لا أدري لماذا و أنا أتصفح موقع خاص بالهندسة المعمارية تذكرت أثار المسلمين في الأندلس، فالبيت موجود في أكابولكو بالمكسيك و قد إختار له المهندس المعماري جدران عالية تحميه من كل الجهات من تطفل الجيران و ضمنه غرف واسعة و أثاث بألوان ساطعة بحسب ذوق أمريكا الوسطي المشهورة بألوانها الصاخبة.
لا يزال تأثير أكثر من 500 سنة من حكم إسلامي في جزء من إسبانيا يلقي بظلاله علي الأذهان و الأذواق. و هم علي خلافنا أحسنوا توظيف كل ما هو إيجابي عند المسلمين، لهذا البيت في إسبانيا و أمريكا الجنوبية يحمل الكثير من ملامح الهندسة الإسلامية.
و كم كنت اتمني أن يظل هذا الذوق الراقي شائع في بلادنا لكن للأسف نحن مولعين بالتقليد و التقليد الأعمي أقصد.
أكثر ما يتميز به العمران في أمريكا الجنوبية تمسكهم بأشكال الحضارات البائدة في قارتهم، فلا يخلو بيت من رسم يمثل أحد أوجه حضارة المايا مثلا و هذا ما نهمله تماما في بيوتنا و يميلون إلي إضفاء لمسة جمال عبر الزرابي و الأغطية المزركشة و قد بت أميز بين البيت الغربي و البيت الأمريكي الجنوبي.
بالرغم من طغيان النموذج المعمم لحضارة الغرب، فالناس في أمريكا الجنوبية و آسيا لم ينصهروا في بوتقة واحدة بل حافظوا علي معالم هويتهم الأصيلة من خلال المكان الذي يعيشون فيه.