
إستغرقتني مطالعة مقالة مطولة حول كيفية تأثير التغيرات المناخية علي النبات و الأشجار و الأزهار لأنتبه أخيرا إلي رسالة إلكترونية من قريبة مقيمة في فرنسا.
قرأتها بتأني لأتفاجأ بأنهم في فرنسا و بالنظر إلي غلاء الطاقة، هم يخفضون ساعات التدفئة في منازلهم و قد أفلست شركات بسبب إرتفاع تكاليف الطاقة. فكرت حينها ” لا أحد ينكر الإنعكاسات السلبية لحرب أوكرانيا علي شعوب أوروبا الغربية، فهم يدفعون فاتورة حالة العمي التي تعاني منها نخبهم الحاكمة المنتخبة.”
نحن في الجزائر، لا نعرف مشكلة الطاقة، لتوفر النفط و الغاز و الطاقة الشمسية و ما علينا تحضيره ما بعد النفط و الغاز و التأقلم في الفلاحة مع التغيرات المناخية و تكريس قطاعات أخري حساسة للتكيف مع التحولات الكبري التي يعرفها العالم. فالثورة الصناعية خلفنا و الذكاء الإصطناعي له ما له و عليه و ما عليه. فالتحديات التي تواجه قطاع الفلاحة لوحده ضخمة و لا حل لها سوي تضافر الجهود و ثقافة علمية متجددة تضمن حد أدني من التعامل الناجع مع الزراعة.
كوني كثيرة الملاحظة و المتابعة لكل ما يطرأ في الحديقة، فالإقامة المطولة لطائر الحميراء دليل علي قلة المأكل و المشرب، هذا و الورود لازالت تتفتح في جو بارد للغاية. لا تنفع اللامبالاة و الحلول الترقيعية، نحن بحاجة إلي إستراتيجية متكاملة تغنينا عن إستجداء الحلول من الغرب المتعال. هناك في جحيم الغرب، الأزمات تتعاقب و المشاكل تتفاقم و لا يملكون الموارد البشرية الكافية لمواجهة المستجدات، أما نحن هنا، فالخيارات مطروحة و لابد من مراعاة الخصوصية الجغرافية و الثقافية و الإجتماعية و الوقت يداهمنا…