من يومين، كنت أسير في درب محفوف بالحقول و الأشجار الفضية، فتذكرت دروس الجغرافيا و دراسة التضاريس في معهد بيت الحكمة بتونس. كم أعجبت بمحتوي أحد الدروس : إستعرضنا فيه أنواع الأشجار و الفضية كانت من ضمنها، ليس هناك أجمل من تلآألأ أوراق الأغصان بلون الفضة. و قد إنتبهت إلي الصمت السائد، فلا محركات سيارات و لا صراخ الصغار و الكبار، فقط تغريدات العصافير و الطيور. بقيت متأملة للوحة الطبيعية حولي، إرتحت نفسيا و حالما عدت إلي مكتبي، طالعتني بعض الأخبار و جلها يدور حول الأوضاع الجديدة في سوريا.
بعضهم متوجس من النظام الجديد بينما أجد نفسي محتارة في تحاليل تسابق الزمن و الظروف. هل جرت إنتخابات و خرجت إلي النور نتائج نهائية ؟ هل نظم أنفسهم مختلف التيارات و الأحزاب السورية ليجتمعو حول برنامج عمل مشترك ؟ هل رفعت العقوبات و إنسحب بنو صهيون من الأراضي المحتلة حديثا في سوريا ؟ هل و هل ؟
لماذا التسرع و التخوف من الآت، عوض إستخلاص الدروس و العمل علي توحيد الصفوف و إعادة النظر في الكثير من المسلمات منها الحاكم الإله ؟
لم الأحكام المسبقة و نحن لم نري شيء ملموس في الميدان لنحكم عليه ؟
لم نتشاءم بسرعة و نستسلم بسرعة ؟
ألا يجدر بنا و الوضع علي ما هو عليه في فلسطين مراجعة المطلب العبثي الأرض مقابل السلام و نهج العدل في تسيير شؤوننا ؟