تقاليد متوارثة منذ عقود.. ماذا تعرف عن أبرز العادات التركية في شهر رمضان؟
https://www.trtarabi.com
على الرغم من أن جميع المسلمين يشتركون في صوم رمضان في شتى بقاع المعمورة، إلا أن الطقوس الرمضانية تختلف من دولة لأخرى، فيما تنفرّد تركيا ببعض العادات و التقاليد في شهر رمضان عن سواها من الدول الإسلامية.
و عندما يُذكر رمضان في تركيا، تتبادر إلى الذهن التقاليد التي استمرت لقرون. وبينما اندثر بعضها في صفحات التاريخ، استمر البعض الآخر لغاية يومنا الحالي. و فيما يلي بعض من هذه التقاليد التي لا غنى عنها.
استقبالاً لشهر رمضان، تتزين المساجد التركية بلافتات مضيئة يُطلق عليها اسم “المحيا”، تضيء مآذن المسجد بكتابات مثل “أهلاً بكم في رمضان” و” رمضان مبارك” و”أهلا بكم سلطان الشهور” و”رمضان نعمة”.
و أصل كلمة “محيا” (mahya )، التي تعني “لمدة شهر”، يأتي من الكلمة الفارسية (mahiye).
و”المحيا” من التقاليد العثمانية التي يبلغ عمرها 450 عاماً، وما زالت مستمرة حتى يومنا الحالي.
يعتبر خبز “البيدا” أحد أهم التقاليد التركية التي ترمز إلى شهر رمضان، حيث يُعدّ بمثابة جوهرة تاج موائد الإفطار خلال شهر رمضان.
و قُبيل أذان المغرب، يتجمّع الأتراك صغاراً و كباراً، أو كما يقولها الأتراك من عمر الـ7 إلى 77، في طوابير أمام الأفران منتظرين بصبر خروج الخبز الطازج ليأخذوه إلى موائدهم يومياً خلال شهر رمضان.
من التقاليد التي لا قل أن تجد لها مكاناً في موائد رمضان في الوقت الحاضر هي الشربات الملونة التي يعود تاريخها إلى 600 عام.
و هي عصائر مركّزة محضّرة من جميع أنواع الفواكه و الزهور المختلفة التي يمكن التفكير فيها، و المحلّاة بالعسل أو السكر. و التي لا تزال حاضرة على موائد إفطار الأتراك إلى اليوم.
و كان شراب التمر الهندي و التوت البري يُعتبران من أكثر المشروبات المفضلة في العصر العثماني خلال شهر رمضان.
من التقاليد التي تُميّز شهر رمضان، موائد الإفطار الجماعي التي تعجّ بها الشوارع و الميادين و ساحات المساجد و المتنزهات العامة.
حيث تُقدّم هذه الوجبات لأغراض خيرية للتأكد من أن الجميع، سواء من ذوي الدّخل المنخفض أو حتى الأغنياء، قد وجدوا طعام إفطارهم.
و إلى جانب “موائد الرحمن”، هناك أيضاً الموائد العائلية التي لها أبعاد اجتماعية تتمثّل بلمّ شمل العوائل على مائدة الإفطار بانتظام، و دعوة الأهل و الأحباب و الأقارب و الأصدقاء إلى تلك الموائد و تبادل المحبة و البركة.
على رأس قائمة الأطعمة التي تتزين بها الموائد التركية خلال شهر رمضان، تأتي حلوى الجولاش (Güllaç) الموروثة من المطبخ العثماني.
و تأخذ الحلوى اسمها من ماء الورد المضاف إليها. في الواقع، تغيّر اسم الحلوى، الذي كان يُطلق عليه في البداية (Güllü Aş) ، بمرور الوقت إلى (Güllaç).