
أولا: نص الحديث
عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “خييرُكُم خَيرُكُم لأهله، و أنا خَيرُكم لأهلِي” .
ثانيا: روايات الحديث
- أ. رواية الترمذي
عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم “خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي، و إذا مات صاحبكم فَدَعُوهُ”. رواه الترمذي في السنن، أبواب المناقب، باب: في فضل أزواج النبي صلى الله عليه و سلم، رقم الحديث: 3895. حكم الألباني: صحيح.
• زيادة: و إذا مات صاحبكم فَدَعُوهُ.
- ب. رواية ابن حبان
عن عائشة، قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم “خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي، و إذا مات صاحبكم فَدَعُوهُ”.
رواه ابن حبان في الصحيح، النوع الثاني، ذكر استحباب الاقتداء بالمصطفى صل الله عليه و سلم، رقم الحديث: 635.
• زيادة: و إذا مات صاحبكم فَدَعُوهُ.
- ت. رواية الدارمي
عن عائشة، قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم “خيركم خيركم لأهله، وإذا مات صاحبكم فَدَعُوهُ”. رواه الدارمي في المسند، كتاب: النكاح، باب: في حسن معاشرة النساء، رقم الحديث: 2306.
• زيادة: و إذا مات صاحبكم فَدَعُوهُ.
• نقصان: و أنا خيركم لأهلي.
ثالثا: ترجمة مخرج الحديث وراويه
- أ. مخرج الحديث:
الترمذي: أبو عيسى التِّرْمذِي ولد سنة 209ه موافق ل 824م، وتوفي سنة 279ه الموافق لـ 892ه في بلدة ترمذ. و هو محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، السلمي الترمذي. و كان “إمامًا ثبتًا حجةً، و ألفَ كتابَ “السننِ”، و كتابَ “العللِ”، و كانَ ضريرًا، قال: عرضتُ كتابي هذا أي كتابُ “السننِ” المسمَّى بالجامع على علمَاءِ الحجازِ و العراقِ و خراسانَ فرضوا بهِ. و من كان في بيته فكأنما في بيته نبيٌّ يتكلمُ” .
ابن ماجة: أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القزويني ولد سنة 209 هـ الموافق لـ 824م، و توفي سنة 273ه الموافق لـ 886م.وهو “ثقة كبير، متفق عليه، محتج به، له معرفة بالحديث، و الحفظ، ارتحل إلى العراقين، و مكة و الشام، و مصر و الري لكتب الحديث. قال الحافظ محمد بن طاهر: رأيت لابن ماجه بمدينة قزوين ” تاريخا ” على الرجال و الأمصار، إلى عصره، و في آخره بخط صاحبه جعفر بن إدريس : مات أبو عبد الله يوم الاثنين، و دفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من رمضان، و صلى عليه أخوه أبو بكر، و تولى دفنه أخواه أبو بكر و أبو عبد الله، و ابنه عبد الله”.
ابن حبان: هو ابن حِبَّان البُستي (270هـ — 354هـ = 884م — 965م) هو الإمام العلامة الحافظ، المحدّث، المؤرخ، القاضي، شيخ خراسان، من كبار أئمة علم الحديث و الجرح و التعديل. “كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه، و اللغة، و الحديث، و الوعظ، و من عقلاء الرجال. قدم نيسابور سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة، فسار إلى قضاء نسا، ثم انصرف إلينا في سنة سبع، فأقام عندنا بنيسابور، بنى الخانقاه، قرئ عليه جملة من مصنفاته، ثم خرج من نيسابور إلى وطنه سجستان عام أربعين، كانت الرحلة إليه لسماع كتبه”.
الدارمي: ولد قبل سنة 200 هـ بفترة يسيرة، و توفي في 255 هـ، “و أخذ علم الحديث و علله عن علي و يحيى و أحمد، و فاق أهل زمانه، و كان لهجا بالسنة، بصيرا بالمناظرة “.
- ب- راوي الحديث:
عائشة رضي الله عنها: و هي عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ التَّيْمِيَّةُ الْقُرَشِيَّةُ (توفيت سنة 58 ه/ ـ678م ثالث زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم و إحدى أمهات المؤمنين، و التي لم يتزوج امرأة بكرًا غيرها. و هي بنت الخليفة الأول للنبي صلى الله عليه و سلم أبي بكر بن أبي قحافة. وقد تزوجها النبي عليه الصلاة والسلام بعد غزوة بدر في شوال سنة 2 هـ، وكانت من بين النساء اللواتي خرجن يوم أحد لسقاية الجرحى.. كانت ملازمة للنبي صلى الله عليه و سلم و قد برز دورها في نقل الكثير من أحكام الدين الإسلامي و الأحاديث النبوية، حتى قال الحاكم في المستدرك: “إنَّ رُبْعَ أَحْكَامَ الشَّرِيعَةِ نُقِلَت عَن السَّيِّدَة عَائِشَة.”، و كان أكابر الصحابة يسألونها فيما استشكل عليهم، فقد قال أبو موسى الأشعري: “مَا أُشكلَ عَلَيْنَا أَصْحَاب رَسُوْل الْلَّه ﷺ حَدِيثٌ قَطُّ فَسَأَلْنَا عَائِشَةَ، إلَّا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْمًا”. و كانت من الفصاحة و البلاغة ما جعل الأحنف بن قيس يقول: سَمِعْتُ خُطْبَةَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الْخُلَفَاءِ هَلُمَّ جَرًا إِلَى يَوْمِي هَذَا، فَمَا سَمِعْتُ الْكَلامَ مِنْ فَمِ مَخْلُوقٍ، أَفْخَمَ، وَ لا أَحْسَنَ مِنْهُ مِنْ فِي عَائِشَةَ.
رابعا: موضوع الحديث و سبب وروده
لم يرد في روايات الحديث ذكر لسبب الورود. أما موضوع الحديث فيمكن حصره في : الوصيَّةُ بحسْنِ التَّعامُلِ معَ الأهْلِ؛ منَ الزَّوجاتِ و الأوْلادِ و الأقارِبِ.
خامسا: آيات و أحاديث معضدة
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ التحريم: 6.
قال تعالى: ﴿ وَ إِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَ هُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَ فِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَ لِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَ إِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَ صَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَ اتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَ لَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَ لَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَ اقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ لقمان: 13 – 19.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت أحداً كان أشبه سمتاً و دلاً و هدياً برسول الله صلى الله عليه و سلم من فاطمة، كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها فقبلها و أجلسها في مجلسه، و كان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته و أجلسته في مجلسها. روى أبو داود والترمذي والنسائي.
قال النبي صلى الله عليه و سلم: “أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، و خياركم خياركم لنسائهم خلقاً”. رواه أحمد والترمذي.
سادسا: شرح المفردات
• أهله: الولدين و الزوجة و الأبناء و الأقارب.
• فدعوه: فلا تذكروه إلا بخير.
سابعا: عبر و عضات من الحديث
يقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله: خيار الأفراد مَن اهتدى بهديه صلى الله عليه و سلم القائل: “خيركم خيركم لأهله، و أنا خيركم لأهلي”. الحديث رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها بسند حسن صحيح. خيار الأفراد من عمل بوصيته صلى الله عليه و سلم و هو يوضّح و يبين ما في الضّلَعِ من عِوَج يقابله استواء، و ما في الرجل من خُلُق حسن إن هو صالح بين المحاماة و الأخطاء و وازن. قال صلى الله عليه و سلم فيما روى مسلم عن أبي هريرة. «لا يَفْرَكْ مؤمن مؤمنة (لا يُبغضها): إن كِره منها خلُقاً رضي منها الأخير. (تنوير المومنات، ج: 02، ص 183).
يقول أيضا: و أوصي بما وثق به رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو في سياق الموت آخر عهده بالدنيا. أوصي بالنساء خيرا و أمرنا أن نوصي بهن خيرا. لا سيما البنات. أكّد في وصيته الأخيرة ما كان علّمه من أن خيارنا خيرُنا لأهله. ضاربا لنا بالمثل بإحسانه لأهله سيداتنا أمهات المؤمنين رضي الله عنهن. (الوصية الأخيرة، ص 37).
ثامنا: القيم المستفادة من الحديث
يمكن أن نستنبط من الحديث النبوي موضع الدراسة قيمة مركزية مهمة تتمثل في: حسن المعاشرة بين الأهل.
تاسعا: أسلوب الحديث و نظمه و بلاغته
جاء الحديث بأسلوب واضح و دقيق لا يحتاج في قراءته إلى عناء أو بيان أو تأويل.
خاتمة
اللهم ارزقنا حسن الاقتداء بالنبي عليه الصلاة و السلام و الانتفاع ببركة هذه الصحبة الطيبة.
بتصرف عن الرابط : https://wefaqdev.net/art7129.html