منذ القدم و الاعياد مرتبطة بالامجاد، و هناك بعد روحي يتحقق من خلال المشاركة الفعلية بالفرح و السرور و تقوية الروابط العائلية و الفكرية و الاجتماعية، لما يحمل العيد في طياته من معاني روحية عميقة.
هناك حكمة آلهية فائقة تقف أمامها الانسانية عاجزة عن التعبير، فرح داخلي يملأ الفكر بتأملات روحية، تتجسد بالاحتفالات و الملابس الجديدة و المأكولات و الحلويات، لنجد بأن الروح تصلي و العقل يتأمل و الجسد يشارك في معزوفة الحياة، ليتبدل الحزن فرحا»، و الالحاد ايمانا»،و اليأس الى رجاء، و يملأ الكون تراتيلا و تهليلا».
العيد فرصة للنقاء و الصفاء و اعادة الروابط البشرية، فهو يوم الذكر و الدعاء، فرحة، تكريم و هدية من رب العالمين، نراها بابتسامة طفل و زينة بيوت و ساحات مملوءة برائحة الورود، و مائدة تجمع حولها العائلة و الاحبة، و رسائل محبة قادمة من البعيد تنسينا الاساءة و الحقد لنبدأ بالتبريكات و التهنئة من جديد.
الأعياد تشمل كل الطوائف و كل مرتبط حسب دينه، فهناك طقوس تشير لكل عيد و يكون له معنى رمزي صادر عن الايمان، يؤثر جوهريا في هوية الانسان، ليعطي دورا اساسيا بتثقيفه و تشكيل هويته التي تدعو للتسامح و المحبة و الانفتاح الثقافي و المعنوي على الآخر.
لكل مناسبة تعبدية لها طقوس نعيشها و لها ايضا الكثير من المفاهيم التي تبعث روح الفرح و البهجة و الاجواء الاحتفالية المعتادة و تأكيد التنوع لكافة الاختلافات الثقافية و الترابط الوجداني العميق المبني على الاحترام و التقدير. فحرصنا على هذه الاعياد هي فرصة للتوبة و تربية روح التقوى و التقرب لله و الاحساس به، و ايضا نجد بأن كل مناسبة تقدم لنا طقوس خاصة بها تتميز عن بقية الاعياد.
هذه السنة لا عيد لنا، و لا زينة باستطاعتها أن تغطي على حداد قلوبنا التي شاهدت الويلات و المآسي، لم يعد لنا قدرة على سماع دوي المدافع و صوت الانفجارات، و مشاهد القتلى، و بكاءالثكالى و صبر امهات الشهداء، مع اقتراب موعد العيد يؤلمنا سماع انين الشعوب المهجرة التي تعاني الأمرين وسط ظروف مؤلمة و مأساوية، يتحدون الصعاب يسكنون الخيم لا مأوى، أوضاعهم الاقتصادية و الانسانية و النفسية صعبة، يستقبلون العيد بحسرة و نغصة بعيدا عن بيوتهم و اهلهم و اسرّتهم، محبطين فاقدي الثقة بمستقبلهم المجهول،جروحهم عميقة تنزف ألما و ليس من يد تمتد لمساندتهم أو حكومة تسعفهم و تخفف من معاناتهم.
الرابط : https://newsabah.com/newspaper/125985