نظرات مشرقة

الجنة التي لم نحصل عليها

بقلم عفاف عنيبة

من يقلب النظر في أحوالنا، سيستوقفه منظر المسلم الإنهزامي الذي ينتظر منذ أكثر من خمسة قرون أن تتحول حياته إلي جنة دون أدني إجتهاد منه…

إسطوانة التذمر مستمرة و لا أحد راض علي نمط معيشته ملقيا بالمسؤولية علي كاهل الآخر أي كان موقعه و مقامه، مبرئا نفسه من أي مسؤولية عما آلت إليه حياته من فراغ روحي و إنحطاط أخلاقي و سوء التصرف…

يكبر الفرد في مجنمع مسلم من عصر الإنحطاط علي أنه شخص نكرة لا أثر له و لا تأثير في واقعه و محيطه….حياته مثل مماته سيان.

إنه لا يتلقي باكرا تلك التربية التي تجعل منه إنسان مؤمن تواق إلي مرضاة الله و إعمار الأرض بكل ما هو مفيد و صالح و حلال كفعل تعبد و عرفان لخالقه. و علي حد قول الأستاذة أمال حملاوي السائحي : “ما أكثر المسلمين و ما أقل الإسلام”، فمسلم  هذا الزمان يتعمد تجاهل هذا المعطي الجوهري :

لا نهضة و لا فلاح و لا نجاح إن لم نفعل بطارية الإيمان التوحيدي و ما لم تنبني حياتنا علي عقيدة صحيحة، تضع نصب أعيننا الهدف الأسمي من وجودنا ألا و هي عبادة ربنا تعالي عن بينة و تبصر  و الإعداد لمآلنا النهائي بعد الموت، فلا نهمل حياة الدنيا و لا نفرط في الآخرة، باحثين عن فلسفة معيشة تمزج بين تقوي الله و بين العمل الصالح، عن توازن روحي و نفسي يرضي الرب قبل كل شيء…حينها حتما ستصطبغ حياتنا بلمسة ربانية، تعيننا علي تجاوز محن و إبتلاءات و مصاعب و إغراءات دنيا الغرور.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى