من يقلب النظر في أحوالنا، سيستوقفه منظر المسلم الإنهزامي الذي ينتظر منذ أكثر من خمسة قرون أن تتحول حياته إلي جنة دون أدني إجتهاد منه…
إسطوانة التذمر مستمرة و لا أحد راض علي نمط معيشته ملقيا بالمسؤولية علي كاهل الآخر أي كان موقعه و مقامه، مبرئا نفسه من أي مسؤولية عما آلت إليه حياته من فراغ روحي و إنحطاط أخلاقي و سوء التصرف…
يكبر الفرد في مجنمع مسلم من عصر الإنحطاط علي أنه شخص نكرة لا أثر له و لا تأثير في واقعه و محيطه….حياته مثل مماته سيان.
إنه لا يتلقي باكرا تلك التربية التي تجعل منه إنسان مؤمن تواق إلي مرضاة الله و إعمار الأرض بكل ما هو مفيد و صالح و حلال كفعل تعبد و عرفان لخالقه. و علي حد قول الأستاذة أمال حملاوي السائحي : “ما أكثر المسلمين و ما أقل الإسلام”، فمسلم هذا الزمان يتعمد تجاهل هذا المعطي الجوهري :
لا نهضة و لا فلاح و لا نجاح إن لم نفعل بطارية الإيمان التوحيدي و ما لم تنبني حياتنا علي عقيدة صحيحة، تضع نصب أعيننا الهدف الأسمي من وجودنا ألا و هي عبادة ربنا تعالي عن بينة و تبصر و الإعداد لمآلنا النهائي بعد الموت، فلا نهمل حياة الدنيا و لا نفرط في الآخرة، باحثين عن فلسفة معيشة تمزج بين تقوي الله و بين العمل الصالح، عن توازن روحي و نفسي يرضي الرب قبل كل شيء…حينها حتما ستصطبغ حياتنا بلمسة ربانية، تعيننا علي تجاوز محن و إبتلاءات و مصاعب و إغراءات دنيا الغرور.