إسلاميات

هل حقق التجديد الإسلامي أغراضه ؟

بقلم الأستاذ راشد الغنوشي

 

يعتبر مفهوم التجديد من المفاهيم الإسلامية الأساسية التي أكدها صاحب الدعوة في الحديث المعروف “يبعث الله على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها” (أبو داود) الذي يحمل بشارة نبوية باستمرار هذه الأمة وعمل الإسلام فيها، عن طريق استمرار حركة تجديدية يمكن بها للدين الثابت أن يستوعب حركية الحياة المتجددة بما يستنبطه لمشكلاتها من حلول تصطبغ بصبغة الوحي وإن لم تكن منه ويوقّّع بها الأئمة الأعلام عن رب العالمين.

فما حظ الفكر الإسلامي والحركة الإسلامية من التجديد الموعود المعوّل عليه في البقاء والنماء والتفوق؟

لم يكد يخلو عصر من فقهاء مجتهدين مجددين، فذلك شرط أساسي لبقاء هذا الدين من طريق تفاعله المستمر مع اختلاف الزمان و المكان، غير أن هؤلاء المجددين يتكثفون في عصور الازدهار و يقلّون في عصور الانحدار، و بهذا المقياس لا غرو في اعتبار الإسلام يعيش منذ قرنين إرهاصات نهوض و تطور، و قد أخذ طوق التقليد الذي ران لعصور طويلة ترتخي قبضته حول رقبة الأمة و ينفسح المجال للاجتهاد و التجديد.
فكان في شبه الجزيرة العربية الشوكاني و ابن عبد الوهاب و في شبه القارة الهندية شاه ولي الله الدهلوي، دعوات تجديدية تنطلق من رحم الأمة بمنأى من كل تأثير أجنبي.

و في القرن الموالي التاسع عشر حيث كانت الهجمة الغربية على الإسلام دينا و حضارة و أرضا، اندلعت في أرجاء عالم الإسلام ثورات جمع زعماؤها بين مهمتي التجديد الديني و الدعوة إلى الجهاد، فكانت حركة أحمد الشهيد في الهند و حركة الإمام منصور شامل في آسيا الوسطى و حركة ابن فوديو في غرب أفريقيا و حركة المهدي في السودان و حركة الأمير عبد القادر في الجزائر و حركة مصطفى كامل في مصر .. كلها تصدت للغارة الغربية على عالم الإسلام.
غير أن هذه الحركات لم تفلح في رد الاكتساح الغربي المتفوق في أدواته بفعل ما أنجز من تطور حضاري علمي و تقني، بما حتم تعميق مشروع الإصلاح و التجديد، فكانت “حركة الجامعة الإسلامية” بقيادة السيد جمال الدين الأفغاني و تلميذه محمد عبده و رشيد رضا..و هي الحركة الفكرية و السياسية التجديدية التي لم تكتف بجانب واحد من جوانب التجديد كالتجديد العقدي أو الدعوة إلى الجهاد، و إنما دعت إلى نهوض شامل يستمد أصوله من مبادئ الإسلام و من مقاصده متفاعلا مع ما استجد من علوم العصر و خبراته في كل المجالات مما يتساوق مع الإسلام و يخدمه، رافضا ما عداه.
و بالتوازي مع هذه الحركة التجديدية المنبثقة من المجتمع الأهلي، نشأت في حاضرة الخلافة و حواضر إسلامية أخرى مثل مصر و تونس مشاريع للاجتهاد و التجديد على أساس إسلامي “يقتبس” من حضارة الغرب ما يتساوق مع مقاصد الإسلام في العدل و الحرية تحديثا للإدارة و التعليم و الجيوش و الاقتصاد. لم تجدِ تلك المحاولات التجديدية في وقف الزحف الغربي على عالم الإسلام، فقد كانت موازين القوة شديدة الاختلال لصالح العدو، و ظل أثر التجديد فوقيا نخبويا لم ينزل إلى العمق الشعبي.
غير أن حركة “الجامعة الإسلامية” مهدت لولادة الحركة الإسلامية المعاصرة في الثلث الأول من القرن العشرين على يد الإمام الشهيد حسن البنا تلميذ الشيخ رشيد رضا، و امتدت فروعها و نظائرها في أرجاء عالم الإسلام و أقلياته و ذلك بعدما أسفر الكيد الغربي عن إسقاط آخر مظلة سياسية جمعت المسلمين، الخلافة العثمانية، بما عناه ذلك من أن رسالة التجديد و الإصلاح في الأمة لم يعد كافيا للنهوض بمتطلباتها عمل فردي كما كان يحصل عبر تاريخ الإسلام، فكان لزاما تعميق و توسيع مشروع التجديد و النزول به إلى أوسع قطاعات الجماهير، و منازلة الاحتلال على كل صعيد باعتباره غزوا شاملا لم يكتف بالسيطرة على الجغرافيا، بل يعمل حثيثا على اختراق العقول و الثقافة استبعادا للإسلام و تهميشه، فكان تأكيد الجيل الجديد للمصلحين أن الإسلام دين و دولة و مجتمع و حضارة، و أن النهوض به يقتضي عملا شاملا تتضافر عليه كل فئات الأمة، و ينال فيه العمل الفكري التجديدي حظه إلى جانب العمل الجماهيري:على صعيد التعامل مع التراث واصل هذا التيار الدعوة إلى التحرر من التعصب المذهبي، مؤكدا الإسلام الجامع و مستفيدا من التراث الإسلامي على اختلاف مذاهبه دون التقيد بواحد منها، و من علوم العصر و تجاربه الحضارية في تواضع غير مستخذ.
ففي مجال العقائد كان التواصل مع تراث الجامعة الإسلامية مع كتاب التوحيد لمحمد عبده، و سارت على نهجه أجيال المجددين تتحدث عن عقائد الإسلام و عن أنظمة الإسلام (البنا، المودودي.. الغزالي.. البوطي..) في تجاوز واضح لموروثات علم الكلام التشقيقية.
و في مجال التفسير اتجه التجديد لتحريره من الجدل المذهبي و الكلامي و التفاريع اللغوية و من الإسرائيليات، و ربطه بالواقع باعتباره إنما جاء لإصلاحه، فكان تفسير المنار للإمامين عبده و رضا و”في ظلال القرآن ” ل سيد قطب و”تفهيم القرآن” للمودودي.. إلخ.
و في مجال أصول الفقه تم إحياء فكر المقاصد للأصولي الأندلسي الإمام الشاطبي، و تتالت فيه المؤلفات بدءا بالإمام محمد الطاهر بن عاشور و الفاسي و النجار.. و بلغ الأمر في السنوات الأخيرة أن نشأت مؤسسات ترعى فكر المقاصد مثل التي بعثها الشيخ زكي يماني.
و يلحق بهذا التجديد الأصولي تطوير فروع فقهية جديدة مثل فقه الأقليات الذي قام على تطويره المجلس الأوروبي للإفتاء (القرضاوي، ابن بيه، فيصل مولوي، النجار)، و فقه الموازنات و فقه الأولويات و فقه البيئة.
كما تم إحياء الفكر الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي لابن خلدون، فكان كتاب العدالة الاجتماعية و معركة الإسلام و الرأسمالية لسيد قطب، و كتابات المودودي و باقر الصدر و فقه الزكاة للقرضاوي..
و تتابع التأليف للتأسيس لاقتصاد إسلامي لا ربوي، في تحدّ سافر للرأسمالية أسفر عن تأسيس شبكة من المصارف الإسلامية و الجمعيات التعاونية التي تقوم على مبدأ المشاركة بين العمل و رأس المال، صمدت في وجه الزلزال الذي أصاب الرأسمالية، بما فرض على الغرور الغربي أن يتواضع و يأخذ النموذج الاقتصادي الإسلامي مأخذ الجد فتفتح لدراسته أقسام في جامعاته و نوافذ في كبريات بنوكه للتعامل وفقه، بل نشأ تنافس بين أقطاب الرأسمالية على افتتاح بنوك تتعامل بحسب الشريعة الإسلامية.
و في مجال النظم الإسلامية السياسية تتابعت بعد كتاب الخلافة لرشيد رضا المؤلفات، فكان من ذلك كتاب الخلافة للسنهوري و كتابات الشهيد عبد القادر عودة و ضياء الدين الريس و فتحي عثمان و سليم العوا و القرضاوي و الترابي و الغنوشي.
و في مجال التأليف الفقهي اللامذهبي كان فقه السنة للسيد سابق، و الفقه الإسلامي للشيخ وهبة الزحيلي، و الفقه الجنائي في الإسلام لعبد القادر عودة.
و في مجال العلاقات الدولية كانت مؤلفات كثيرة، لعل أهمها فقه الجهاد للقرضاوي. و في المجال التربوي كان فقه السيرة للغزالي و للبوطي و دراسات في السيرة لعماد الدين خليل و المنهاج التربوي في السيرة للشيخ الغضبان و المنهاج النبوي لعبد السلام ياسين.
و في تأصيل منهج الفن الإسلامي كانت مؤلفات محمد قطب و القرضاوي و الترابي.
و في المجال التطبيقي نما قطاع سمعي أو سمعي و بصري للأغنية الملتزمة، و نشرت مؤلفات في قطاع الدراما، و محاولات لاقتحام مجال السينما لا تزال تلاقي عوائق من فقه التشدد.
و في فقه النساء تأصيلا لمكانتهن و دورهن في الإصلاح و حقوقهن، كانت مؤلفات كثيرة أهمها موسوعة المرأة في عصر الرسالة لعبد الحليم أبي شقة. و لقد أثمرت هذه الحركة الفكرية التي لا تزال تمتد و تتسع و تتعمق تأثيرات واسعة إن على صعيد تربية الفرد أو على صعيد التماسك الاجتماعي الذي تعمل فيه الدولة تفكيكا و تذريرا، أو على الصعيد السياسي حيث قامت على أساس الفكرة الإسلامية التجديدية حركات على امتداد عالم الإسلام تردم الهوة بين عقيدة المسلم و ضميره الديني و بين واقعه الاجتماعي و السياسي ترجمة لعقيدة التوحيد، فكانت الحركات الإسلامية متعددة المناهج: فحيث هناك احتلال ترفع راية الجهاد، كما في فلسطين و العراق و أفغانستان و كشمير..
و حيث هناك حكم مستبد و حيف اقتصادي و فساد مجتمعي ترفع راية الجهاد السياسي و الاجتماعي من طريق تشكيل أحزاب سياسية تخوض المعارك الانتخابية لتؤثر في القرار السياسي مشاركة أو معارضة، و تؤكد حضورها في مؤسسات المجتمع المدني الصحية و الإغاثية و التعليمية و الثقافية و الإعلامية و النقابية. و لا يعيق عملها غير ما ظل سائدا من أنظمة الاستبداد في أرجاء واسعة من عالم الإسلام، تجد دعما غير مجذوذ من قبل الديمقراطيات الغربية.
هذا الوضع نمى مشاعر الغضب و تيارات التشدد، فنشأت حركات تتخذ من أساليب العنف نهجا لتغيير الأنظمة، إلا أنها لمّا لم تفلح اشتد غضبها على الغرب الداعم لتلك الأنظمة فاستهدفته، بما وفر أعظم الفرص لأعداء الإسلام لشن حملات شعواء على الإسلام و أقلياته، و تقديمه على أنه خطر على التمدن و الاستقرار. رغم أن ظاهرة العنف لا تستمد جذورها من الإسلام فهو لا يعطي شرعية للعنف العشوائي، و لا يقاتل إلا من يقاتله “و قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم”.و رغم محدودية حجم و أثر جماعات العنف فإنه لا تخلو من مثلها أمة أو ديانة، فبالتأكيد إن جيش تحرير إيرلندا مثل خطرا أعظم على بريطانيا من بعض الشباب الإسلامي الذي تتركز عليه الأضواء للإساءة للإسلام.

و مع ذلك فإن وجود جماعات التشدد و تصاعد موجة الطائفية نكوصا إلى عصور الانحطاط، لا يخلو من الدلالات على أن فكر الإسلام لم ينل ما يكفي من التجديد في مستوى الكم و النوع، و هو ما عبرت عنه سلسلة من المراجعات في أكثر من بلد عربي من قبل فصيل إسلامي “جهادي” قد تورط في منهاج أورثه ندما، بما يؤكد أن بضاعته الفكرية مزجاة، فكان محكوما بمنهج التجربة و الخطأ بينما الأصل أن يسبق العلمُ العمل.
مطلوب التجديد لا يزال بعيدا ما دام تعثر المسلم لا يزال قائما في تدبيره لشؤون بيئته و عصره، و آية ذلك تعثر مشاريع التجديد و ارتباكها إزاء ممارسة تجربة الحكم لمّا آل إليها الأمر، سواء أكان ذلك في أفغانستان على يد المجاهدين أم كان في السودان أم في إيران أم في الصومال أو في العراق..

حيث كان عجز الإسلاميين فاضحا ارتكاسا في الطائفية و العشائرية و التحالف مع الاحتلال و استدعاء فكر الخوارج و العجز عن إرساء نظام سياسي يستوعب كل التكوينات السياسية و الدينية و العرقية، بما لا يمثل شهادة للشعار الذي ترفعه الحركة الإسلامية أن الإسلام هو الحل، بل يمكن لخصومها أن يشككوا في ذلك رافعين شعار “العلمانية هي الحل”، و هو ما أبرزته الانتخابات العراقية الأخيرة من تفوق للقائمة العراقية العلمانية باعتبارها القائمة الوحيدة التي جمعت مكونات عراقية متنوعة سنية و شيعية.
بينما حزب البعث -على دكتاتوريته- كان يجمع في صلبه مختلف مكونات الشعب العراقي السنية و الشيعية و الكردية و المسيحية، بما يرشحه للزعم بأنه الأقدر على صيانة الوحدة الوطنية العراقية، خلافا للأحزاب الإسلامية التي انغلقت على نفسها و جاءت تبشر بحكم طائفي مرتضية نظام المحاصصة الطائفية الذي أتى به الاحتلال و في ظله، بما يعد نكوصا على الأعقاب.

الإسلام يكون هو الحل فقط عندما يكون قادرا على صنع الإجماع.

يمكن أن تستثنى من تجارب التطبيق الفاشلة للإسلاميين التجربة التركية التي ارتبط مشروعها -خلافا للمشاريع الإسلامية الأخرى- بتوسيع مجال الحرية و حكم القانون و سلطة الشعب، في مواجهة المشروع العلماني الذي ارتبط منذ نشأته على يد العسكر بفرض وصايتهم على الدولة و على المجتمع.
المشروع الإسلامي هنا ارتبط بجهاد سلمي مبدئي لا يتزحزح عنه مهما عرض له من كيد و قمع، دفاعا عن الإسلام و الحرية و الحداثة، بما أهّله لأن يوالي و يراكم مكاسبه، و يجنّبه الانزلاقات التي استدرجت إليها المشروع الإصلاحي الإسلامي في معظم بلاد العرب أنظمة ذات طبيعة فاشتية طاغوتية.

كما عبر عن محدودية المنجز التجديدي تردّدُ كبرى الحركات الإسلامية إخوان مصر في المضيّ مع آليات النظام الديمقراطي إلى النهاية، ثقة في الشعب و احتكاما إليه. ظهر ذلك في مشروع البرنامج الذي طرحوه للمناقشة العامة، و حمل في سمته العام نفسا تجديديا واضحا و متطورا، لولا أن شوشت عليه حتى طمسته تحفظات على مبدأ الاحتكام إلى الناس و الثقة في إسلامهم و وعيهم، إذ اقترحوا هيئة علمائية تختص بالرقابة على المجلس التشريعي، مما قرئ على أنه إرادة في فرض وصاية دينية على الإرادة العامة.
و من نفس القبيل اعتراضهم على حق الشعب في انتخاب امرأة أو غير مسلم للرئاسة، و ذلك متابعة لأدبيات سلطانية موروثة لا أثر لها عمليا في الواقع، أو تنزيلا لنصوص دينية على واقع مختلف.
و كان يسعهم الاكتفاء بأن لا يرشحوا لأي منصب في الدولة إلا من ارتضوه، دون أن يروموا رفع ذلك إلى مستوى إصلاح دستوري.

و واضح أن الخوض في المسألة مضر بل بالغ الضرر دون أن يترتب عليه عمل، فالقبطي لا يكاد يصل رتبة النيابة البرلمانية إلا عبر التعيين، و يقربُ من ذلك حال المرأة للأسف.
إن التجديد و الاجتهاد الجديرين بالوصف الإسلامي و ما في معناهما من تطور هو الذي يتغيى غاية واضحة -بحسب درجة تحققها يقاس نجاحه أو فشله- هي تمكين المسلمين بأن يعيشوا عصرهم مسلمين فاعلين، ذلك أنه تجديد يتعلق بدين هو تنزيل من حكيم حميد، بما يفرض الالتزام بأعلى درجات تقوى الله في التعامل معه، استحضارا دائبا من طرف المجدد المجتهد أنه بحسب تعبير ابن القيم يوقع عن الله، إذ يستصدر حكما جديدا في مسألة لم يرد فيها حكم منزل، فيبذل أقصى الوسع أن يكون الحكم الجديد مصطبغا بصبغة الوحي تمديدا لروحه و منطقه و مقاصده.

هذا الصنف من التجديد لا يتساوق مع منطق الحداثة الذي فرض على كثير من الديانات فأخضعها لمقاييسه و قيمه، بما انتهى بها إلى حالة من التفكك و السيولة و النسبية المطلقة، حتى غدا ممكنا في مجتمعات تنتسب تقليديا للمسيحية، التشريع لاستعمار الشعوب، بل حتى إبادتها، كما فعل بشعوب الهنود الحمر، و التشريع للزواج المثلي، حتى بين القساوسة، و تخريج ذلك على معنى أن المسيحية حب و هذا منه!!
و يقابل هذا المنطق الاستعلائي الحداثي منطق التشدد و الانغلاق و الطائفية، و هو خطر يتهدد التجديد الإسلامي. أما تحدي الحداثة فالإسلام وحده -كما يؤكد الاجتماعي البريطاني أرنست غلنر- قد “استوعب الحداثة و لم تستوعبه، و وظفها لصالح تجدده محتفظا بجوهره لا يساوم عليه”.. أليس “الإسلام يعلو و لا يعلى عليه”؟

الرابط : https://ar.rachedelghannouchi.com/article/12/%D9%87%D9%84-%D8%AD%D9%82%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%A3%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D8%B6%D9%87/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى