يهمكم

إلي متي يتكرر السيناريو ؟

بقلم عفاف عنيبة

ما يجري في السودان، سيناريو يتكرر في كل مرة من اليمن إلي ليبيا، و من سوريا إلي الصومال، الي العراق فالتدمير الذاتي بأيدي أجنبية أصبح العرف السائد في دول تنخرها آفات الإستبداد و الفساد الإداري و الإقتصادي و لازلنا نشهد فصول التفاتل في السودان، هذا البلد الذي فرط في جزء من أرضه من جراء سياسات تمييزية و قد فاجءنا بالتطبيع مع العدو الصهيوني من خلال رئيس أركان جيشه و من يدفع الثمن علي الأرض طبعا الشعب السوداني الأعزل بمختلف أطيافه و شرائحه.

نحن بحاجة إلي وقفة صادقة من كل الجهات المعنية بمصير العالم العربي الإسلامي. العدو الحقيقي كامن في النفس البشرية، من يري في أناه المتضخمة المنتهي، لن يتردد في حرق البلاد و العباد من أجل عظمة ترابية. مصالح الشعوب فوق مصالح الذات الأنانية لهذا أو ذاك و قد مللنا حالة التبعية لعصابات داخلية و دولية، نحقق لهم ما لم يحققه العدو المحتل إبان الإستدمار المباشر.

دوما كان الحوار المسؤول عنوان التعافي التدريجي و في كل دولنا لا بد من ترسيخ مفهوم الإجماع علي القواسم المشتركة و الذهاب إلي حلول جذرية خطوة خطوة و ليس دفعة واحدة، فالشعوب بالرغم من تذمرها و خسائرها الفادحة ليست مستعدة لإنقلاب تام في السلوكات و الممارسات.

إن لم ندرك بعد ضرورة التوقف عن التقاتل و أن المصالح الآنية لا معني لها في ظل الخراب و الموت، فمتي نستفيق ؟ إن لم نلجأ إلي بوصلة أخلاقية تحدد ما هو الصالح العام و ما هو الصالح الخاص و نبذ كل مظاهر الإستفراد بالرأي و المحاولات المستميتة في فرضه علي الجميع، فالزوال مصيرنا و نكون قد حققنا أهداف العدو من دون عناء منه.

من واشنطن إلي بكين و لندن هم يريدون لنا شعوب مفككة، فقيرة و فوضي عارمة ليتمكنوا منا بأدوات محلية محضة.

السودان اليوم في أمس الحاجة إلي وقف النار و تفعيل خيار الحوار و إنسحاب العسكريين من المشهد العام، سحب السلاح من أرض المعركة مصيري و ترك الفعاليات المدنية تلعب دورها ألا و هو البناء الحضاري من اجل مستقبل أفضل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى