يهمكم

عودة السنونو

بقلم عفاف عنيبة

في لحظة فارقة، سمعت زقزقة ذات نغم خاص، رفعت رأسي نحو العش المثبت في أعلي الجدار، فإذا بطائر السنونو قد عاد، عاد بصحبة رفاقه و أمتلأ الفضاء الأزرق بطيرانهم الرشيق.

سبحان الله، سبحان الله، في كل عام يعودون إلي نفس البيت و إلي الجدار ذاته و إلي العش بعينه. سعدت بقدومهم، وجودهم بيننا إعلان جميل عن حلول الربيع بجماله الآخاذ…

من أيام فقط، جري حديث، تتباهي فيه سيدة أمام خالتها عن  جودة أداء آلتها المبرمجة للقيام بأشغال البيت علي أكمل وجه.

-أصبحت حرة أخيرا خالتي، لا أغسل أواني و لا أنظف الأرضية و لا أنشر ملابس و لا…

فقاطعتها خالتها بحزم :

-خسرت الكثير و الكثير بتشغيلك رجل آلي في بيتك.

-عجبا، ماذا خسرت خالتي ؟

-أشغال البيت رياضة مفيدة لجسم المرأة و هذا ما أكده أطباء مختصون، هذا و قد خسرت الأجر الآخروي و سترتفع فاتورة الكهرباء، فلا بد لك من تحميل بطارية آلتك في كل مرة و الآلة، آلة، لن تصفف الأزهار وفق ذوقك و لا تنتبه للألوان و في كل مرة عليك بمراقبة بيتك، فتفاصيل التنظيف تبقي حكر عليك.

سكتت السيدة إلا أنها بعد برهة من الزمن، لاحظت :

-لكن لا بد لنا من مسايرة التطور.

-تطور بل إستعباد بواجهة جديدة. ردت الخالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى