إسلاميات

فضائل شهر رمضان

https://www.islamweb.net/

 

من حكمة الله سبحانه أن فاضل بين خلقه زماناً و مكاناً، ففضل بعض الأمكنة على بعض، و فضل بعض الأزمنة على بعض، ففضل في الأزمنة شهر رمضان على سائر الشهور، فهو فيها كالشمس بين الكواكب، و اختص هذا الشهر بفضائل عظيمة و مزايا كبيرة، فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن، قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس و بينات من الهدى و الفرقان} (البقرة:185)، و عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال: (أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان، و أنزلت التوراة لست مضين من رمضان، و الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، و أنزل الفرقان لأربع و عشرين خلت من رمضان) رواه أحمد.

و هو الشهر الذي فرض الله صيامه، فقال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة:183).

و هو شهر التوبة و المغفرة، و تكفير الذنوب و السيئات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (الصلوات الخمس، و الجمعة إلى الجمعة، و رمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) رواه مسلم، من صامه و قامه إيماناً بموعود الله، و احتساباً للأجر و الثواب عند الله، غفر له ما تقدم من ذنبه، ففي “الصحيح” أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (من صام رمضان إيماناً و احتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه)، و قال: (من قام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، و قال أيضاً: (من قام ليلة القدر إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). و من أدركه فلم يُغفر له فقد رغم أنفه و أبعده الله، بذلك دعا عليه جبريل عليه السلام، و أمَّن على تلك الدعوة نبينا صلى الله عليه و سلم، فما ظنك بدعوة من أفضل ملائكة الله، يؤمّن عليها خير خلق الله.

و هو شهر العتق من النار، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قوله صلى الله عليه و سلم: (و ينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، و يا باغي الشر أقصر، و لله عتقاء من النار، و ذلك كل ليلة) رواه الترمذي.

و فيه تفتح أبواب الجنان و تغلق أبواب النيران، و تصفد الشياطين، ففي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (إذا جاء رمضان فتِّحت أبواب الجنة، و غلِّقت أبواب النار، و صفِّدت الشياطين)، و في لفظ (و سلسلت الشياطين)، أي: أنهم يجعلون في الأصفاد و السلاسل، فلا يصلون في رمضان إلى ما كانوا يصلون إليه في غيره.

و هو شهر الصبر، فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم، ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها و محبوباتها، و لهذا كان الصوم نصف الصبر، و جزاء الصبر الجنة، قال تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} (الزمر:10).

و هو شهر الدعاء، قال تعالى عقيب آيات الصيام: {و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} (البقرة:186)، و قال صلى الله عليه و سلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، و الإمام العادل، و دعوة المظلوم) رواه أحمد.

و هو شهر الجود و الإحسان؛ و لذا كان صلى الله عليه و سلم -كما ثبت في الصحيح- أجود ما يكون في شهر رمضان.

و هو شهر فيه ليلة القدر، التي جعل الله العمل فيها خيراً من العمل في ألف شهر، و المحروم من حُرِم خيرها، قال تعالى: {ليلة القدر خير من ألف شهر} (القدر:3)، روى ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إن هذا الشهر قد حضركم، و فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمها فقد حُرِم الخير كله، و لا يُحْرَم خيرَها إلا محروم).

فانظر -يا رعاك الله- إلى هذه الفضائل الجمّة، و المزايا العظيمة في هذا الشهر المبارك، فحري بك -أخي المسلم- أن تعرف له حقه, و أن تقدره حق قدره، و أن تغتنم أيامه و لياليه، عسى أن تفوز برضوان الله، فيغفر الله لك ذنبك و ييسر لك أمرك، و يكتب لك السعادة في الدنيا و الآخرة، جعلنا الله و إياكم ممن يقومون بحق رمضان خير قيام.

الرابط : https://www.islamweb.net/ar/article/42147/%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى