“نعم بإمكاني العيش بدون إنترنت.”قلت لها.
نظرت لي مندهشة :
-كيف ؟
-كيف كيف ؟ من السهل تعطيل الويفي و إمضاء حياة عادية و سأكتب قريبا إن شاء الله قصة بهذا الموضوع. لماذا تعتبرين الأنترنت ضروري ؟من إخترعوه أرادوه ضروري و هو يتطور و يتضخم عام بعد عام لكننا مسلمين و المسلم لا يربط نفسه بنظام حياة دخيل عليه في كل شيء.
-يتيح لك الفايبر و الواتساب التحدث مجانا مع شخص في الجهة الأخري من الكوكب، أليست هذه نعمة ؟
-وضحي و حددي بين الضروري و ما يعد نعمة و لعلمك من إخترع خدمة الفايبر يهودي يحمل جنسية الغاصبين في فلسطين المحتلة و الهاتف موجود كي أتصل بشخص في آخر الدنيا و البريد الكتابي أيضا لماذا علي إستعمال الواتساب و الفايبر ؟ دفع الفواتير بإمكان فعل ذلك دون المرور علي تطبيق، فالمشي صحي بالنسبة للإنسان و في ماذا يفيدني الفيسبوك في معرفة أغراب لا يربطني بهم شيء و عوض ذلك افضل بكثير الذهاب لزيارة مباشرة الأهل و الأقارب. فالوجود الفعلي للإنسان لا يقدر بثمن و لا يفيد مكانه أنترنت او كاميرا ثم حينما تعتبرين شيء ما ضروري يصبح كذلك و في حالة ما لم تعبئين به لن يكتسي ابدا تلك الأهمية القصوي التي حار عليها الأنترنت بغير وجه حق.
-لكن العالم سيبدو كئيبا بدون الأنترنت.
-بل بالعكس العالم اصبح بسبب الأنترنت سجن بغيض تفشت فيه معالم الظلم و القهر و العنصرية و الحقد و الكراهية. في زمن ما قبل الأنترنت لا أحد كان يطلع علي جاره أو غريب، كانت صلات الرحم قوية و الصبر علي المكاره بضاعة رائجة و حب الخير من السمات العامة بينما اليوم روج الأنترنت للحسد و الأنانية و حب الذات بشكل شيطاني و كل الموبقات متاحة، فهل كانت تصلنا القنوات الإباحية ؟ طبعا لا بينما الآن كبسة علي زر يجد نفسه الفرد المسلم أمام العشرات من قنوات الفساد و الدعارة أكرمكم الله.
-رؤيتك جد سوداوية للأنترنت.
-نعم، افضل بكثير عالم بلا إنترنت، إنني أعلم ما اريد حياة بلا ذنوب و لا معاصي و لا كبائر و لا أي شيء ينغص علي عبوديتي لله، لهذا يتعين عليك معرفة ما تريدين من هذه الحياة بالضبط لأن الرحلة قصيرة مهما عمرنا.