نظرات مشرقة

ملف النووي السلمي الإيراني : توقعاتي منخفضة

بقلم عفاف عنيبة

أقولها بصراحة “لا أتوقع معجزة في المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول الملف النووي السلمي.” ليس تشاؤما مني إنما معرفتي بالنظام السياسي الأمريكي تجعلني جد حذرة و أي إتفاق يبقي رهن مزاج من يحتل البيت الأبيض و أروقة مجلس الشيوخ الأمريكي و لا عهد للعدو.

لماذا التفاوض علي برنامج نووي سلمي إيراني ؟

لماذا بنو صهيون في منأي عن المساءلة، لنظل حبيسي رضا وكالة الطاقة النووية الأممية أو سخطها ؟

لماذا تحشر الإدارة الأمريكية أنفها فيما لا يعنيها ؟

لماذا وصف إيران بالبعبع و الصمت تماما عن جرائم و فظائع النظام الصهيوني الغاصب في فلسطين و غيرها ؟

ما يتجاهله ترامب و فريق المفاوضين أن الخروج من إتفاقية التي وقعت في عهد أوباما، أمهلت إيران كفاية من الوقت لتختار بنفسها نسبة التخصيب النووي، فالطرف الأمريكي المفاوض مشارك في حرب علي إيران، فكيف في هذه الحالة نتوصل إلي مذكرة تفاهم أو إتفاق ؟

ثم كأن التفاوض اليوم يعمل للعودة إلي إتفاقية 2015، لماذا إذن الخروج منها في العهدة الأولي للرئيس ترامب ؟

العالم العربي الإسلامي اليوم في مفترق طرق، لا امريكا و لا الغرب الصهيوني يريدون لنا نهضة و وحدة و إزدهار، و بالنظر إلي موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من ملف النووي، فهم يقظين و مستعدين لكل الإحتمالات و لا بد لنا بدورنا من وضع كل السيناريوهات علي الطاولة.

فالأمريكيون و من وراءهم بنو صهيون يفاوضون ليس فقط علي النووي المدني بل أيضا علي البرنامج التسلحي الإيراني من صواريخ باليستية و مداها، سبحان الله بأي حق تتدخلون في ملف سيادي ؟ لماذا تلزمون الجانب الإيراني بشروط غير مقبولة ؟ حجم التدخل الغربي في شؤوننا لا يطاق. و حسابات إدارة ترامب لا تتوافق مع أولوياتنا من فلسطين إلي أبعد من ذلك. الوضع مخيف حقا، أقولها بصدق. نتفرج علي إبادة جماعية في جزء من فلسطين، إحتلال سوريا، ضرب اليمن و تحدي لبنان و إيران تفاوض لوحدها غير مدعومة من أحد بالرغم من علاقاتها المميزة مع الصين و روسيا و قادة نظام التجزئة العربي يتحدثون عن السلام و هم يحفرون قبورهم بأيديهم بإستسلامهم لمنطق الأقوي المتغطرس.

في كل هذا السواد يلوح بصيص أمل، إصرار إيران علي الحفاظ علي برنامجها النووي السلمي و عدم السماح بالتفاوض علي برنامجها التسلحي نموذج صمود و مقاومة يقتدي به في زمن الخضوع و الهروب. إيران أي كانت مخرجات المفاوضات الجارية تظل ماسكة بزمام مصيرها و يجدر بنا تدبر ذلك جيدا.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى