نظرات مشرقة

مآخذ علي القطاع الخاص

بقلم عفاف عنيبة

 

في بلدان العالم، يلعب القطاع الخاص دور هام جدا، أنشئت الجامعات و مراكز البحث في أمريكا مثلا بتبرعات الأغنياء، القطاع الخاص في الجزائر موجود منذ الثمانينات من القرن الماضي لكن لا بصمات له في مجال التعليم و البحث العلمي و المستشفيات و إنشاء المكتبات و تخصيص منح للطلاب أو فتح مراكز تأهيلية تحل المشاكل الإجتماعية و ما أكثرها.

أين هي الجامعات الغير المختلطة في الجزائر ؟

لا وجود لها بالرغم من فتح مجال الترخيص للتعليم الخاص بكل أطواره.

أين المستشفيات الخاصة و الغير المختلطة التي تغني المريض من السفر إلي الخارج و هل تناسي القطاع الخاص السياحة الصحية لدول مثل تركيا و الأردن ؟

لا وجود لمستشفيات خاصة و العيادات الخاصة الموجودة ليست جلها مجهزة للعمليات الكبري.

أين مراكز البحث العلمي التي تعمل بتبرعات الأثرياء ؟

لا وجود لها. ما هو سائد في الجزائر، ذهنية التواكل و قد نتج عن ذلك شعب من الإتكاليين، ممن يعتمدون علي مصالح الدولة في كل شيء بينما عصابات التخلف و البيروقراطية و أصناف أخري حولت الحياة إلي معاناة لا أول لها و لا آخر.

إن لم يعتمد القطاع الخاص سنة التطوير و التطور الحضاري و علي كل المستويات، فإنهيارنا مبرمج. الدولة العصرية لها مهام محددة تقوم بها و تترك بقية الميادين لمبادرات القطاع الخاص. و هذا غائب في عرف رجال الأعمال الجزائريين، همهم الربح السريع و أما المساهمة الفعالة في النهوض بالمجتمع علميا و تربويا، فلا يفكرون فيه علي الإطلاق. بينما إذا ما أخذنا بعض الأمثلة في العالم الإسلامي، احد الرؤساء أسس جامعات في العديد من الدول المسلمة علي نفقته الخاصة و هناك نساء و رجال في دول مثل تركيا و إيران، ماليزيا و أندونيسيا مثلا من يوقفون أوقاف لصالح أعمال خيرية مثل إنشاء جامعات و مراكز تعليم و ملاجيء أيتام إلخ… لا نفهم هذا الإصرار من القطاع الخاص من النأي بنفسه عن مشاريع تعود بالنفع علي عموم الناس و الإكتفاء بأجندة تجارية بحتة، كيف ننهض حضاريا و أثرياءنا علي هذا الحال ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى