تعليم

التعلم التعاوني

إعداد: د. عبدالله بن صالح المقبل

 

“التعلم مجهود شخصي و نشاط ذاتي يصدر عن المتعلم نفسه و قد يكون كذلك بمعونةٍ من المعلم و ارشاده” (الخلايلة  و اللبابيدي، ص ص9-10، 1990).

التعليم هو “مجرد مجهود شخصي لمعونة شخص آخر على التعلم. و التعليم عملية حفزٍ و استثارةٍ لقوى المتعلم العقلية و نشاطه الذاتي و تهيئة الظروف المناسبة التي تمكن المعلم من التعلم. كما أن التعليم الجيد يكفل انتقال أثر التدريب و التعلم و تطبيق المبادئ العامة التي يكتسبها المتعلم على مجالات أخرى و مواقف مشابهة” (الخلايلة و اللبابيدي، ص 10، 1990).

§ انواع التعلم

يوجد ثلاثة أنواع من التعلم و هي: التعلم الفردي، و التعلم التنافسي، و التعلم التعاوني.

ü في التعلم الفردي، يتدرب الطلاب على الاعتماد على انفسهم لتحقيق أهداف تعليمية تتناسب مع قدراتهم و اتجاهاتهم و غير مرتبطة بأقرانهم من الطلاب. و يدخل ضمن هذا النوع من التعلم مايسمى بالتعلم الذاتي. و يتم تقويم الطالب في هذا النوع من التعلم وفق محكات موضوعة مسبقاُ (جونسون و جونسون و هولبك، 1995). و في هذا النوع من التعلم تتاح الفرصة للطالب للعمل بشكل فردي لتحقيق أهدافه الخاصة و في ضوء قدراته الخاصة و يتحدد مدى قربه أو بعده من معايير الامتياز التي حددت بشكل مسبق (جونسون و جونسون، 1998).

ü و في التعلم التنافسي، يتنافس الطلاب فيما بينهم لتحقيق هدف تعليمي محدد يفوز بتحقيقه طالب واحد أو مجموعة قليلة. و يتم تقويم الطلاب في التعلم التنافسي وفق منحنى مدرج من الافضل إلى الأسواء (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

ü اما في التعلم التعاوني، فيعد الطلاب بحيث يعملون مع بعضهم البعض داخل مجموعات صغيرة، و يساعد كل منهم الآخرلتحقيق هدف تعليمي مشترك و وصول جميع افراد المجموعة إلى مستوى الاتقان. و يتم تقويم أداء مجموعة الطلاب وفق محكات موضوعة مسبقاً (جونسون وجونسون وهولبك، 1995).

Ø التعلم التعاوني

§ المفهوم

التعلم التعاوني هو التعلم ضمن مجموعات صغيرة من الطلاب (2-6 طلاب) بحيث يسمح للطلاب بالعمل سوياً و بفاعلية، و مساعدة بعضهم البعض لرفع مستوى كل فرد منهم وتحقيق الهدف التعليمي المشترك. ويقوم أداء الطلاب بمقارنته بمحكات معدة مسبقاً لقياس مدى تقدم افراد المجموعة في أداء المهمات الموكلة اليهم. و تتميز المجموعات التعلمية التعاونية عن غيرها من أنواع المجموعات بسمات و عناصر أساسية نناقشها فيما يلي، فليس كل مجموعة هي مجموعة تعاونية، فمجرد وضع الطلاب في مجموعة ليعملوا معاً لا يجعل منهم مجموعة تعاونية (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

§ العناصر الأساسية للتعلم التعاوني

1- الاعتماد المتبادل الايجابي
يعتبر هذا العنصر من أهم عناصر التعلم التعاوني. فمن المفترض أن يشعر كل طالب في المجموعة أنه بحاجة إلى بقية زملائه و ليدرك أن نجاحه أو فشله يعتمد على الجهد المبذول من كل فرد في المجموعة فأما ان ينجحوا سوياً أو يفشلوا سوياً. و يبنى هذا الشعور من خلال وضع هدف مشترك للمجموعة بحيث يتأكد الطلاب من تعلم جميع اعضاء المجموعة. كذلك يمكن من خلال المكافاءت المشتركة لأعضاء المجموعة يتم بناء الشعور بالاعتماد المتبادل و ذلك كأن يحصل كل عضو في المجموعة على نقاط إضافية عندما يحصل جميع الأعضاء على نسبة أعلى من النسبة المحددة بالاختبار. كما أن المعلومات و المواد المشتركة و توزيع الأدوار جميعها تساعد على الاعتماد المتبادل الايجابي بين افراد المجموعة (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

2- المسؤولية الفردية و المسؤولية الزمرية
كل عضو من أعضاء المجموعة مسؤول بالاسهام بنصيبة في العمل و التفاعل مع بقية افراد المجموعة بايجابية، و ليس له الحق بالتطفل على عمل الآخرين. كما أن المجموعة مسؤولة عن استيعاب و تحقيق أهدافها و قياس مدى نجاحها في تحقيق تلك الأهداف و تقييم جهود كل فرد من أعضائها. و عندما يقيم أداء كل طالب في المجموعة ثم تعاد النتائج للمجموعة تظهر المسؤولية الفردية. كما يمكن اختيار أعضاء المجموعة عشوائياً و اختبارهم شفوياً إلى جانب إعطاء اختبارات فردية للطلاب، و الطلب منهم كتابة وصف للعمل أو أداء اعمال معينه كل بمفرده ثم احضارها للمجموعة. و لكي يتحقق الهدف من التعلم التعاوني على أعضاء المجموعة مساعدة من يحتاج من أفراد المجموعة إلى مساعدة إضافية لإنهاء المهمة و بذلك يتعلم الطلاب معاً لكي يتمكنوا من تقديم أداء افضل في المستقبل كأفراد (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).
3- التفاعل المعزز وجهاً لوجه
يلتزم كل فرد في المجموعة بتقديم المساعدة و التفاعل الايجابي وجهاً لوجه مع زميل آخر في نفس المجموعة. و الاشتراك في استخدام مصادر التعلم و تشجيع كل فرد للأخر و تقديم المساعدة و الدعم لبعضهم البعض يعتبر تفاعلاً معززاً وجهاً لوجه من خلال التزامهم الشخصي نحو بعضهم لتحقيق الهدف المشترك. و يتم التأكد من هذا التفاعل من خلال مشاهدة التفاعل اللفظي الذي يحدث بين افراد المجموعة و تبادلهم الشرح و التوضيح و التلخيص الشفوي (جونسون و جونسون وهولبك، 1995). “و لا يعتبر التفاعل وجهاً لوجه غاية في حد ذاته بل هو وسيلة لتحقيق أهداف هامة مثل: تطوير التفاعل اللفظي في الصف، و تطوير التفاعلات الإيجابية بين الطلاب التي تؤثر إيجابياً على المردود التربوي (جونسون و جونسون، ص. 33، 1998).”

4- المهارات البينشخصية و الزمرية

في التعلم التعاوني يتعلم الطلاب المهام الاكاديمية الى جانب المهارات الاجتماعية اللازمة للتعاون مثل مهارات القيادة و اتخاذ القرار و بناء الثقة و إدارة الصراع. و يعتبر تعلم هذه المهارات ذو أهمية بالغة لنجاح مجموعات التعلم التعاوني (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

5- معالجة عمل المجموعة
يناقش و يحلل افراد المجموعة مدى نجاحهم في تحقيق اهدافهم و مدى محافظتهم على العلاقات الفاعلة بينهم لأداء مهماتهم. و من خلال تحليل تصرفات افراد المجموعة اثناء اداء مهمات العمل يتخذ افراد المجموعة قراراتهم حول بقاء و استمرارالتصرفات المفيدة و تعديل التصرفات التي تحتاج إلى تعديل لتحسين عملية التعلم (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

§ أنواع التعلم التعاوني

1- المجموعات التعلمية التعاونية الرسمية

المجموعات التعلمية التعاونية الرسمية هي “مجموعات قد تدوم من حصة صفية واحدة إلى عدة اسابيع. و يعمل الطلاب فيها معاً للتأكد من أنهم و زملاءهم في المجموعة قد أتمو بنجاح المهمة التعلمية التي أسندت إليهم. و أي مهمة تعلمية في أي مادة دراسية لأي منهاج يمكن أن تبنى بشكل تعاوني. كما أن أية متطلبات لأي مقرر أو مهمة يمكن أن تعاد صياغتها لتتلائم مع المجموعات التعلمية التعاونية الرسمية (جونسون و جونسون و هولبك، ص. 9:1، 1995).”

2- المجموعات التعلمية التعاونية غير الرسمية

المجموعات التعلمية التعاونية غي الرسمية تعرف “بأنها محموعات ذات غرض خاص قد تدوم من بضع دقائق إلى حصه صفية واحدة. و يستخدم هذا النوع من المجموعات أثناء التعليم المباشر الذي يشمل أنشطة مثل محاضرة، تقديم عرض، أو عرض شريط فيديو بهدف توجيه انتباه الطلاب إلى المادة التي سيتم تعلمها، و تهيئة الطلاب نفسياً على نحو يساعد على التعلم، و المساعدة في وضع توقعات بشأن ما سيتم دراسته في الحصة، و التأكد من معالجة الطلاب للمادة فكرياً و تقديم غلق للحصة (جونسون و جونسون و هولبك، ص ص. 9:1-10:1، 1995).”

3- المجموعات التعلمية التعاونية الأساسية
المجموعات التعلمية التعاونية الأساسية هي “مجموعات طويلة الأجل و غير متجانسة و ذات عضوية ثابتة و غرضها الرئيس هو أن يقوم أعضاؤها بتقديم الدعم و المساندة و التشجيع الذي يحتاجون إليه لإحراز النجاح الأكاديمي. إن المجموعات الأساسية تزود الطالب بالعلاقات الملتزمة و الدائمة، و طويلة الأجل و التي تدوم سنة على الأقل و ربما تدوم حتى يتخرج جميع أعضاء المجموعة (جونسون و جونسون و هولبك، ص. 10:1، 1995).

§ دور المعلم في التعلم التعاوني

دور المعلم في التعلم التعاوني هو دور الموجه لا دور الملقن. و على المعلم ان يتخذ القرار بتحديد الأهداف التعلمية و تشكيل المجموعات التعلمية. كما أن عليه شرح المفاهيم و الاستراتيجيات الأساسية. و من ثم تفقد عمل المجموعات التعليمية و تعليم الطلاب مهارات العمل في المجموعات الصغيرة. و عليه أيضاً تقييم تعلم الطلاب المجموعة باستخدام أسلوب تقييم محكي المرجع. و يشتمل دور المعلم في المجموعات التعلمية التعاونية الرسمية على خمسة أجزاء و هي (جونسون وجونسون وهولبك، 1995):

1- اتخاذ القرارات

v تحديد الأهداف التعليمية و الأكاديمية

على المعلم أن يحدد المهارات التعاونية و المهام الاكاديمية التي يريد أن يحققها الطلاب في نهاية الفترة من خلال عمل المجموعة. و عليه أن يبدا بالمهارات و المهمات السهلة (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

v تقرير عدد أعضاء المجموعة

يقرر المعلم عدد الطلاب في المجموعة الواحدة، و الى أن يتقن الطلاب مهارات التعاون على المعلم أن يبدأ بتكوين مجموعات صغيرة من طالبين أو ثلاثة ثم يبدأ بزيادة العدد حين يتدرب الطلاب على مهارات التعاون إلى أن يصل العدد ستة طلاب في المجموعة الواحدة(جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

v تعيين الطلاب في مجموعات

يعين المعلم طلاب المجموعة عشوائياً. على أن المجموعات غير المتجانسة أفضل و أكثر قوة من المجموعات المتجانسة. فعلى المعلم اختيار طلاب المجموعة من فئات الطلاب المختلفة و لتكن قدراتهم و مستوياتهم الاكاديمية مختلفة أيضاً (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

v ترتيب غرفة الصف

لكي يكون التواصل البصري سهلاً، على المعلم توزيع الطلاب داخل غرفة الصف بحيث يجلس طلاب كل مجموعة متقاربين في مقاعدهم (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

v التخطيط للمواد التعليمية

عندما يشترك طلاب المجموعة الواحدة في مصدر تعلم واحد أو تتوزع أجزاء المصدر الواحد-إن أمكن- بين طلاب المجموعة الواحدة يتحقق هدف من أهداف التعلم التعاوني. لذلك يحسن بالمعلم أن يعطي على سبيل المثال ورقة واحدة يشترك بها كل أفراد المجموعة أو يجزء المادة و يوزعها بين أعضاء المجموعة بحيث يتعلم كل طالب جزء و يعلمه بقية المجموعة (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

v تعيين الأدور لضمان الاعتماد المتبادل

تعيين الأدوار بين أفراد المجموعة الواحدة يعزز الاعتماد المتبادل الايجابي بينهم. فعلى المعلم توزيع الأدوار بين طلاب المجموعة الواحدة لكي يضمن أن يقوم الطلاب بالعمل سوياً حيث كل طالب يسهم بدوره كأن يكون قارئ أو مسجل أو مسؤول عن المواد و هكذا (جونسون و جونسون و هولبك،1995).

2- إعداد الدروس
v شرح المهمة الأكاديمية

يتمثل دور المعلم بالإعداد للدرس التعاوني، و عليه توضيح الأهداف في بداية الدرس و شرح المهمة الأكاديمية للطلاب لكي يتعرفوا على العمل المطلوب منهم أدائه. و يعرف المعلم المفاهيم الأساسية و يربطها مع خبراتهم السابقة. و يشرح المعلم اجراءات الدرس و يضرب الأمثلة و يطرح الأسئلة للتأكد من فهمهم للمهمة الموكلة إليهم (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

v بناء الاعتماد المتبادل الايجابي

الاعتماد المتبادل الايجابي من أهم أسس التعلم التعاوني فبدونه لايوجد تعلم تعاوني. و على المعلم شرح و توضيح أن على الطلاب أن يفكروا بشكل تعاوني و ليس فردي، و يشعرهم بأنهم يحتاجون إلى بعضهم البعض. فيشرح لهم مهماتهم الثلاث لضمان الاعتماد المتبادل الإيجابي و هي: مسؤولية كل فرد لتعلم المادة المسندة إليه، و مسؤولية التأكد من أن جميع أعضاء المجموعة تعلموا ما أسند اليهم من مهام، و مسؤولية التأكد من تعلم جميع طلاب الصف لمهامهم بنجاح. و الاعتماد المتبادل الإيجابي يكون عن طريق تحقيق الهدف المشترك، و الحصول على المكافاءة المشتركة، و المشاركة باستخدام المصادر و الأدوات، و تشجيع افراد المجموعة بعضهم البعض (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

v بناء المسؤولية الفردية

يجب أن يشعر كل فرد من افراد المجموعة بمسؤوليته الفردية لتعلم المهام و المهارات الأكاديمية المسندة للمجموعة. كما أن عليه مساعدة أعضاء المجموعة الآخرين و التعاون و التفاعل معهم ايجابياً. و يتم التأكد من قيام الأفراد بمسؤلياتهم عن طريق اختيار أعضاء المجموعة عشوائيا ليشرحوا الإجابات، و إعطاء اختبارات تدريبية فردية، و الطلب من الأفراد بأن يحرروا الأعمال الكتابية لبعضهم البعض، و أن يعلموا بقية افراد المجموعة ما تعلموه، و استخدام ما تعلموه في مواقف مختلفة (جونسون و جونسون و هولبك،1995).

v بناء التعاون بين المجموعات

من مهام المعلم أيضاً، تعميم النتائج الإيجابية للتعلم التعاوني على الصف بأكمله. و على المعلم بناء التعاون بين المجموعات في الصف الواحد عن طريق وضع أهداف للصف بأكمله إضافة للأهداف الفردية و الزمرية، و إعطاء علامات إضافية إذا حقق الصف بأكمله محكاً للتفوق تم وضعه مسبقاً. كذلك عندما تنتهي مجموعة ما من عملها يطلب المعلم من المجموعة البحث عن مجموعة أخرى انجزت عملها و مقارنة نتائجها و إجاباتها بما توصلت إليه المجموعة الأخرى. و من الممكن أيضاً الطلب من المجموعة التي انهت مهامة البحث عن مجموعة لم تنه عملها بعد و مساعدتها لإنجاز مهامها (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

v شرح محكات النجاح

يبني المعلم ادوات تقويمه للطلاب على أساس نظام محكي المرجع. فالطلاب يحتاجون معرفة مستوى الأداء المطلوب المتوقع منهم. فالمعلم قد يضع محكات الأداء بتصنيف عمل الطلاب حسب مستوى الأداء. فمثلاً من يحصل على 90% أو أكثر من الدرجة النهائية يحصل على تقدير “أ”، و من يحصل على علامة 80% إلى 89% يحصل على تقدير “ب” و لا تعتبر المجموعة أنهت عملها إلا إذا حصل جميع أفرادها على 85%. كذلك من الممكن وضع المحك على أساس التحسن في الأداء عن الأسبوع الماضي، أو الحصة الماضية، و هكذا. و قد يضع المعلم المحك “أن يظهر جميع أفراد المجموعة إتقانهم للمادة، و من الأفضل تحديد مستوى الإتقان، كأن يكون بنسبة 95% أو أكثر (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

v تحديد الأنماط السلوكية المتوقعه

على المعلم تعريف “التعاون” تعريفاً إجرائياً بتحديد أنماط السلوك المرغوبة و الملائمة لمجموعات التعلم التعاونية. فهناك أنماط سلوكية ابتدائية مثل البقاء في المجموعة و عدم التجول داخل الصف، و الهدوء، و الالتزام بالدور. و عندما تبدأ المجموعة بالعمل فيتوقع من كل فرد من أفراد المجموعة مايلي:

(1) شرح كيفية الحصول على الإجابة.

(2) ربط مايتعلمه حالياً بخبراته السابقة.

(3) فهم المادة و الموافقة على مايطرح من إجابات.

(4) تشجيع الآخرين على المشاركة و التفاعل.

(5) يستمع جيداً لبقية افراد المجموعة.

(6) لايغير رأيه إلا عندما يكون مقتنعاً منطقياً.

(7) يتقد الأفكار و ليس الأشخاص(جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

v تعليم المهارات التعاونية

على المعلم أن يعلم الطلاب المهارات التعاونية بعد أن يعتادوا على العمل ضمن المجموعات. يختار المعلم إحدى المهارات التعاونية التي يرى أنهم يحتاجونها و يعرفها بوضوح ثم يطلب من الطلاب عبارات توضح استخدام هذه المهارة، و يشجع الطلاب على استخدامها كل مارأى سلوك يدل على استخدام تلك المهارة حتى يؤدوها بصورة ذاتية. و هكذا يعلم مهارة أخرى و يلاحظ السلوك الدال عليها و يمتدح الطلاب على أداءها، مع الأخذ بعين الاعتبار التشجيع، و طلب المساعدة، و التلخيص، و الفهم (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

3- التفقد و التدخل

v ترتيب التفاعل وجهاً لوجه

على المعلم أن يتأكد من أنماط التفاعل و التبادل اللفطي وجهاً لوجه بين الطلاب من خلال وجود التلخيص الشفوي، و تبادل الشرح و التوضيح(جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

v تفقد سلوك الطلاب

يتفقد المعلم عمل المجموعات من خلال التجوال بين الطلاب أثناء إنشغالهم بأداء مهامهم و ملاحظة سلوكهم و تفاعلهم مع بعضهم البعض و فيما إذا كانوا قد فهموا ما أوكل لهم من مهام، و كيفية استخدامهم للمصادر و الأدوات. و يقوم المعلم على ضوء ذلك بأعطاء تغذية راجعة و تشجيع الاستخدام الجيد للمهارات و اتقان المهام الأكاديمية (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

v تقديم المساعدة لأداء المهمة

على ضوء مايلاحظه المعلم أثناء تفقده لأداء الطلاب و عند إحساسه بوجود مشكلة لديهم في أداء المهمة الموكلة إليهم يقدم المعلم توضيحاً للمشكلة و قد يعيد التعليم أو يتوسع فيما يحتاج الطلاب لمعرفته (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

v التدخل لتعليم المهارات التعاونية

في حال وجود مشكلة لدى الطلاب في التفاعل فيما بينهم، يستطيع المعلم أن يتدخل بأن يقترح إجراءات أكثر فاعلية (جونسون وجونسون وهولبك، 1995).

4- التقييم و المعالجة
v تقييم تعلم الطلاب

يعطي المعلم اختبارات للطلاب، و يقيم أداء الطلاب و تفاعلهم في المجوعة على أساس التقييم المحكي المرجع. كما يمكن للمعلم الطلب من الطلاب أن يقدموا عرضاً لما تعلموه من مهارات و مهام. و للمعلم أن يستخدم أساليب تقييم مختلفة، كما يستطيع أن يشرك الطلاب في تقييم مستوى تعلم بعضهم بعضا و من ثم تقديم تصحيح و علاج فوري لضمان تعلم جميع افراد المجموعة إلى أقصى حد ممكن (جونسون و جونسون وهولبك، 1995).

v معالجة عمل المجموعة

يحتاج الطلاب إلى تحليل تقدم أداء مجموعتهم و مدى استخدامهم للمهارات التعاونية. و على المعلم تشجيع الطلاب افراداً أو مجموعات صغيرة أو الصف بأكمله على معالجة عمل المجموعة و تعزيز المفيد من الإجراءات و التخطيط لعمل افضل. كما على المعلم تقديم تغذية راجعة و تلخيص الأشياء الجيدة التي قامت المجموعة بأدائها (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

v تقديم غلقاً للنشاط

يقوم المعلم بتشجيع الطلاب على تبادل الإجابات و الأوراق و تلخيص النقاط الرئيسية في الدرس لتعزيز التعلم. كما يشجع الطلاب على طرح الأسئلة على المعلم. و في نهاية الدرس يجب أن يكون الطلاب قادرين على تلخيص ما تعلموه و معرفة المواقف التعلمية المستقبلية التي يستخدمون فيها ما تعلموه (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

§ ميزات التعلم التعاوني

أثبتت الدراسات و الابحاث النظرية و العملية فاعلية التعلم التعاوني. و أشارت تلك الدراسات إلى أن التعلم التعاوني يساعد على التالي:

(1) رفع التحصيل الأكاديمي

(2) التذكر لفترة أطول

(3) استعمال أكثر لعمليات التفكير العلي

(4) زيادة الأخذ بوجهات نظر الآخرين

(5) زيادة الدافعية الداخلية

(6) زيادة العلاقات الإيجابية بين الفئات غير المتجانسة

(7) تكوين مواقف أفضل تجاه المدرسة

(8) تكوين مواقف افضل تجاه المعلمين

(9) احترام أعلى للذات

(10) مساندة اجتماعية أكبر

(11) زيادة التوافق النفسي الإيجابي

(12) زيادة السلوكات التي تركز على العمل

(13) اكتساب مهارات تعاونية أكثر (جونسون و جونسون و هولبك، 1995).

§ سلبيات التعلم التعاوني

لم اعثر بعد على سلبية للتعلم التعاوني.

§ عوائق التعلم التعاوني

من عوائق التعلم التعاوني ما يلي:

(1) عدم حصول المعلمين على التدريب الكافي لإستخدام التعلم التعاوني حيث يفضل جونسون و جونسون و هولبك (1995) “فترة ثلاث سنوات لتدريب المعلم على كيفية استخدام التعلم التعاوني بشكل فاعل (ص. 15:1).”

(2) ضيق مساحة الصفوف مع كثرة أعداد الطلاب في الصف الواحد (المقبل، 2000)، يضاف إلى ذلك نوع أثاث الفصل من الكراسي و الطاولات.

Ø مراجع عربية ينصح بها في التعلم التعاوني

§ جونسون، ديفيد و جونسون، روجر و هولبك، إديث جونسون. (1995). التعلم التعاوني. (ترجمة) مدارس الظهران الأهلية. الظهران: مؤسسة التركي للنشر و التوزيع.

§ جونسون، ديفيد و جونسون، روجر. (1998). التعلم الجماعي و الفردي. (ترجمة) رفعت محمود بهجات. القاهرة: عالم الكتب.

§ عبدالحميد، جابر. (1999). استراتيجيات التدريس و التعلم. القاهرة: دار الفكر العربي. (الفصل الثاني: التعلم التعاوني).

Ø الخلاصة

هناك ثلاثة أنواع من التعلم ذات أهداف و أساليب تعلم و طرق تدريس و تقويم مختلفة. التعلم الفردي و يستخدم لتحقيق أهداف خاصة بالطالب حسب قدراته و احتياجاته و يستخدم التقويم محكي المرجع لقياس أداء الطالب. و التعليم التنافسي هدفها تصنيف الطلاب من الأفضل إلى الأسواء تحصيلاً و يستخدم التقويم معياري المرجع لتصنيف الطلاب حسب المنحنى الطبيعي. و التعلم التعاوني و يشمل تعلم مهارات تعاونية و اجتماعية إلى جانب المهام الأكاديمية و يستخدم التقويم المحكي المرجع لقياس مدى اتقان الطلاب للمهارات التعاونية و المهام الأكاديمية. و قد أثبتت الدراسات التجريبية و النظرية تفوق الطلاب أكاديمياً حينما يعملون في مجموعات تعاونية مقارنة بالتعلم الفردي و التعلم التنافسي. و على كل هنالك بعض العوائق لإستخدام التعلم التعاوني يجب تذليلها حتى نحصل على النتائج المرجوة للتعلم. و من أهم العوائق من وجهة نظري عدم حصول المعلمين على التدريب الكافي على استخدام التعلم التعاوني. حيث أن هذا النوع من التعلم يتطلب مهارات و قدرات يمكن أن يتقنها المعلم بعد التدريب و الاستخدام المتكرر لهذا النوع من التعلم. كذلك اثبتت الدراسات أن ضيق الصفوف الدراسية و كثرة أعداد الطلاب في الفصل من عوائق استخدام التعلم التعاوني.

Ø المراجع

§ جونسون، ديفيد و جونسون، روجر و هولبك، إديث جونسون. (1995). التعلم التعاوني. ترجمة مدارس الظهران الأهلية. الظهران، السعودية: مؤسسة التركي للنشر والتوزيع.

§ المقبل، عبدالله. (2000). اثر برنامج تحسين أداء المعلم على تدريس رياضيات الصفوف 7-12 من حيث المنهج و التقنية و التقويم. (اطروحة دكتوراة غير منشورة، جامعة أوهايو، 2000).

§ جونسون، ديفيد و جونسون، روجر. (998). التعلم الجماعي و الفردي: التعاون و التنافس و الفردية. (ترجمة) رفعت محمود بهجت. القاهرة، مصر: عالم الكتب.

§ الخلايلة، عبدالكريم و اللبابيدي، عفاف. (1990). طرق تعليم التفكير للأطفال. الأردن، عمان: دار الفكر.

الرابط : https://www.almekbel.net/art/s/7

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى