تطالب حماس من العالم العربي الإسلامي مؤسسات و شعوب برد رادع علي العدوان الصهيوني.
و ما نراه مثير حقا : شباب الغرب يتحرك في الشوراع و قاعات الدراسة و المؤتمرات بينما نحن كل ما نحسن فعله تداول لقطات فيديو للمحرقة في غزة و الضفة.
مثل هذا الموقف المتخاذل منا يكشف مدي هشاشة الوعي السياسي المسلم. عند محنة الكويت و تحفظ الرئيس بوش الأب فيما يخص قيادة الحرب علي نظام صدام “أخشي ردة فعل شعوب المنطقة” فكان جواب نظام التجزئة العربي “إفعل ما شئت، فالشارع العربي عبارة علي ضجيج و صخب لا أكثر و لا اقل.” و هذه حقيقة ثبتت علي مدي أكثر من أربعين سنة، فحتي المظاهرات خفت و كل هم الناس العودة إلي روتين الواقع و الإكتفاء بالدعاء.
كأننا غير قادرين علي تغيير صفحة التاريخ و الإضطلاع بدور أكثر فعالية في عالم متغير، كأننا إعتدنا الجبن و خداع أنفسنا بمبررات لا تقنع أحد. كيف نعيش و ما يجري في فلسطين يعنينا في المقام الأول بإعتبار أن الصهيونية مشروع قائم علي تدجين شعوبنا و معاداة الإسلام دينا و دولة ؟
كيف تتغير أوضاعنا إن لم نسعي فعليا لذلك و في كل الميادين من الذات إلي الإقتصاد و السياسة و الثقافة ؟ هذا و شعوب الدول المطبعة تقع علي عاتقها مسؤولية أكبر، فمن دون تحرك جدي منهم و من نخبهم لوضع حد نهائي للتطبيع، فالسم الصهيوني سيتمكن من مفاصل دولهم. لا وجود لحياة بلا منغصات و لا معني لحياة بلا رسالة و مسؤوليتنا كبيرة مقارنة بمسؤولية شباب الغرب. إن بقينا ننتظر حصول معجزة في فلسطين، نكون مشاركين في المذابح و المجازر و الإحتلال المتجدد، فنحن من نصنع الفارق في مواجهتنا للعدو الصهيوني و إلا…