موقف دونالد ترامب رئيسا من غزة و أهلها ليس غريبا بل هو طبيعي. لا يجب أن ننسي أن الأمريكيين علي خلافنا لا يملكون جذور و لا تاريخ في أرضهم المحتلة. لم يتصرف الرئيس ترامب كرجل أعمال فقط بل أيضا كإنسان بلا أصالة و هذا حال السياسة الأمريكية الخارجية في العموم.
و موقفه هذا ذكرني بموقف الرئيس جونسون عندما لاحظ لملك عربي هذه الملاحظة حول العدوان الصهيوني في 1967 ” ما وقع عادي، فقد كان يتعين علي الإسرائيليين التوسع جغرافيا، الا تري كم بلادهم ضيقة ؟؟”
و هكذا هم يتعاملون معنا في فلسطين و غير فلسطين، فنحن لا نمثل شيء و قد رأوا كيف تعامل القادة العرب مع الإبادة الجماعية في غزة و الضفة، أكثر من 50 ألف شهيد لم يحركوا جيوشهم و لم ينتصروا لحقوقنا في بيت المقدس. فالمعيار الوحيد الذي يعمل به الغرب : مصالحه و فقط.
فماذا قدمت الأنظمة العربية و نخبها لتحرير فلسطين منذ 1948 سوي إجتماعات الجامعة العربية الفارغة التي رسخت التشتت و الإنقسام و أضعفت الصف المسلم إلي مداه الأقصي. فعوض التنديد بالغرب المتآمر، علينا بمراجعة تعاطينا مع قضية مصيرية لنا جميعا.