Uncategorized

في الذكرى المئوية للثورة العربية الكبرى : مواقف عربية و بريطانية ذات دلالة

بقلم الأستاذ محمد شعبان صوان من فلسطين الشقيقة

“ليس من الصواب القول بأن التيارات القومية التركية و العربية و الأرمنية و الكردية، كانت وراء تضعضع الدولة العثمانية و انهيارها بعد سنة 1914، صحيح أن بعض الأرمن كانوا يدعون إلى إنشاء وطن قومي للشعب الأرمني، لكن أغلبيتهم الساحقة استمرت في رغبتها في البقاء داخل الحظيرة العثمانية، ثم إن قلة قليلة من الأكراد كانت تدعو إلى الاستقلال الذاتي، و نستطيع القول أيضاً إن غالبية العرب كانت تود البقاء ضمن الكيان العثماني بالرغم من تعالي أصوات بعض القادة و المفكرين العرب بضرورة إلغاء المركزية و منح الأقاليم شيئاً من الاستقلال الذاتي، على حين قام آخرون بالدعوة لإحياء الهوية الثقافية العربية، خلاصة القول إن معظم الرعايا العثمانيين في سنة 1914 لم يكونوا يطمحون إلى الانفصال عن الإمبراطورية بل ظلوا محافظين على هويتهم في إطار المجتمع العثماني”[1]، “و يبدو أن هناك شبه إجماع على أن معظم العرب لم يكونوا راضين عن النهاية التي آلت إليها الدولة العثمانية و لم يشاركوا طوعاً في القضاء عليها”[2].

● شرق الأردن

يقول المؤرخ يوجين روجان في كتابه “العرب من الفتوحات العثمانية إلى الحاضر” إن فيصل بن الحسين اتخذ من العقبة مركزاً للقيادة ، و انطلقت قواته لشن الغارات على المراكز العثمانية في معان و الطفيلة و سكة الحجاز، و لكن جنود الجيش العربي لم يتمكنوا قط من التغلب على دفاعات العثمانيين و الاستيلاء على معان حيث كانت المقاومة مستميتة “إضافة إلى هذا فقد واجهوا مقاومة من القبائل العربية و أهل المدن المتحالفين مع العثمانيين، و في مدينة الكرك القريبة كونت القبائل و أهل المدينة ميليشيا من خمسمائة رجل في 17 يوليو / تموز 1917، و ساروا بحماس إلى حيث ينتظرهم قتال فيصل و جماعته، خاض متطوعو الكرك حرباً استمرت ثلاث ساعات ضد القوات التي قادها الهاشميون، و أعلنوا النصر بعد قتل تسعة رجال من الجيش العربي و غنم اثنين من الخيل، كشفت هذه المعركة الصغيرة إلى أي مدى قسمت الثورة العربية ولاء أهل البلاد ما بين مؤيد للعثمانيين و مؤيد للهاشميين، و في أغسطس / آب 1917 اتفقت المخابرات البريطانية و الفرنسية على أن قبائل شرق الأردن هي في معسكر العثمانيين قطعاً، و على هذا فشلت دعوة الجهاد المضادة التي تبناها الشريف حسين في كسب تأييد العرب جميعاً”[3].

●جنوب العراق

في شهر كانون الأول 1915 حاصر الجيش العثماني الجيش البريطاني في مدينة الكوت في العراق، و ذلك ضمن أحداث الحرب الكبرى الأولى، و استمر الحصار حتى استسلام الإنجليز في نهاية نيسان 1916، و عن ذلك يقول الدكتور عبد الله فهد النفيسي”إن حصار الكوت أرغم الحكومة البريطانية على إيجاد أي وسيلة ممكنة من شأنها أن تخفف الضغط على الجيش المحاصَر و رفع معنوياته، و من الأمور التي جرى تداولها الانتفاع بالثورة العربية التي كان يتزعمها الشريف حسين، و لكن تقادير ضباط الاستخبارات العسكرية كانت أفادت أن الثورة التي نشبت في الحجاز لم يكن لها أي وقع في نفوس القبائل العراقية التي كانت في معظمها من الشيعة…حتى أن القبائل السنية الصحراوية التي كانت على اتصال بالزبير و الخميسية تلقت خبر نشوب الثورة …بفتور و عدم مبالاة، و في مدينة البصرة ذاتها انقسم الرأي العام فكانت الأقلية تقف إلى جانب الثورة العربية، بينما اعتبرت الأكثرية ثورة الحسين ضد العهد، و هو عمل غير جائز”[4].

و لم يكتف العراقيون بعدم المشاركة في الثورة ضد الدولة العثمانية بل شاركوا في القتال إلى جانب العثمانيين ضد بريطانيا، على عكس الثوار العرب، و عن حصار الكوت نفسه يقول الدكتور:”كان سكان الكوت، و غالبيتهم من الشيعة، يتعاونون سراً مع الأتراك لإبلاغهم مركز القيادة في المدينة التي كان الأتراك يحاولون قصفه كل يوم، و في السابع من شهر كانون الثاني أرسلت قوة بريطانية قوامها 9 آلاف جندي في قيادة الجنرال أيلمر الذي حاول يائساً أن يفك الحصار عن المدينة، و لكنه عجز عن إنجاز مهمته بعد أن فقد 7 آلاف إصابة بين قتيل و جريح، و لقد لعبت القبائل الشيعية دوراً بارزاً في محاربة المدد البريطاني…و حاول البريطانيون مراراً أخرى رفع الحصار عن إخوانهم في الكوت و لكن من دون جدوى، و كان السبب الرئيسي في فشل المحاولات هذه مقاومة القبائل الشيعية….و تجدر الإشارة هنا إلى أن العرب الشيعة من أهل الكوت الذين لعبوا دوراً بارزاً في الحصار كجواسيس للأتراك كان في استطاعتهم دخول المدينة و الخروج منها ليلاً…(و) كان سكان الكوت يلجئون إلى كل وسيلة في وسعهم للتعبير عن عدائهم للإنجليز…و هكذا استسلم يوم 29 نيسان 13.309 من الجنود و الضباط البريطانيين إلى الأتراك الذين أصدروا أوامرهم بأن يسيروا إلى الأسر مشياً على الأقدام مسافة تبلغ ألفاً و مئتي ميل عبر صحار و جبال، و قد مات سبعون في المئة من الإنكليز و أربعون في المئة من الكتائب الهندية، و ينبغي القول إن عرض فدية للأتراك في مقابل فك الحصار الذي تقدم به الإنكليز أفقد الإنكليز هيبتهم الدولية و سمعتهم لأن خصومهم من الدول استغلوا الحادث في العالم إلى أقصى ما تكون عليه الدعاية في التفاخر و التباهي، هذا على الرغم من أن الحكومة أخفت الخبر كلياً عن الصحافة الإنكليزية، و جعلت منه الصحف موضوعاً للصور الكاريكاتورية و للمقالات الافتتاحية”، و بعدما تباطأ القائد التركي في ملاحقة فلول الإنجليز ردوا على هزيمتهم بالاستعداد لاحتلال بغداد لترك انطباع مضاد عما خلفته هزيمتهم في الدردنيل (غاليبولي) و الكوت، و لمحو عار الفدية التي عرضوها و بلغت مليوني ليرة استرلينية، و من شأن احتلال بغداد”إحباط أي محاولة يقوم بها الأتراك و العرب في سبيل ائتلاف إسلامي تحت راية الجهاد، و كان النفوذ التركي في إيران من الأمور التي كانت تقلق خواطر أعضاء اللجنة في وزارة الحرب البريطانية”[5].

يقول المؤرخ دونالد كواترت:”و لم يهمل السلاطين العناية بشئون رعاياهم من المسلمين الشيعة، و بذلوا ما أمكنهم للحفاظ على الأماكن الشيعية و رعايتها في كل من النجف و كربلاء، و بقوا على هذا النهج إلى ما بعد القرن السادس عشر”[6].

النتيجة: شتان ما بين مسلمي الجامعة الإسلامية زمن الخلافة و مسلمي الطائفية زمن الاحتلال الأمريكي.

●مصر

عندما دخلت الدولة العثمانية الحرب الكبرى إلى جانب دول الوسط دفاعاً عن وجودها ضد أطماع الحلفاء، قامت بريطانيا باتخاذ إجراءات مضادة منها إعلان الحماية على مصر و إنهاء السيادة العثمانية عليها و خلع الخديو عباس حلمي بتهمة الميل للجانب المعادي و تنصيب حسين كامل صاحب الميول البريطانية سلطاناً على مصر، كما سخرت بريطانيا إمكانات مصر لخدمة المجهود الحربي البريطاني، و في ذلك يقول المؤرخ البريطاني بيتر مانسفيلد إن “المصريين المتحمسين أرادوا المساهمة في المجهود الحربي، فشاركت القوات المصرية في الدفاع عن قناة السويس ضد الهجوم التركي الأول و الوحيد، كما خدم أكثر من عشرين ألف مصري في النقل بقوافل الجمال و هيئة العمل في فلسطين و فرنسا، و تكبدوا أثناء ذلك خسائر جسيمة”[7].

و لكن مؤرخين آخرين يعطون صورة مختلفة عن هذا “الحماس” المصري الذي يتحدث عنه مانسفيلد، فالمؤرخ البريطاني أيضاً يوجين روجان يقول:”كان البريطانيون يتطلعون إلى إضعاف نفوذ السلطان العثماني عن طريق تعزيز السلطان المصري، مثلما تطلعوا إلى إضعاف الدعوة إلى الجهاد ضد بريطانيا و فرنسا التي أطلقها السلطان (العثماني) عن طريق إطلاق الشريف حسين دعوة للثورة، غير أن هذه الحيلة لم تترك أثراً كبيراً على مسلمي مصر و لا على المسلمين عامة، إذ ظلوا يبجلون السلطان العثماني بصفته خليفة المسلمين،(و) بمجرد أن اندلعت الحرب وقع الجزء الأكبر من عبء دعم مصر للبريطانيين على الطبقة العاملة، صودرت المحاصيل لدعم المجهود الحربي، و جُند الفلاحون في فرق عمل تزود الجبهة الغربية بالدعم اللوجستي، و أدى التضخم و نقص البضائع إلى انخفاض مستوى معيشة جميع فئات الشعب، و صار كثير من المصريين في حالة عوز، امتلأت القاهرة و الاسكندرية بالجنود البريطانيين و جنود الكومنولث الذين احتشدوا في مصر…و أدى كبر عدد الجنود إلى زيادة درجة التوتر بينهم و بين أهل البلاد”[8].

و يقول المؤرخ زفي يهودا هرشلاغ إن الحرب أتت باضطرابات اقتصادية على شكل أزمات و انتعاشات متعاقبة، و إن اضطرار مصر لتقديم سلع رخيصة في بداية الحرب أدى إلى أزمة “هددت بالثورة”، فعالجت السلطات ذلك ببعض الإجراءات التي أدت إلى انتعاش مؤقت “لكن الوضع تدهور مرة أخرى قرب نهاية الحرب عندما بدأت مصادرة المحاصيل و الماشية و الاستيلاء عليها تؤثر أيضاً على الطبقات الأفقر و صغار المنتجين، و تحولت التعبئة …إلى نوع من السخرة أدى إلى الهرب من القرى تخلصاً من الاستدعاء، أو إلى الفرار من معسكرات الجيش بعد التجنيد”[9].

و تقول الدكتورة تهاني شوقي عبد الرحمن إن مصر انقسمت في نظرتها للدولة العثمانية بعد اندلاع الحرب الكبرى “فنجد رجال خفر السواحل المصريين ينضمون إلى قوات الجيش الرابع التركي، و انضم آخرون إلى السنوسيين في هجومهم على القوات البريطانية في الغرب، بينما وقف الجيش المصري كي يدافع عن القناة ضد عبور العثمانيين، و كان لهذا الانقسام بين صفوف العرب أثره في الحركة العربية فيما بعد” [10].

و لكن موقف الجيش المصري لم يكن معبراً عن موقف الشعب المصري، فقد كانت حربه تحت لواء بريطانيا ضد السودان الذي كان جزءاً من الوطن المصري (وادي النيل) قبل أن تقسمه بريطانيا (1899) و قتله آلاف السودانيين موقفاً آخر يؤكد أنه لا يعبر عن موقف مصر (كيف يمكن أن تقتل مصر أبناءها و تطعن ذاتها؟) لاسيما عندما نقرأ عن التجنيد الإجباري و الفرار من الجندية، و يؤكد ذلك أيضاً موقف شعب مصر السلبي جداً من تنصيب حسين كامل سلطاناً و إعلان الحماية البريطانية.

●موقف مصر من السلطان حسين كامل

يقول المؤرخ السوفييتي فلاديمير لوتسكي في كتابه تاريخ الأقطار العربية الحديث إن بريطانيا قامت بعد اندلاع الحرب الكبرى و فرض الحماية على مصر بإجراءات تعسفية فيها كمصادرة القمح و الماشية و الابتزازات القسرية و التجنيد و نهب الريف المصري و فرض نظام الإرهاب و الديكتاتورية العسكرية، مما أدى إلى إثارة سخط عميق في البلاد، و لكن كبار الملاك و البورجوازية الكبيرة راكموا الثروات و دافعوا عن بريطانيا و هادنت صحفهم و أحزابهم السياسية السيادة البريطانية و امتنعت عن أي كفاح ضد المحتلين، و لم تحاول الحكومة أو أعضاء المجلس التشريعي الاعتراض على فرض الحماية[11]، و لعل هذا هو الجانب المظلم الذي عممه المؤرخ البريطاني بيتر مانسفيلد على مصر دون تمحيص ، كما سبق ذكره، و وصفه بالحماس المصري لمشاركة بريطانيا في المجهود الحربي، و هو ليس سوى حماس الطبقة العميلة المستفيدة من الاحتلال كما في جميع البلاد المستعمَرة.

و يكمل لوتسكي إن نظام الإرهاب العسكري و التوقيفات و الإبعادات و غلق الصحف ضيق من إمكانات الوطنيين إلى درجة كبيرة، فحصروا خياراتهم بالدعاية من الخارج و أعمال العنف في الداخل، فقاموا بمحاولتين لاغتيال السلطان حسين كامل و محاولة لاغتيال رئيس وزرائه حسين رشدي ومحاولة لاغتيال وزير الأوقاف[12].

و تشير الدكتورة أمل فهمي إلى جوانب أخرى فتقول إنه “بإعلان الحماية على مصر دخلت في مرحلة جديدة أعلن الوطنيون في مصر استياءهم من حسين رشدي و عدوه مسئولاً عن إعلان الحماية البريطانية، كما استاء المصريون من عزل عباس، و اعتبروا تنصيب رجل آخر طعنة في حقوق مصر، لذلك كتب (زعيم الحزب الوطني و خليفة مصطفى كامل باشا) محمد فريد مقالاً في صحيفة توران باستنبول ضد حسين رشدي و حسين كامل طلب في ختامها إصدار فتوى بأنه خارج على الخليفة و أن دمه أصبح مهدراً (و لعل هذا يفسر محاولات الاغتيال آنفة الذكر)، كما ارتدى طلبة المدارس الثانوية أربطة سوداء يوم الاحتفال بعيد الجلوس السلطاني، و لم يرفع الأهالي العلم المصري الجديد، كذلك امتنع العلماء عن إصدار فتوى بعزل الخديو عباس، كما ذكر محمد فريد أنه بإعلان الحماية تعلقت قلوب المصريين انتظاراً لقدوم الجيش العثماني لتخليص مصر من الوجود البريطاني”[13]، و ربما كانت هذه الأحداث غير مرتبطة بثورة الشريف حسين مباشرة إلا أنها عبرت عن موقف مغاير لها من الدولة العثمانية آنذاك و لا يمكن فصل هذه الحوادث عن بعضها البعض.

يقول الدكتور محمد محمد حسين إنه بعد إعلان الحماية على مصر و خلع الخديو عباس اجتمع مجلس الوزراء المصري برئاسة السلطان حسين كامل و قرر إلغاء وظيفة قاضي قضاة مصر العثماني، و انقطعت بذلك آخر علاقة بالخليفة،

و لكن….

“ظل الرأي العام في مصر مع ذلك على ولائه للخلافة، و إن كان إعلان الأحكام العرفية و وضع الصحف تحت الرقابة، ثم إغراق مصر بجيوش الاحتلال بمصر، قد كمم الأفواه و كبت هذا الشعور، و يستطيع المراقب لتطورات الأمور في مصر في ذلك الوقت أن يلاحظ كثيراً من الأمارات التي تدل على ضيق المصريين بالإنجليز ضيقاً يوشك على الانفجار…و قد تجاوز سخط المصريين الإنجليز إلى السلطان حسين لاستمداده ولايته من سلطة مسيحية بعد أن كان يستمدها من الخليفة، و لقبوله منصبه بخطاب من القائم بأعمال الوكالة البريطانية بعد أن كان الخديويون يرتقون العرش بفرمان سلطاني يحمله مندوب خاص من عند الخليفة، و عبر المصريون عن هذا السخط حين امتنع طلبة الحقوق عن الذهاب إلى كليتهم لاستقباله في اليوم الذي حدد لزيارته “18 فبراير (شباط/ فيفري) سنة 1915″، و حين أطلق عليه النار شاب يدعى “محمد خليل”-و هو تاجر خرداوات بالمنصورة- و ذلك عند مرور موكبه بشارع عابدين في 8 أبريل (نيسان/ أفريل) سنة 1915، ثم لم يمض على هذا الاعتداء شهران حتى وقع عليه اعتداء آخر في الإسكندرية حين ألقيت قنبلة من نوافذ أحد المنازل في شارع رأس التين على مركبته و هو في طريقه لصلاة الجمعة، و لم يمض وقت طويل حتى وقع اعتداء على وزير الأوقاف فطعن بسكين في محطة القاهرة في 5 ديسمبر (كانون الأول) سنة 1915، و يستطيع المتأمل في تاريخ هذه الفترة أن يجد كثيراً من المظاهر التي تصور هذا السخط، فمنها مثلاً ما يروى من أن أحد الخدم القدماء بقصر عابدين قد حاول أن يحرقه، و منها أن النشرات التي تهدد السلطان حسين قد استطاعت أن تجد طريقها داخل القصر، و منها أن بعض قبائل العربان قد رفضوا أن يقسموا يمين الطاعة للإنجليز، و أن الضباط و الجنود المصريين في الإسماعيلية رفضوا إطلاق النار على إخوانهم الأتراك، و احتجبت صحيفة “الشعب” عن الظهور احتجاجاً على إعلان الحماية، و رفض أمين الرافعي إصدارها حين طلب منه السلطان حسين ذلك، و قد كانت السلطات المحتلة تعرف من مصر هذا العطف على تركيا، و لذلك فقد اعترفوا بذلك و أعلنوه منذ اللحظة الأولى في تبليغهم الأول إلى السلطان حسين كامل، فأوهموا المصريين بأنهم لا يحاربون الخليفة المغلوب على أمره (فلماذا ناوءوا منصب السلطنة العثمانية نفسه بمنصب السلطنة المصرية ؟!)، و لكنهم يحاربون حكومة الاتحاديين التي استأثرت بالسلطة دونه (فلماذا حاول الإنجليز الاستئثار بمنصب السلطنة دونه أيضاً؟!)، فقد جاء في هذا التبليغ: و لا أرى لزوماً لأن أؤكد لسموكم بأن تحرير حكومته (أي حكومة الملك البريطاني) لمصر من ربقة أولئك الذين اغتصبوا السلطة السياسية في الآستانة لم يكن ناتجاً عن أي عداء للخلافة (و هو نفس تبرير الشريف حسين فيما بعد لثورته بأنها ليست ضد الخليفة بل ضد الاتحاديين)” [14]، و الكتاب مشحون بتفاصيل أخرى من مظاهر سخط مصر على الإنجليز و السلطان حسين و بمظاهر النفاق التي قام بها المنتفعون من الاحتلال و التي أدت لوهم “الحماس”المصري في المجهود الحربي البريطاني الذي تكلم عنه المؤرخ البريطاني بيتر مانسفيلد.

●الموقف المصري الشعبي من القومية العربية

يقول الدكتور رءوف عباس إن مصر في مطلع القرن العشرين كانت تتبنى فكرة الجامعة الإسلامية التي كانت بنداً رئيساً في طرح الحزب الوطني، و مضمونها هو الحفاظ على سلامة الأراضي العثمانية و وحدتها و انتماء مصر إلى دولة الخلافة الإسلامية، ذلك أن الحزب الوطني بنى نضاله على أساس عدم شرعية الوجود البريطاني في مصر الخاضعة للسيادة العثمانية، و كان التمسك بالتبعية العثمانية هو طوق النجاة من الاحتلال البريطاني، كما كان التحزب للجامعة الإسلامية التي دعا إليها السلطان عبد الحميد مواكباً للتمسك بالتبعية العثمانية و غالباً على فكرة القومية المصرية التي دعا إليها أحمد لطفي السيد بخجل قبل الحرب الكبرى الأولى، كما كان التحزب للجامعة الإسلامية رفضاً لفكرة القومية العربية بصفتها دعوة إلى تمزيق أوصال الدولة العثمانية إلى كيانات قومية، و لو نجحت ستكرس الوجود الاستعماري البريطاني في مصر و الفرنسي في شمال إفريقيا “لذلك وصمت الحركة الوطنية المصرية دعاة القومية العربية بالخيانة و العمالة للدول الأوروبية الاستعمارية، و نفرت من الدعوة إلى القومية العربية”[15].

●الموقف المصري الشعبي من الثورة العربية

و يقول الدكتور أنيس صايغ مؤكداً ذلك في كتابه الفكرة العربية في مصر:”أما موقف المصريين حيال القضية العربية و علاقات العرب مع الأتراك، فكان، بوجه عام، مغايراً لموقف أحرار العرب، من المقيمين في سوريا أو الحجاز أو مصر…و لم يكن لثورة الحسين أثر كبير عند المصريين، بل إن الشعب وقف موقفاً عدائياً منها، و لكن الصحف لم تتمكن من مهاجمة الثورة لأنها كانت تخضع للرقابة العسكرية (البريطانية)…و يعترف جورج أنطونيوس مؤرخ الثورة العربية و صديق الذين قاموا بها، بأن عداء المصريين للثورة كان حقيقياً واضحاً، و إن كره المصريين للإنكليز غذى ذلك الشعور”.

و يعلق الدكتور فكتور سحاب على ذلك بالقول:”لم يكن الإعراض عن القومية العربية كله إذن في ذلك الزمن، للانكفاء عنها إلى موالاة الغرب أو تمسكاً بمشاعر إقليمية انفصالية، بل كان بعضه لموقف معاد للإنكليز و لشبهة “الإصبع”الإنكليزية –كما كان يقال- في تحريك الثورة “العربية” ضد السلطنة العثمانية”.

و عن موقف السوريين الذين لجئوا إلى مصر هرباً من السلطان عبد الحميد يقول الدكتور صايغ “تميز جهاد هؤلاء الأحرار بالانفصال التام عن جهاد المصريين في سبيل الحرية و الاستقلال، فلم تلتق طرقهما مع أنها كانت متوازية”[16].

●الثورة العربية الكبرى بعيون بريطانية

يقول جيمس نيكلسون James Nicholson في كتابه سكة حديد الحجاز The Hejaz Railway إنه بعد اندلاع الثورة العربية الكبرى بأشهر تراجع أداؤها في مواجهة التحصينات العثمانية في المدينة المنورة و قررت القيادة العليا البريطانية في القاهرة أن الثورة لم تكن سوى حادثة ثانوية غير مدروسة (طائشة) ذات قيمة ضئيلة للمجهود الحربي العام (في الحرب الكبرى الأولى)، و رفضت تلك القيادة التدخل لنصرتها،….و بحلول شهر أكتوبر/ تشرين الأول أصبحت قوات فيصل المحبطة و المتناقصة بسرعة في وادي صفراء هي خط الدفاع الحقيقي النهائي، و بدا أن الثورة العربية التي بدأت بنجاح باهر قبل أربعة أشهر فقط، أصبحت على حافة الانهيار، ولدى وصول لورنس العرب من القاهرة، كانت الثورة العربية على حافة الكارثة، و كان تدخل الضباط الإنجليز هو البداية الحقيقية للحرب على سكة الحجاز ، و حضور الإنجليز وحده هو الذي أفقد الأتراك المهاجِمين أعصابهم، و عن مكانة لورنس يقول المؤلف نفسه إنه امتلك إمكانات مكنته من التأثير على الحوادث في زاوية صغيرة (هي موطن الثورة) في الحرب لصالح الحلفاء[17].

و يؤكد الدكتور حسن صبري الخولي ما سبق بالقول نقلاً عن جورج أنطونيوس في كتابه يقظة العرب:” و كان القائد البريطاني العام سير أرشيبولد موراي على قدر كبير من الغرور و الضعف و كان قليل الثقة في الثورة العربية و نظر إليها أول الأمر(أي قبل التدخل البريطاني كما مر) في شيء من التحقير على أنها عمل جانبي يثير مضايقات لقوات بريطانيا و حليفاتها”[18].

و يقول دزموند ستيوارت إن الثورة العربية كانت “ذات قيمة كبيرة للحلفاء، ذلك بأن رفض أمير أقدس مدينة إسلامية للجهاد، ساعد على منع حركة تمرد في الجيش الهندي، ثم إن احتلال مكة و جدة اضطر الأتراك و حلفاءهم الألمان إلى إرسال الجنود و الذخائر إلى الجنوب و إهمال خططهم الأخرى ضد قناة السويس، بدا عرب الحجاز في نظر رونالد ستورز (مسئول المكتب العربي البريطاني الذي قام بدور هام في التفاوض مع الشريف حسين لإقناعه بالثورة) جبناء و غير منظمين..كانت الثورة العربية ذات قيمة للحلفاء، و خصوصاً لبريطانيا التي بالغت في تقدير فتح جبهة جديدة في بحر مجهول، فجاءت الثورة مقوياً حين كانت المعنويات العامة منخفضة، إن نهوض أبناء الصحراء الشجعان لتأييد بريطانيا عوض عن المذابح المستمرة في الجبهة الشرقية…”و يعلق الدكتور حسين مؤنس بقوله “و ليت الحسين بن علي و أنصاره كسبوا فخر هذا العمل الذي قاموا به في نظر الإنجليز و الفرنسيين الذين قدموا إليهم-دون أن ينتبهوا-خدمة لا تقدر” مستشهداً بقول ستيوارت “ذلك أن البطل الحقيقي لهذه المأساة كان -في نظر الغرب- رجلاً إنجليزياً غريب الأطوار هو الكولونيل لورنس”[19].

●التحالف مع الأجانب بين الأحلام و الحقائق و صحوة فوات الأوان

يقول الدكتور حسين مؤنس إن ممثل بريطانيا في مصر هنري مكماهون أدرك مغزى الثورة العربية على الأتراك، فوافق موافقة شكلية على مطالب القوميين العرب المتحمسين و أصحاب الخيالات و الأوهام ليدخلهم في الفخ، و كان موقفه منهم استعمارياً بريطانياً، و قد أدرك العرب خداع مكماهون، و حسب المؤرخ دزموند ستيوارت فقد قيدوا أنفسهم بقيدين على استقلالهم هما معاهدة دفاعية تربط الدولة العربية ببريطانيا و منح بريطانيا مكانة مفضلة في هذه الدولة، و لكن هناك أيضاً التحفظات على استقلال بعض الأجزاء العربية في آسيا الصغرى و سوريا و الكويت و حماية الأماكن المقدسة و الاستعانة بالمستشارين الإنجليز و القبول بإدارة خاصة في بغداد و البصرة و التنازل عن عدن هذا غير استثناء الجناح الغربي في شمال إفريقيا كله بداية من مصر من مطالب الاستقلال العربي، و في نهاية الأمر “أصبحت إسرائيل هي معضلة العرب الكبرى، و هي نتيجة مباشرة لهذه الخطوة التي خطاها الحسين بن علي، لأن تركيا لم يكن قد انقطع الرجاء فيها (و استشهد بانتصاراتها في غاليبولي 1915)…في ذلك الظرف قام الحسين بن علي بحركته فهدم الجبهة التركية الشرقية هدماً، و تبين الأتراك أن العرب هم سبب الهزيمة، و رجل مثل مصطفى كمال نفض يده من العرب من ذلك الحين…و كان لذلك نتائجه الوخيمة…و هكذا –و إرضاء لمطامح حفنة من العرب و أوهام حفنة من الخطباء المتحمسين على منابر دمشق دفع العرب، كل العرب ثمناً باهظاً  و لا زالوا يدفعونه. و 5 يونيو (حزيران/ جوان) 1916 كان دون شك يوماً مشئوماً…و تلك هي بداية ما سماه أمين سعيد بالثورة العربية الكبرى. لقد تقاسمت فرنسا و إنجلترا ميراث الدولة العثمانية في البلاد العربية ، عدا الجزيرة، ….أما لبنان فقد احتلته فرنسا تحت نفس الاسم، و بدأت تحدث فيه تغييراً جوهرياً، و هذا التغيير أصبح فيما بعد من أكبر مشاكل لبنان…و إلى يومنا هذا يعاني لبنان من هذا الوضع غير الطبيعي الذي فرضته فرنسا و لا تزال تؤيده”.

و يقول المؤرخ دزموند ستيوارت:”كان ثمن الثورة بالنسبة إلى العرب غالياً في المدى الطويل و القصير، دفعوا جميعاً هذا الثمن مع أن أقل من عشرة بالمائة منهم اشتركوا في الثورة، حتى في الحجاز لم يكن الرأي العام مع الحسين، و لكن خروجه على الأتراك و ما تبعه من فرار الضباط العرب و بعض الضباط الأكراد من الجيش العثماني حطم ما تبقى من الفكرة العثمانية و فتح الطريق في المدى البعيد إلى تركيا التركية”.

و يتابع الدكتور حسين مؤنس:”عندما أدخل العمال الأتراك خط سكة الحديد من القدس إلى مكة فالمدينة، كان الحسين بن علي يحرض الأعراب على تدمير القضبان و المحطات، و قد رحبوا بذلك لأنهم كانوا يعتقدون أن سكة الحديد ستسهل الحج على الحجاج و توصلهم إلى مكة و المدينة آمنين، فلا يستطيعون ابتزازهم و فرض الأتاوات عليهم و نهبهم، و لم يكن تفكير الحسين بن علي بأعلى من ذلك فقد كان يخشى أن سكة الحديد تسهل على الأتراك الوصول إلى الحجاز و مكة و المدينة، و أنه لمما يدعو إلى التعجب و يثير الألم أن سكة حديد الحجاز التي أنشأها الأتراك قام بتدميرها الأعراب و من ورائهم الشريف حسين”[20].

لم يعترف الحلفاء للشريف حسين بمنصب ملك العرب (1916)، رغم الوعود التي أغدقت عليه و منته بذلك بل بالخلافة الإسلامية، و اقتصر اعترافهم على كونه “ملك الحجاز” (1917)، كما لم يعترفوا بخلافته العربية التي أعلنها بعد إلغاء الخلافة العثمانية (1924) رغم الجهود الحثيثة التي بذلتها بريطانيا في الدعوة للخلافة العربية لمناوأة العثمانيين، و لكن لما انتهت الخلافة العثمانية لم يعد هناك أهمية للخلافة العربية فنبذت.

و قد صرح لورنس العرب بحقيقة أهداف الغرب من حركة الشريف حسين، ففي تقرير كتبه في يناير/كانون الثاني/جانفي 1916 تحت عنوان سياسات مكة قال:”إن تحرك (الشريف حسين) يبدو مفيداً لنا، لأنه ينسجم مع أهدافنا المباشرة : تحطيم الجبهة الإسلامية الموحدة و هزيمة و تمزيق الامبراطورية العثمانية، و لأن الدول التي سيقيمها (الشريف) خلفاً لتركيا ستكون غير ضارة بنا كما كانت تركيا قبل أن تصبح أداة في أيدي الألمان. إن العرب أقل توازناً من الأتراك، و إذا عولج أمرهم بشكل مناسب فإنهم سيظلون في حالة من الشرذمة السياسية، نسيج من الإمارات الصغيرة المتحاسدة غير القابلة للتوحد، و مع ذلك يمكنها الاجتماع في مواجهة أية قوة خارجية”[21]، و هذا الاجتماع الذي يقلق لورنس و رؤساءه هو ما يعمل الغرب جاهداً لمنعه منذ تلك الأيام.

و يختم تقريره قائلا إن الشريف حسيناً “يفكر يوماً بالحلول محل السلطة التركية في الحجاز، و لو تمكنا من ترتيب هذا التغير السياسي ليكون بالعنف، سنقضي على خطر الإسلام بجعله ينقسم على نفسه في عقر داره، و سيكون هناك خليفة في تركيا و خليفة في الجزيرة العربية في حالة حرب دينية، و سيصبح عجز الإسلام كما كان عجز البابوية عندما كان الباباوات في أفنيون”[22] (و هي فترة تراجعت فيها هيمنة البابوية و سميت الأسر البابلي للكنيسة 1309-1377 تشبيها بأسر بني إسرائيل على أيدي البابليين في القرن السادس ق.م، و قد أعقبها انقسام وصف بالعظيم نتيجة وجود بابا في روما و آخر في أفنيون 1378-1417)، و ليس من العجيب بعد ذلك أن تنكث بريطانيا بوعد إقامة الخلافة العربية بعدما استنفدت أغراضها منها.

يقول المؤرخ يوجين روجان :”مع اقتراب نهاية الحرب العالمية الأولى، كانت الحكومة البريطانية تتطلع إلى إبرام تحالف رسمي مع الملك حسين (بن علي) و أسرته الهاشمية، فأرسلت بريطانيا الكولونيل توماس إدوارد لورنس، الشهير باسم”لورنس العرب” الذي لعب دور حلقة الوصل بين البريطانيين و الهاشميين خلال الثورة العربية، لفتح باب المفاوضات مع حسين.

“بين يوليو/ تموز (جويلية) و سبتمبر / أيلول 1921 ، حاول لورنس عبثاً إقناع الملك حسين بتوقيع معاهدة تقر بالحقائق الجديدة لتسوية ما بعد الحرب، و رفض حسين جميع ملامح الشرق الأوسط بعد الحرب تقريباً باعتبارها خيانة من بريطانيا لوعودها له: رفض أن تقتصر مملكته على الحجاز؛ و اعترض على طرد ابنه، الملك فيصل، من دمشق و إعلان الانتداب الفرنسي على سوريا؛ و رفض الانتداب البريطاني على العراق و فلسطين، التي كانت تضم شرق الأردن في ذلك الوقت، و اعترض على سياسة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. أقدم البريطانيون على محاولة أخيرة للتوصل إلى معاهدة في عام 1923، لكن الملك العجوز الصارم رفض التوقيع أيضاً، و نتيجة لذلك خسر الحماية البريطانية في الوقت الذي بدأ فيه ابن سعود حملته لغزو الحجاز”[23].

و عن وضع الشريف حسين آنذاك يقول المؤرخ جورج أنطونيوس:”و لما وجد نفسه دون معين توجه بنظره إلى إنجلترة فلم تستجب له، عندئذ كان الشعور في “هوايت هول” (مقر الحكومة البريطانية) قد صرح بمعاداته، و أصبحت الحكومة البريطانية تعده هدفاً للسخرية و مثاراً للإزعاج، و جرت على أن تشيع حكايات مضحكة على نزوات الرجل الشيخ و بوادره، و فيها ما يثير الضحك حقاً، و كلما دارت الحكايات ولدت حكايات أخرى و خلقت رغبة في مزيد، كما هي الحال في القصص المضحكة عادة، و جاء في وقت أصبحت فيه تقارير المعتمد البريطاني الدورية عن الحال في الحجاز مفعمة بمادة للضحك الرسمي، فتلقى رواجاً في مكاتب”هوايت هول” و يتناقلها الموظفون لما لها من قيمة هزلية، كذا أصبح حسين أضحوكة و لم يعد الموظفون ينظرون إليه بجد، فلما استؤنفت المفاوضات في عام 1923 كان موقف الموظفين منه أولاً مهاودة من يتسلى به، ثم صبراً برماً، ثم-بعد أن مرت الشهور و هو متشبث برأيه لا يتحلحل عنه-سخط المغيظ و تقزز المتخم…و حث حسين الحكومة البريطانية على أن تتدخل لتكبح جماح ذلك الرجل المغير (ابن سعود)، كما فعلت في الماضي، و لكن توسلاته ذهبت هباء”[24].

تروي الروايات التاريخية الندم الشديد الذي أصاب الشريف حسيناً في نهاية حياته [25]، و هو أمر طبيعي في ظل ما آلت إليه أحلامه الكبيرة بل وضعه الشخصي، فهل يتعظ الذين يتحالفون اليوم مع الصهيونية و الاستعمار ضد إخوتهم ظانين أن نهايتهم ستكون وردية؟

●الهوامش


[1]-دونالد كواترت، الدولة العثمانية 1700-1922، مكتبة العبيكان، الرياض، 2004، ترجمة:أيمن أرمنازي، ص 333-334.

[2] -نفس المرجع، ص 341.

[3]-يوجين روجان، العرب من الفتوحات العثمانية إلى الحاضر، كلمات عربية للترجمة و النشر، القاهرة، 2011، ترجمة: محمد إبراهيم الجندي، ص 196.

[4]-الدكتور عبد الله فهد النفيسي، دور الشيعة في تطور العراق السياسي الحديث، ذات السلاسل، الكويت، 1990، ص 104-105.

[5]-نفس المرجع، ص 99-107.

[6]-دونالد كواترت، ص 184.

[7]-بيتر مانسفيلد، تاريخ الشرق الأوسط، النايا للدراسات و النشر، دمشق، 2011، ص 175.

[8]-يوجين روجان، ص 210.

[9]-ز. ي. هرشلاغ، مدخل إلى التاريخ الاقتصادي الحديث للشرق الأوسط، دار الحقيقة، بيروت، 1973، ص 277.

[10]-الدكتورة تهاني شوقي عبد الرحمن، نشأة دولة تركيا الحديثة، دار العالم العربي، القاهرة، 2011، ص 67-68.

[11]-لوتسكي، تاريخ الأقطار العربية الحديث، دار الفارابي، بيروت، 2007 ، ص 410-411.

[12]-نفس المرجع، ص 411.

[13]-الدكتورة أمل فهمي، العلاقات المصرية العثمانية على عهد الاحتلال البريطاني، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2002، ص 336.

[14]-الدكتور محمد محمد حسين، الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر، مكتبة الآداب، القاهرة، ج2 ص 6-8.

[15] -رءوف عباس، صفحات من تاريخ الوطن، دار الكتب و الوثائق القومية، القاهرة، 2011، تحرير: عبادة كحيلة، ص 243.

[16]– الموسوعة الفلسطينية ، القسم الثاني، الدراسات الخاصة، ج 3 (دراسات الحضارة) ص 672 (فكتور سحاب، الفكر السياسي الفلسطيني بعد عام 1948: الكتابات السياسية الفلسطينية حول قضايا أخرى، القومية العربية).

[17] James Nicholson, The Hejaz Railway, Stacey International, London,2005, p. 93-96.

[18]-دكتور حسن صبري الخولي، سياسة الاستعمار والصهيونية تجاه فلسطين في النصف الأول من القرن العشرين، دار المعارف بمصر، 1973، ج1 ص 167.

[19] -الدكتور حسين مؤنس، تاريخ قريش، دار المناهل للطباعة و النشر و التوزيع و العصر الحديث للنشر و التوزيع، 2002، ص784.

[20] -نفس المرجع ، ص 777-787.

[21] –Phillip Knightley and Colin Simpson, The Secret Lives of Lawrence of Arabia, McGraw-Hill Company, New York, 1969, p. 60-61.

[22] -نفس المرجع،ص70-71.

[23]-يوجين روجان ، ص 232.

[24]-جورج أنطونيوس، يقظة العرب: تاريخ حركة العرب القومية، دار العلم للملايين، بيروت، 1978، ترجمة: الدكتور ناصر الدين الأسد و الدكتور إحسان عباس، ص 455.

[25] –مصطفى أرمغان، السلطان عبد الحميد و الرقص مع الذئاب، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت،2012، ترجمة: مصطفى حمزة، ص 144-145.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى