موقفي من الهجرة الغير الشرعية واضح وضوح الشمس و نظرا للقرار الرئاسي الأمريكي في ترحيل المهاجرين الغير الشرعيين، أري من الضروري تقديم مزيد من التوضيح حول هذه القضية الخطيرة.
إستهجن الكثيرون إعتبار الهجرة الغير الشرعية جريمة، بلي إنها كذلك شئنا أم أبينا.
فمن يخرج من بلاده بصفة غير شرعية و يدخل بصفة غير شرعية بلد آخر و يقيم فيه بصفة غير شرعية بلا وثائق و لا شهادة إقامة، فهو مجرم و يقع تحت طائلة القانون.
الجزائريين من أكثر الشعوب الذين إعتادوا خرق القوانين الوطنية منها و الأجنبية. علي مدي نصف قرن من الزمان رأينا جحافل المهاجرين الغير الشرعيين يحرقون كل أوراقهم الثبوتية و كل المراحل ليتواجدوا في بلاد اجنبية ترفض وجودهم الغير الشرعي علي أراضيها.
من يخترق قوانين بلده و البلد المضيف قادر علي إرتكاب أي جريمة. طبقا لذلك قرار الرئيس ترامب أعتبره صائب. الذي يهاجر بشكل غير شرعي بحثا عن وضع إقتصادي أفضل بإمكانه البقاء في بلده و إثبات نفسه بقدراته و عليه مواجهة الصعاب كما يفعل بقية مواطنيه، لا بد من صبر و أناة و إلا لا معني للمواطنة.
الهجرة الغير الشرعية ليست حلا للفرد و لا للجماعة بل مشاكل هؤلاء ستتفاقم بمجرد وصولهم إلي الضفة الأخري. لن يتسامح العالم الغربي مع طوفان الزحف الغير الشرعي لأراضيه، في أمريكا جرت الهجرة الغير الشرعية الويلات علي البلاد من عصابات و تجارة المخدرات و الإجرام المنظم و تجارة البشر و الجنس و اصبح المواطن الأمريكي غير آمن في بلده و ولايته و حيه. لا يكمن التعسف في قرار الرئيس ترامب، بل من هاجر بصفة غير الشرعية هو المسؤول علي ما آل إليه وضعه. يتساءل البعض كيف تلغي جنسية أو شهادة إقامة مهاجر غير شرعي نجح في الإندماج و تسوية وضعه ؟
من دخل بلد بشكل غير شرعي لا يحق له التمتع بالجنسية أو الحصول علي شهادة إقامة. فما يجري اليوم علي نطاق واسع يدفعنا دفع إلي إعادة النظر في تعاملنا مع هذه الظاهرة الغير القانونية، الهجرة الغير الشرعية هروب من تحمل مسؤولية المواطنة و طعنة في ظهر وطن أعطي الكثير لأبناءه و لم يلقي إلا الجحود.
أنماط المعيشة في الغرب لا تتوافق علي الإطلاق مع قيمنا و ديننا و هم تحصيل الرزق مبرر غير كاف للتنكر إلي الوطن و الهروب و مغادرة البلاد بصفة غير شرعية، فهذه الدنيا إلي زوال و في اليوم القيامة سيحاسب كل فرد إنضم إلي معسكر الباطل، الغرب يحاربنا بأموال مهاجرينا و أبناءنا المهاجرين الشرعيين و الغير الشرعيين يدعمون غرب محارب لنا، فهل يعقل أن نقتل أنفسنا بأيدي أبناءنا ؟
الخطاب الرسمي في الجزائري و رزمة القوانين لا تفي بالغرض المرجو أي : ردع كل من تسول له نفسه الهجرة الغير الشرعية، ألم يحن بعد الوقت لمواجهة هذه الجريمة بشجاعة و مسؤولية وطنية و حضارية ؟