في الشهور الأخيرة، تدفقت علي رسائل عبارة علي إعلانات حول هدايا أعياد الميلاد و أطباق الميلاد و ديكور أعياد الميلاد، فكالعادة كل شيء صالح للتسليع في الغرب حتي مناسبة هامة مثل ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام و فجأة يعلو صوت الوعظ و كيف إسعاد الغير و مشاركتهم فرحة الميلاد واجب إنساني قبل كل شيء و كأن الأمر لا يدخل ضمن العبادات.
في كل مرة أجد نفسي محتارة في قوم يتذكرون مرة واحدة رسولهم عليه السلام و طبعا يحتكرون رسالته لأنفسهم و يقدمون تأويلا مغلوط لمضامين هذه الرسالة و علي الجميع تهنأتهم بمناسبة سنوية عابرة.
فالتوحيد الذي كرسه سيدنا عيسي عليه السلام بإنبعاثه لا نجد له أثر في يوميات هؤلاء المسيحيين و أعدادهم في تناقص مستمر و كل همهم إنقاذ أنفسهم من دورة حضارية جد مكلفة. فعلي مستوي المؤسسات هم يعانون من إفلاس أخلاقي مريع و تاريخيا تسبق كلمة المسيح بطش الجيوش و الواقع في غزة دليل قاطع عن خذلانهم لمعاني نصرة المظلوم و الضعيف.
ماذا نقول في توقيت تقصف فيه دور العبادة للمسلمين و المسيحيين في الشام و كيف يتجاهل أتباع سيدنا عيسي عليه السلام حقيقة الصهيونية المسيطرة علي مفاصل النظام الدولي و كيف يرضون لأنفسهم دور المتورط في فساد و ظلم و يتظاهرون يوم الميلاد المزعوم بغير ما يضمرونه باقي الأيام ؟