من الصعب الإحتفاء بعيد الفطر في أجواء الحداد التي تخيم علي عالمنا. ما لم تتحرر فلسطين، لسنا أحرار. فأي فرحة في ظل المجازر اليومية و سقوط آلاف الضحايا في قلب عالمنا العربي الإسلامي ؟
عندما أعود إلي أيام طفولتي، كان كل شيء واضح، فلسطين محتلة و لا بد من عدة و رجال لتحريرها و العمل في سبيل ذلك بلا هوادة.
اليوم، الوضع يختلف جذريا، فمن يتآمر علي حقوقنا في فلسطين بعض من يحملون أسماءنا و ملامحنا و من يعدون أنفسهم أوصياء علي مصيرنا. جرم هؤلاء العملية الفدائية البطولية ل7 أكتوبر 2023 و عوض رد العدوان الصهيوني علي أهلنا في غزة و الضفة أبقوا جيوشهم في الثكنات أو علي الحدود لرد اللاجئين الفلسطينيين أي بالمختصر المفيد “موتوا في أرضكم و لا تسامح معكم.”
لا وجود لبهجة و لا سرور بل دموع تستذكر من رحلوا عنوة فلا مأوي و لا أكل بل العراء و الجوع و العطش و رحلة النزوح من مكان إلي آخر في دائرة مفرغة. شخصيا، في أول يوم عيد أتظاهر بفرحة مصطنعة، داعية الله الإنتصار إلي مظلومية إخواننا في سلوكاتنا و العمل علي تفعيل بطارية الإيمان و العودة إلي المنبع الأصيل : الصراط المستقيم. بدون نهضة حضارية نحن لن ننتصر و لن نختصر معاناة المعذبين في الأرض، هذا و الشعور بالعجز أمام العدوان الصهيوني شعور قاتل و قد أصبح المرء يهرب من الشاشات و لكن لا معني للهروب. فالمطلوب العمل ليل نهار في سبيل إستعادة الأرض و هزم الكيان الغاصب و هذا في متناولنا و من الممكنات و المتوكل علي الله لن يخيب بإذنه تعالي…