من بين ما جاء في تقرير نُشر حديثا لكبير محللي فلسطين في مجموعة الأزمات الدولية، الباحثة تهاني مصطفى بعنوان “توغلات إسرائيل في الضفة الغربية تسلط الضوء على معضلات السياسة الفلسطينية”.
- السلطة ما زالت تعوّل على اتفاق أوسلو رغم أنه انتهى سياسيا وواقعيا، وهناك قرارات من الكنيست تمنع تطبيق بنوده.*
كل المؤشرات و المعطيات تثبت أن العلة كامنة في السلطة الفلسطينية و ليس في حماس الفلسطينية، من أيام قرأت مقالة مطولة حول وجود مختلف الفصائل الفلسطينية في سوريا و صراحة تأكدت من صعوبة وحدة الصف الفلسطيني علي كثرة الفصائل و إختلافاتها الإيديولوجية و هشاشة دورها بعد إتفاقيات أسلو واشنطن 1993.
أوجدت إتفاقيات أسلو وجود فلسطيني رسمي حامي و مؤمن لأمن بنو صهيون، و ما عشناه مؤخرا و علي المباشر في مخيم جنين دليل آخر عن الدور الإجرامي للسلطة الفلسطينية.
سوق نظام التجزئة العربي لسلام الإستسلام علي مدار نصف قرن و لم يحصل علي شيء بل علي خلاف ذلك تماما دول مثل مصر و الأردن فاقدة للسيادة يهجر إليها شعب فلسطيني في ابشع تطهير عرقي عرفته الإنسانية في العصر الحديث…هل تملك مصر أو الأردن قدرة فعلية علي مواجهة خطة ترامب الصهيونية ؟
لا.
و السلطة الفلسطينية موجودة لتأمين أمن شعب الإحتلال ليس إلا. و هذه السلطة و من وراءها نظام التجزئة العربي يجرمون فعل المقاومة المسلحة و يتآمرون عليها. فمن غير المعقول ان الطرف الذي يقرر مصير قلب العالم الإسلامي هي واشنطن و ليس المعنيون بذلك مباشرة …
سجل السلطة الفلسطينية أسود و لازلنا نعول علي دورها الذي ثبت أنه معادي بالكامل لتحرير كل ارض فلسطين 48 و 67. العدو الصهيوني يتمدد طولا و عرضا و جرائمه تتواصل ليل نهار بلا هوادة و جماعة السلطة الفلسطينية كل همهم من يستلم السلطة في غزة شهيدة.
غزة جزء صغير من فلسطين الشام، جزء علي صغره و بالرغم من الحصار صمد أكثر من عام أمام همجية عدو صهيوني مجرم و دفع و يدفع من دماء أهله ثمنا غاليا جدا لقاء صموده البطولي بينما السلطة الفلسطينية القابعة في رام الله المحتلة لا هم لها سوى المآرب الضيقة.
ألغي أرييل شارون إتفاقيات أوسلو و قال “لا” بحزم لم يسمي بمبادرة السلام العربية و السلطة الفلسطينية و نظام التجزئة العربي لا يزالون إلي حد الساعة يعولون علي سلام إستسلام…
كيف نريد للعدو الصهيوني أو واشنطن إحترامنا أو يحسبون لنا ألف حساب ؟ ليست فقط السلطة الفلسطينية العقبة في طريق تحرير كل فلسطين، بل المسؤول الأول أيضا عما آلت إليه الأوضاع نظام التجزئة العربي.
هذا و الجميع من السلطة الفلسطينية إلي نظام التجزئة العربي يعملون علي تصفية القضية الفلسطينية من الجذور و هذا فعليا في أرض الميدان و الشاهد علي ذلك ما نعيشه في واقعنا البائس.
*مأخوذ من مقالة منشورة في موقع الجزيرة