مع قلم الأستاذة كريمة عمراوي

شهر الأفراح

بقلم الأستاذة كريمة عمراوي

 

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على محمد خاتم النبيين و المرسلين، و على آله و صحبه و سلّم، و بعد:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبّشر أصحابه، يقوله 🙁 قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنة، و تغلق فيه أبواب الجحيم، و تغّل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم.) رواه أحمد و النسائي.

و هذا يدل على فضائل عظيمة، منها أن الكثير من يدخل الجنة بصومه لرمضان، و تغلق أبواب النيران. فمن رحمة الله بعباده في هذه الأمّة أن تصفّد الشياطين التي كانت تغوي الناس، و ينادي المنادي: يا باغي الخير أقبل، لأن شهر رمضان ميدان السباق في الخير، و التنافس في رضى الله تعالى، و يا باغي الشر أقصر، يا من يريد البدع و المعاصي أقصر، لهذا يمتنع الكثير من أصحاب المعاصي من تلك المعاصي التي كانوا عليها.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:(من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري و مسلم.

من أسرف في الذنوب، و من ظلم نفسه بالذنوب و الخطايا، فهذا شهر رمضان وعد النبي صلى الله عليه و سلم بوعد الله أنّه من صامه إيمانا و احتسابا غفر الله له ما تقدّم من ذنبه، و لو كانت تلك السنوات الطوال، ستين أو سبعين سنة، يغفرها الله و لا يبالي، لأن الله كريم، متى ما  تاب العبد و أناب إليه قبله، ( من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه) رواه البخاري و مسلم هذا يدّل على أنه يغفر له مرتين، مرّة لصيامه، و مرّة لقيامه.

علينا أن نتوب، و نستقبل الشهر بقلب صاف، و توبة نصوح، مغفرة الله سبب لتهيئة العبد لهذا الشهر، سبب التوفيق و القبول، إذا تاب أصبح مهيئا  للخير و مستعدا له، فيأتي شهر رمضان خير على خير.

و يجب على المسلم أن يصدق الله في توبته، و أن يترك الذنوب، ثمّ ما يستقبل به هذا الشهر بالتوكل على الله تعالى، يحتاج إلى ثلاثة أمور:

  1. التوكل على الله.
  2. الإخلاص و المتابعة للنبي صلى الله عليه و سلم تصاحب العمل.
  3. التضرع إلى الله تعالى بالقبول، و الاستغفار.

نحن في هذه الأيام نستقبل هذا الشهر العظيم، هذا الضيف الكريم، علينا أن نحسن صحبته، و هو الركن الرابع، شرع السنة الثانية من الهجرة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال🙁 قال الله عزّ و جل: كل عمل ابن آدم له إلاّ الصيام، فإنّه لي و أنا أجزي به، الصيام جنّة، و إذا كان يوم صيام أحدكم فلا يرفث، و لا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إنّي امرؤ صائم، و الذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح، و إذا لقي ربه فرح بصومه) رواه البخاري و مسلم، شهر الأفراح، يفرح عند انتهاء صومه كل يوم، و عند لقاء ربّه يفرح بأداء هذا الواجب.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى