يهمكم

مشكلتك في ماذا تريد من هذه الحياة ؟

بقلم عفاف عنيبة

 

“نعم بإمكاني العيش بدون إنترنت.”قلت لها.

نظرت لي مندهشة :

-كيف ؟

-كيف كيف ؟ من السهل تعطيل الويفي و إمضاء حياة عادية و سأكتب قريبا إن شاء الله قصة بهذا الموضوع. لماذا تعتبرين الأنترنت ضروري ؟من إخترعوه أرادوه ضروري و هو يتطور و يتضخم عام بعد عام لكننا مسلمين و المسلم لا يربط نفسه بنظام حياة دخيل عليه في كل شيء.

-يتيح لك الفايبر و الواتساب التحدث مجانا مع شخص في الجهة الأخري من الكوكب، أليست هذه نعمة ؟

-وضحي و حددي بين الضروري و ما يعد نعمة و لعلمك من إخترع خدمة الفايبر يهودي يحمل جنسية الغاصبين في فلسطين المحتلة و الهاتف موجود كي أتصل بشخص في آخر الدنيا و البريد الكتابي أيضا لماذا علي إستعمال الواتساب و الفايبر ؟ دفع الفواتير بإمكان فعل ذلك دون المرور علي تطبيق، فالمشي صحي بالنسبة للإنسان و في ماذا يفيدني الفيسبوك في معرفة أغراب لا يربطني بهم شيء و عوض ذلك افضل بكثير الذهاب لزيارة مباشرة الأهل و الأقارب. فالوجود الفعلي للإنسان لا يقدر بثمن و لا يفيد مكانه أنترنت او كاميرا ثم حينما تعتبرين شيء ما ضروري يصبح كذلك و في حالة ما لم تعبئين به لن يكتسي ابدا تلك الأهمية القصوي التي حار عليها الأنترنت بغير وجه حق.

-لكن العالم سيبدو كئيبا بدون الأنترنت.

-بل بالعكس العالم اصبح بسبب الأنترنت سجن بغيض تفشت فيه معالم الظلم و القهر و العنصرية و الحقد و الكراهية. في زمن ما قبل الأنترنت لا أحد كان يطلع علي جاره أو غريب، كانت صلات الرحم قوية و الصبر علي المكاره بضاعة رائجة و حب الخير من السمات العامة بينما اليوم  روج الأنترنت للحسد و الأنانية و حب الذات بشكل شيطاني و كل الموبقات متاحة، فهل كانت تصلنا القنوات الإباحية ؟ طبعا لا بينما الآن كبسة علي زر يجد نفسه الفرد المسلم أمام العشرات من قنوات الفساد و الدعارة أكرمكم الله.

-رؤيتك جد سوداوية للأنترنت.

-نعم، افضل بكثير عالم بلا إنترنت، إنني أعلم ما اريد حياة بلا ذنوب و لا معاصي و لا كبائر و لا أي شيء ينغص علي عبوديتي لله، لهذا يتعين عليك معرفة ما تريدين من هذه الحياة بالضبط لأن الرحلة قصيرة مهما عمرنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى