علي المدي البعيد السيطرة و مثال علي ذلك إستغلالهم للمحتل الهولاندي كي يهيمنوا علي قطاع النسيج الأندونيسي المشهور “باتيك”.

شخصيا أتذكر جيدا الصينيين في أندونيسيا، فوجودهم لافت و هكذا تمكنت الصين القارية من التوسع الإنساني عبر العديد من الدول العالم و خاصة في آسيا. فهم عادة يندمجون إقتصاديا و ليس ثقافيا بل حريصين كل الحرص علي هويتهم الثقافية، هذا و المسلمين الأوائل نشروا الدين الإسلامي بهذه الطريقة الذكية، السفر إلي مجتمعات غريبة و التعامل التجاري معها و تبليغ رسالة الإسلام في آن. اليوم الوضع يختلف، القوي العظمي تنظر إلي آسيا بنظرة الإحتواء خوفا من التنين الصيني لكن أي كان التحدي، فأمريكا و الغرب بصفة عامة لا يستطيعوا تحييد الصين في موقع جغرافي تحتل مساحة كبيرة منه و تعتبره داخل منظومة الأمن القومي الصيني. فالوصاية الغربية علي مصير آسيا إنتهت، إنتهت في اليوم الذي قررت فيه الصين ذلك و لا أدري إن كنا قادرين علي الإستفادة من مثل هذه الخطوة الهامة جدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى