تاريخ

النيجر

ويكيبيديا بالعربية

النَيجَر ورسمياً جمهورية النيجر هي بلد حبيس تقع في غرب أفريقيا و أطلق عليها اسم النيجر نسبة إلى نهر النيجر الذي يخترق أراضيها. و يحدها من الجنوب نيجيريا وبنين و من الغرب بوركينا فاسو و مالي و من الشمال كلاً من الجزائر و ليبيا، فيما تحدها تشاد من جهة الشرق. يبلغ إجمالي مساحة النيجر حوالي 1,270,000 كم مربع، مما يجعلها أكبر دول في منطقة غرب أفريقيا من حيث المساحة، كما يبلغ إجمالي عدد السكان قرابة 25,370,000 نسمة في 2023.[12] يتركز معظمهم في أقصى جنوب و غرب البلاد. و عاصمتها هي مدينة نيامي و هي أكبر مدن النيجر التي تقع أغلبها على الضفة الشرقية لنهر النيجر في الجزء الجنوبي الغربي من البلاد.

تعد النيجر أحد أفقر دول العالم و أقلها نمواً على الإطلاق؛ إذ تغطي الصحراء الكبرى ما يقرب من 80% من إجمالي مساحة البلاد، في حين تتهدد الأجزاء الباقية مشكلات مناخية أخرى مثل الجفاف و التصحر. و يعتمد اقتصاد البلاد بشكل شبه كلي على تصدير بعض المنتجات الزراعية و التي يتركز إنتاجها في الجزء الجنوبي الخصب من البلاد، بالإضافة إلى تصدير بعض المواد الخام و من أهمها خام اليورانيوم. و بالرغم من هذا؛ تظل النيجر عاجزة عن النهوض بنفسها اقتصاديا و اجتماعيا نتيجة لموقعها كدولة حبيسة، بالإضافة إلى افتقارها للبنية التحتية المناسبة و تدهور حالة القطاع الصحي بالبلاد، و كذلك انحسار مستوى التعليم و الظروف البيئية.

و يعكس المجتمع اختلافا واضحا بين فئاته نتيجة الأحداث التاريخية المستقلة التي مرت بها كل جماعة عرقية و كل منطقة بالبلاد علاوة على حداثة عهدهم كدولة واحدة. حيث كانت النيجر قديما عبارة عن أطراف مترامية لدول و ممالك كبيرة أخرى. و منذ الاستقلال تعاقبت على النيجر خمس حكومات بالإضافة إلى ثلاث فترات من الحكم العسكري حتى تم تشريع قانون انتخابي يحكم اختيار رئيس البلاد عام 1999. و يعد الإسلام هو دين أغلبية السكان في البلاد. و يسكن الجزء الأكبر من سكان النيجر المناطق النائية من البلاد حيث يفتقرون لفرص الانتظام في التعليم.

جغرافيا

النيجر دولة حبيسة بغرب أفريقيا؛ و تقع في المنطقة الجغرافية الفاصلة بين الصحراء الكبرى و المنطقة الواقعة جنوبها و التي تدعى بـإفريقيا السوداء. و تقع في حدود دائرة عرض 16 درجة شمالاََ و خط طول 8 درجات شرقًا. و تبلغ مساحة النيجر 1,267,000 كم مربع (489,191 ميل مربع) كما تغطي المسطحات المائية مساحة 300 كم مربع (116 ميل مربع) من إجمالي مساحة الدولة. تأتي النيجر في المرتبة الثانية و العشرين عالميا من حيث المساحة التي تقل قليلا عن ضعف مساحة فرنسا.

و يحد النيجر سبع دول من جميع الجهات و يبلغ طول شريطها الحدودي 5,697 كم إجمالًا (3,540 ميل) و تعد حدودها مع نيجيريا في الجنوب هي أطول الحدود حيث تبلغ 1,497 كم (930 ميل)، ثم حدودها مع تشاد شرقًا 1,175 كم (730 ميل)، ثم الجزائر في الشمال الغربي 956 كم (594 ميل)، و مالي 821 كم (510 ميل)، ويفصلها شريط قصير عن بوركينا فاسو في الجنوب الغربي يبلغ طوله 628 كم (390 ميل)، وبنين وطوله 266 كم (165 ميل) و أخيرًا حدودها في الشمال الشرقي مع ليبيا بطول 354 كم (220 ميل).

و المناخ في النيجر مداري جاف شديد الحرارة عدا أقصى جنوب الدولة حيث المناخ الاستوائي على حدود حوض نهر النيجر. و تغطي الصحراء و الكثبان الرملية أغلب أراضي النيجر عدا الجزء الجنوبي من البلاد الذي تغطيه غابات السافانا المنخفضة إلى المتوسطة الارتفاع و الجزء الشمالي للبلاد و الذي تغطيه الهضاب.

و يعد نهر النيجر أكثر النقاط الجغرافية انخفاضاً؛ حيث يبلغ ارتفاعه 200 متر فوق سطح البحر (656 قدم)، في حين تعد قمة جبل إيدوكال نيتغريس بسلسلة جبال إيار ماسيف أعلى نقطة جغرافية بالبلاد حيث ترتفع بمقدار 2,022 متر فوق سطح البحر (6,634 قدم).

التاريخ

إمبراطوريات ما قبل الاستعمار

خريطة توضيحية للإمبراطوريات المتعاقبة على النيجر قبل الاستعمار الفرنسي.

ازدهرت الحضارة في هذه المنطقة من الصحراء الكبرى بالقرب من بحيرة تشاد الواقعة في الجنوب الشرقي للبلاد، و عرفت هذه الحضارة باسم حضارة كانم – بورنو، و راحت تنشر الإسلام في هذه المنطقة القاحلة اعتباراً من القرن الحادي عشر للميلاد. و في القرن الخامس عشر؛ أقام الطوارق سلطنة أجاديز التي كان لها السيادة على شمالي البلاد. في نهاية القرن 16 قام مغرب في عهد سلالة السعديين ببعثة بقيادة جودار باشا و انتهت بإنهاء عهد إمبراطورية الصونغي و أصبح شمال النيجر تابعًا للمغرب لعدة سنين ضمن باشوية تامبوكتو لي هي كانت ولاية يحكمها بشوات مغاربة عاصمتها تمبوكتو و تمتد على مساحة شاسعة من شمال تشاد و مالي تدين ولاء للسلاطين مغرب لأقصى السعدين. و حتى العلويين من بعدهم و في اواخر القرن السابع عشر تفككت باشوية تمبوكتو و أقامت قبائل الجرما إمبراطورية على شاطئ نهر النيجر في الجنوب الغربي للبلاد. في القرن الثامن عشر أسست شعوب الهوسا مملكة جوبير القوية. و في أواخر القرن الثامن عشر و أوائل القرن التاسع عشر؛ قام المستكشفون الأوروبيون بزيارة البلاد. و كان من أول و أشهر تلك الحملات الاستكشافية للبلاد تلك التي قادها كلٌ من البريطاني مونغو بارك و الألماني هاينريش بارت و ذلك لاستكشاف منابع نهر النيجر. و في هذه الأثناء أقام الفولانيون سلطنة صكتو و ذلك سعيًا منهم لإحياء الحركة الدينية الإسلامية في المنطقة.

النيجر تحت الحكم الفرنسي

و في أواخر القرن التاسع عشر قامت فرنسا بغزو المنطقة و أنهوا تجارة الرقيق هناك. و في عام 1904 أصبحت النيجر جزءاً من إفريقيا الغربية الفرنسية، لكن قبائل الطوارق ظلت تقاوم الاحتلال الفرنسي حتى عام 1922 عندما حولت فرنسا البلاد إلى مستعمرة فرنسية.

و في عام 1946 أصبحت النيجر واحدة من الأقاليم الفرنسية فيما وراء البحار، و لها مجلسها التشريعي الخاص بها، و لها تمثيل نيابي في البرلمان الفرنسي.

الاستقلال

 

خريطة إفريقيا الغربية الفرنسية عام 1913.

في 23 يوليو 1956؛ اتخذت السلطات الفرنسية قراراً بإعادة النظر في هيكل مستعمرات ما وراء البحار الخاضعة للحكم الفرنسي؛ تبعه إعادة تنظيم البرلمان الفرنسي في أوائل 1957 و من ثم إصدار قرار بشأن إلغاء التفرقة في الإدلاء بالأصوات داخل البرلمان و منح ممثلي الأقاليم الخاضعة تحت الحكم الفرنسي حقوقا مساوية لأعضاء البرلمان فرنسي الجنسية و من ثم المشاركة في تشريع القوانين سواء الفرنسية أو تلك المختصة بشؤون أقاليم ما وراء البحار، الأمر الذي ساعد العديد من الدول الواقعة تحت السيادة الفرنسية على التمتع بشيء من الحكم الذاتي و القدرة على تكوين نواة لحكومات وطنية تدير شؤون البلاد. و كان للنيجر حظٌ في ذلك؛ حيث تمتعت بالحكم الذاتي تحت الوصاية الفرنسية بعد قيام الجمهورية الخامسة بفرنسا في 4 ديسمبر 1958 حتى نالت النيجر استقلالها التام في 3 أغسطس 1960.

السياسة و نظام الحكم

تم إقرار الدستور الجديد للنيجر في 18 يوليو من عام 1999 و الذي من شأنه إعادة نظام الحكم النصف رئاسي في ديسمبر من العام نفسه، و الذي تم العمل به للمرة الأولى خلال فترة حكم الجمهورية الثالثة للبلاد؛ و بمقتضاه يتم انتخاب الرئيس عبر اقتراعٍ سريٍ مباشر لفترة رئاسية تمتد لخمس سنوات، و يقوم الرئيس باختيار رئيس الوزراء الذي يشاركه السلطة التنفيذية للبلاد. و نظراً لتزايد عدد السكان في النيجر؛ تمت زيادة عدد المقاعد البرلمانية من 83 مقعداً إلى 113 مقعداً عام 2004. و يتم انتخاب نواب البرلمان (و يعرف البرلمان في النيجر بالجمعية الوطنية) عن طريق القوائم الحزبية لمدة 5 سنوات و يشترط حصول الحزب الواحد على نسبة أصوات تفوق 5% حتى يتسنى له الفوز بمقعد برلماني. و تضم الجمعية الوطنية الحالية ممثلين من سبعة أحزاب و يرأس الجمعية حاليا السيد ماهامان عثمان الرئيس السابق للبلاد و زعيم الائتلاف الديموقراطي الاشتراكي. كما يعطي الدستور الحق للشعب في اختيار أعضاء المجالس المحلية و التنفيذية على مستوى الدولة، و تم إجراء أول انتخابات محلية ناجحة في 24 يوليو من عام 2004.

و قامت الجمعية الوطنية باتخاذ العديد من الخطوات للتحول نحو اللامركزية في الحكم، كان أولها في يونيو من عام 2002 حيث تم تقسيم البلاد إلى 265 بلدية، و تكون كل مجموعة من البلديات وحدات أكبر وفي النهاية تكون كل مجموعة من الوحدات منطقة محلية واحدة و هي الوحدة الرئيسية للبلاد حيث يتم تقسيم النيجر إداريًا إلى 8 مناطق (محافظة العاصمة و سبع مناطق إدارية) و يندرج تحتها 36 وحدة إدارية. و يتم تعيين حكام تلك المناطق و رؤساء الوحدات من قبل الحكومة نفسها و يمثل كل منهم رأس السلطة التنفيذية و ممثلاً شخصياً لرئيس الدولة في مكانه.

في 4 ديسمبر من عام 2004، تم إعادة انتخاب الرئيس مامادو تانجا لفترة رئاسية ثانية خلال الانتخابات التشريعية للبلاد و ذلك بعد تفوقه على منافسه السيد مامادو إيسوفو،[30] حيث حصل تانجا على نسبة 65.5% من نسبة الأصوات في حين حصل منافسه على 35.5%. و من المقرر إقامة الانتخابات الرئاسية الجديدة في ديسمبر من عام 2009. و فور انتخابه قام الرئيس تانجا بتعيين السيد هاما أمادو رئيسًا للوزراء الذي ظل في منصبه حتى يونيو من عام 2007 عندما تمت تنحيته عن منصبه و تجريده من سلطاته خلال اقتراع الجمعية الوطنية لسحب الثقة عن حكومته، و تم تعيين السيد سيني عمرو بدلًا منه في منصب رئيس الوزراء.

و قد قام الرئيس مامادو تانجا بحل الجمعية الوطنية في السادس و العشرين من مايو لعام 2009 و ذلك بعد رفض المحكمة الدستورية العليا للبلاد إجراء استفتاء حول بقائه في السلطة لفترة رئاسية ثالثة و هو ما يمنعه الدستور حيث يعطي الدستور الحق للرئيس في فترتين رئاسيتين فقط. و وفقا للدستور تمت إعادة انتخاب برلمانٍ جديدٍ للبلاد خلال ثلاثة أشهر من حله.

النقل والمواصلات

يعد النقل حجر الزاوية للازدهار الاقتصادي في تلك البلاد الشاسعة الحبيسة حيث تتباعد المدن عن بعضها البعض و تفصلها مساحات كبيرة غير مأهولة من الصحراء و سلاسل الجبال بالإضافة إلى الموانع الطبيعية الأخري التي تعيق سهولة التنقل بين أرجاء الدولة. و قد شهد قطاع المواصلات في النيجر تطورا طفيفا خلال الفترة الاستعمارية ما بين عامي 1899 و 1960 معتمدا على النقل عن طريق الدواب أو الإنسان و جزء ضئيل من النقل النهري في أقصى جنوب شرق و جنوب غرب البلاد.

و لا تمتلك النيجر خطوطًا للسكك الحديدية حتى الآن حيث لم يتم إنشأها خلال الفترة الاستعمارية كما بقت الطرق خارج العاصمة نيامي غير معبدة. و نهر النيجر لا يصلح للنقل النهري الثقيل حيث يفتقر للعمق المناسب الذي يسمح لغاطس سفن الشحن الكبيرة للملاحة فيه عدا الفترة بين شهري سبتمبر و مارس من كل عام، كما تعوق الانحدارات النهرية الملاحة في نهر النيجر.

و تظل قوافل الجمال متمتعة بأهميتها التي استمدتها عبر التاريخ حيث تعد الوسيلة الأولى حتى الآن في النقل و التنقل خلال الصحراء الكبرى و مناطق الساحل الإفريقي لدول الجوار و المناطق الواقعة شمال البلاد.

اقتصاد

يقوم الاقتصاد في النيجر على المحاصيل الموسمية و الثروة الحيوانية بالإضافة لامتلاك النيجر واحد من أكبر احتياطيات العالم من اليورانيوم و مع ذلك، أدت مشكلات بيئية مثل الجفاف و التصحر بالإضافة إلى الزيادة السكانية المطردة و التي بلغت 2.9% علاوة على قلة الطلب العالمي لليورانيوم على تراجع عجلة التنمية الاقتصادية بالبلاد.

و تشارك النيجر 11 دولة إفريقية أخرى من دول وسط و غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية نفس العملة و هي فرنك س ف ا و المعروف باسم فرنك مجلس النقد الإفريقي. كما تشارك النيجر سبعة دول من أعضاء المجلس النقدي لدول غرب إفريقيا و المعروف حاليا بـالتجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا في بنك مركزي واحد و هو البنك المركزي لدول غرب إفريقيا و مقره داكار بالسنغال.

في ديسمبر من عام 2000 تأهلت النيجر لبرنامج خفض الديون للدول المدينة الأشد فقرًا في العالم و التابع لـصندوق النقد الدولي كما تم إبرام اتفاقية لخفض معدلات الفقر و زيادة معدلات النمو.[32] و أدت مبادرة خفض الديون لتوفير الأموال اللازمة للإنفاق على الخدمات الصحية الأساسية و التعليم الأساسي و مكافحة الإيدز و الحد من انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة و مشروعات البنية التحتية بالمناطق النائية و بعض البرامج الأخرى للحد من انتشار الفقر بالبلاد.

و في ديسمبر من عام 2005 أعلن صندوق النقد الدولي عن رفع الديون عن النيجر بنسبة 100% مما يعني تنازل الصندوق عن 86 مليون دولار أمريكي من مستحقاته لدى حكومة النيجر و هو نفس العام الذي واجه فيه قرابة 2.5 مليون فرد من شعب النيجر مجاعة قاسية نتيجة الجفاف و هجوم أسراب الجراد على المحاصيل الزراعية.[33] و تعتمد النيجر في توفير 50% من ميزانيتها على معونات الدول المانحة. و من المتوقع أن تحقق النيجر نموا اقتصاديا من خلال زيادة أعمال التنقيب عن البترول و الذهب و الفحم بخلاف المعادن الأخرى. كما ساعدت عودة أسعار اليورانيوم في السنوات الخمسة الأخيرة إلى معدلاتها السابقة على دفع عجلة التنمية الاقتصادية قليلا بالدولة.

احتلت النيجر المركز 131 في مؤشر الابتكار العالمي عام 2023.[34] إلا إنها تراجعت إلى المركز 132 في مؤشر عام 2024.

الصادرات

يعد اليورانيوم أكبر صادرات النيجر، كما تعد حاصلات بيع الدواجن و الثروة الحيوانية ثاني أكبر مصادر الدخل القومي للبلاد بالرغم من صعوبة تقدير تلك العوائد فعليا. كما تفوق كمية الصادرات الفعلية التقارير المنبثقة عن الحكومة و التي لا تستطيع حصر قطعان الروؤس الحية التي يتم تصديرها إلى نيجيريا أو حاصلات بيع الجلود الخام أو المشغولات الجلدية الأخرى. كما تم الكشف عن احتياطيات من الفوسفات و الحديد و الفحم و الحجر الجيري و الجبس يتم التنقيب عنها و تصديرها للخارج.

اليورانيوم

 

أدى الاستمرار في تراجع سعر اليورانيوم عالميًا إلى تحقيق خسائر كبيرة لعوائد هذا القطاع الصناعي بالنيجر، و بالرغم من ذلك، يظل تصدير اليورانيوم و بيعه مشاركا بنسبة 72% من جملة حصيلة صادرات النيجر. و قد تمتعت النيجر فيما بين عامي 1960 و 1970 بعائدات وفيرة جراء التنقيب عن اليورانيوم و بيعه و تصديره، خاصة بعد اكتشاف منجمين كبيرين لليورانيوم بالقرب من مدينة أرليت الشمالية. و مع نهاية حمى جمع اليورانيوم في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي تراجعت الاستثمارات الجديدة في هذا القطاع مما أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد. و تمتلك شركة تنقيب فرنسية حق تشغيل اثنين من أكثر مناجم النيجر إنتاجًا و هما: منجم سومير المكشوف و منجم كوميناك تحت الأرض، و قد تمت أعمال الحفر و التنقيب باستثمارات فرنسية. و مع بداية عام 2007 قامت النيجر بإصدار العديد من تراخيص الحفر و التنقيب عن اليورانيوم للعديد من الشركات العالمية الغير فرنسية الأخرى خاصة من كندا و أستراليا للتنقيب عن احتياطيات جديدة.

الذهب

أشارت العديد من التقارير عن وجود كميات كبيرة من احتاطيات الذهب موجودة بين نهر النيجر والمنطقة الحدودية المتاخمة لـبوركينا فاسو. وفي الخامس من أكتوبر لعام 2004 أعلن الرئيس تانجي رسميا عن افتتاح منجم الذهب بهضبة سميرة بمقاطعة تيرا وقدمت له أول سبيكة ذهبية تنتجها النيجر. وقد مثلت هذه اللحظة نقطة تاريخية في تاريخ النيجر المعاصر حيث يعتبر منجم هضبة سميرة هو أول منجم للكشف عن الذهب وإنتاجه وتصديره في النيجر. ويمتلك المنجم شركة ليبتاكو للتعدين وهي شركة مغربية كندية نيجرية مشتركة يمتلك الطرفين المغربي والكندي 80% من الشركة مناصفة في حين تمتلك حكومة النيجر 20% من الشركة. وبلغ إنتاج المنجم في العام الأول 135,000 أوقية بسعر 177 دولار أميركي للأوقية. ويبلغ إجمالي حجم المنجم 10,073,626 طن بمعدل 2.21 جرام للطن مما يتيح إنتاج 618,000 أوقية من الذهب الخالص سيتم استخراجها خلال ست سنوات. كما تتوقع الشركة المالكة العثور على احتياطات أخرى في المنطقة التي أطلق عليها حزام الذهب والواقعة بين مدينتي جوثاي وعولام في الجنوب الغربي للبلاد.

الفحم

[عدل]

وتقوم شركة سونيكار (الشركة النيجرية لإنتاج الفحم) ببلدة تشيروزيرين بالقرب من مدينة أجاديز باستخراج الفحم من منجم مكشوف وذلك لتدوير المولدات الكهربائية الخاصة بمناجم اليورانيوم. كما تم الكشف عن احتياطيات من الفحم عالي الجودة في جنوب وغرب البلاد من المنتظر أن تتم البداية في استخراجها وتصديرها للخارج في الوقت القريب.

النفط

[عدل]

تمتلك النيجر احتياطيات نفطية كبيرة. ففي عام 1992 تم منح حق استخراج النفط من منطقة هضاب دجادو لشركة هانت أويل الأمريكية، كما تم منح حق التنقيب في صحراء تينيري لشركة النفط الوطنية الصينية كما تم منح حق الكشف والتنقيب بمنطقة أجاديم الواقعة في ديفا شمال بحيرة تشاد لشركتي إكسون موبيل وبيترونز الأمريكيتيين إلا أن التنقيب لم يتخط َ المراحل الكشفية.

وفي عام 2008 أعطت الحكومة النيجرية حق الانتفاع بمنطقة أوجاديم لشركة النفط الوطنية الصينية حيث أعلنت النيجر أن الشركة الصينية سوف تقوم بإنشاء الآبار والتي سيتم افتتاح 11 بئر منهم بحلول عام 2012 بقدرة إنتاجية تصل إلى 200,000 برميل يوميا بالإضافة إلى مصنع تكرير بالقرب من مدينة زيندر وخطوط للأنابيب لنقل النفط تمتد لخارج حدود البلاد وذلك مقابل خمسة مليارات من الدولارات الأمريكية.[37][38]

وتمتلك النيجر احتياطيات من النفط تقدر بنحو 324 مليون برميل تم الكشف عنهم وبانتظار الكشف عن احتياطيات جديدة بصحراء تينيري بجوار واحة بيلما وقد أعلنت النيجر عن أملها في إنتاج أول برميل للنفط تصدره للسوق الدولية بحلول عام [39]

معدلات النمو

أسفر التنافس الاقتصادي الناتج عن قرار يناير لعام 1994 بخفض قيمة فرنك مجلس النقد الإفريقي عن تحقيق زيادة في النمو الاقتصادي السنوي تقدر بنحو 3.5% خلال منتصف التسعينيات من القرن الماضي إلا أن الاقتصاد النيجري شهد تراجعا كبيرا بسبب تضائل حجم المساعدات الأجنبية عام 1999 (ولكنها عادت تدريجيا مرة أخرى عام 2000) بالإضافة إلى ندرة سقوط الأمطار عام 2000. ومع موسم جيد للأمطار عاد الاقتصاد النيجري ليشهد طفرة تنموية عام 2001 محققا نسبة نمو تقدر بـ5.1% بنهاية عام 2000 ثم 3.1% عام 2001 ليتضاعف عام 2002 محققا نسبة 6.0% وأخيرا 3.0% عام 2003 مما يدل على الدور الهام الذي تلعبه الزراعة في الكيان الاقتصادي للنيجر.

وقد أعادت الحكومة النظر في بعض القوانين الاقتصادية من أجل تحرير الاقتصاد والارتفاع بمعدلات الدخل القومي؛ حيث قامت الحكومة بتعديل قانون الاستثمار مرتين عامي 1997 و 2000 وقانون البترول عام 1992 وقوانين التعدين عام 1993 من أجل جلب استثمارات أكبر للبلاد ودفع الشركات والهيئات العالمية لاستثمار أموالهم في قطاع الثروة المعدنية بالبلاد. وتسعى الحكومة الحالية لاستقدام الاستثمارات الأجنبية للبلاد يقينا منهم أنها حجر الزاوية للنهوض بالاقتصاد وتنمية المجتمع. وقد قامت الأمم المتحدة بمساعدة النيجر اقتصاديًا من خلال برنامج الأمم المتحدة للتنمية والذي عمل على عودة الروح ونهوض قطاع الأعمال الخاص بالبلاد.

سكان

ينتمي أكثر من نصف سكان النيجر إلى جماعة الهوسا العرقية[40]، واحدة من أعرق الشعوب الإفريقية والتي تمثل غالبية السكان في الجزء الشمالي من نيجيريا وقبائل الدجيرما – سونجي والذين يتواحدون في مالي وقبائل الجورمانتشيه وهم عبارة عن مزارعين مستقرين يعملون في الزراعة ويسكنون الجزء الجنوبي من البلاد.

مناطق تمركز الجماعات العرقية المختلفة في النيجر.

في حين ينتمي الجزء الباقي من شعب النيجر إلى القبائل البدوية الرحالة أو القبائل شبه البدوية من الفولاني والطوارق والكانوري والعرب والتوبو والذين يمثلون مجتمعين قرابة 20% من إجمالي سكان النيجر.[41] ونظرِا للتزايد المتسارع للسكان والرغبة في السيطرة على الموارد الطبيعية أصبحت أساليب الزراع ومربي الماشية الحياتية هي الأساليب المؤثرة في الحياة في النيجر.

الدين

النيجر دولة علمانية ويتم ضمان الفصل بين الدولة والدين بموجب المادتين 3 و175 من دستور 2010، والتي تنص على أن التعديلات أو التنقيحات المستقبلية قد لا تعدل الطبيعة العلمانية لجمهورية النيجر. والحرية الدينية محمية بموجب المادة 30 من نفس الدستور. لقد ساهم الإسلام، الذي انتشر على نطاق واسع في المنطقة منذ القرن العاشر، في تشكيل ثقافة وأعراف شعب النيجر بشكل كبير. الإسلام هو الدين الأكثر انتشارًا، ويمارسه 99.3% من السكان وفقًا لتعداد عام 2012.[43] من إجمالي سكان النيجر بالإسلام مع وجود تجمعات صغيرة يدين أهلها بالديانات الإحيائية وتجمعات أخرى يدين أهلها بالمسيحية وقد ساعد على انتشار الأخيرة العديد من البعثات التبشرية التي قدمت للبلاد إبان الاحتلال الفرنسي بالإضافة إلى المغتربين من أوروبا وغرب إفريقيا.

الإسلام

بدأ انتشار الإسلام في المنطقة المعروفة بالنيجر الآن خلال القرن الخامس عشر للميلاد ساعده في ذلك تعاظم سلطان إمبراطورية سونغاي واتساعها حتى وصلت لأراضي حوض نهر النيجر بالإضافة إلى قوافل التجارة القادمة من مصر والمغرب العربي. كما ساعد توسع الطوارق في الشمال واستيلائهم على واحات الشرقية من إمبراطورية قانم – بورنو في القرن السابع عشر الميلادي على نشر الممارسات الدينية للأمازيغ المسلمين في هذه الأماكن.

في حين تأثرت المناطق المأهولة بالجماعات العرقية من أهل قبائل الهوسا وقبائل الدجيرما بشكل كبير خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر للميلاد بالحركة الصوفية والتي عملت على نشرها خلافة صكتو التي ظهرت في نيجيريا الحالية. في حين ترتبط الممارسات الدينية في النيجر الآن بالطريقة التيجانية مع وجود جماعات صغيرة تتبع طرق صوفية أخرى مثل الطريقة الحمالية والطريقة النياصية (و كلاهما منبثقتين عن الطريقة التيجانية) في الغرب والطريقة السنوسية في أقصى الشمال الشرقي للبلاد حيث الحدود مع ليبيا.[44]

كما توجد أيضا مراكز متفرقة لأتباع نهج السلف في العقود الثلاثة الماضية وتنحصر هذه المراكز في العاصمة نيامي ومارادي[45] هذه الجماعات على علاقات بجماعات أخرى مماثلة تسكن مدينة جوس النيجيرية وظهرت هذه الجماعات على السطح خلال الاشتباكات الدينية العنيفة التي شهدتها مدينة جوس في التسعينيات من القرن الماضي والفترة ما بين عامي 2001 و 2008.[46][47][48]

وبالرغم من ذلك، تحافظ النيجر على الظهور بمظهر دولة القانون العلمانية.[49] كما تظهر الحياة في النيجر علاقات وطيدة وقوية بين معتنقي المذاهب والتيارات الدينية المختلفة وتتسم الممارسات الدينية لمسلمي البلاد بالتراحم وتقبل معتقدات الآخر مهما كانت والبعد عن التشدد وعدم التعرض للحريات الشخصية لمعتنقي الديانات الأخرى.[50] وحالات الطلاق وتعدد الزوجات تكاد تكون معدودة في النيجر والنساء هناك غير منعزلات وارتداء الحجاب ليس ضروريآ ولا تفرضه السلطات أو الهيئات كما تقل نسبة المتحجبات في التجمعات العمرانية الكبيرة.[51] كما يتم بيع الخمور والمنتجة محليًا دون قيود في معظم مناطق.[بحاجة لمصدر]

بتصرف عن الرابط : https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D8%AC%D8%B1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى