نظرات مشرقة

العيد في حداد

بقلم عفاف عنيبة

من الصعب الإحتفاء بعيد الفطر في أجواء الحداد التي تخيم علي عالمنا. ما لم تتحرر فلسطين، لسنا أحرار. فأي فرحة في ظل المجازر اليومية و سقوط آلاف الضحايا في قلب عالمنا العربي الإسلامي ؟

عندما أعود إلي أيام طفولتي، كان كل شيء واضح، فلسطين محتلة و لا بد من عدة و رجال لتحريرها و العمل في سبيل ذلك بلا هوادة.

اليوم، الوضع يختلف جذريا، فمن يتآمر علي حقوقنا في فلسطين بعض من يحملون أسماءنا و ملامحنا و من يعدون أنفسهم أوصياء علي مصيرنا. جرم هؤلاء العملية الفدائية البطولية ل7 أكتوبر 2023 و عوض رد العدوان الصهيوني علي أهلنا في غزة و الضفة أبقوا جيوشهم في الثكنات أو علي الحدود لرد اللاجئين الفلسطينيين أي بالمختصر المفيد “موتوا في أرضكم و لا تسامح معكم.”

لا وجود لبهجة و لا سرور بل دموع تستذكر من رحلوا عنوة فلا مأوي و لا أكل بل العراء و الجوع و العطش و رحلة النزوح من مكان إلي آخر في دائرة مفرغة. شخصيا، في أول يوم عيد أتظاهر بفرحة مصطنعة، داعية الله الإنتصار إلي مظلومية إخواننا في سلوكاتنا و العمل علي تفعيل بطارية الإيمان و العودة إلي المنبع الأصيل : الصراط المستقيم. بدون نهضة حضارية نحن لن ننتصر و لن نختصر معاناة المعذبين في الأرض، هذا و الشعور بالعجز أمام العدوان الصهيوني شعور قاتل و قد أصبح المرء يهرب من الشاشات و لكن لا معني للهروب. فالمطلوب العمل ليل نهار في سبيل إستعادة الأرض و هزم الكيان الغاصب و هذا في متناولنا و من الممكنات و المتوكل علي الله لن يخيب بإذنه تعالي…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى