من أيام كنت أقرأ مقالة حول العادات التي تخلي عنها الآباء في تربية أبناءهم. فتذكرت بعض الواجبات التي كنت أقوم بها و أنا بعد طفلة كتقديم الأكل لقطة العائلة و الببغاوات في أندونيسيا، سحب كراسي الحديقة من بلل المطر و النوم باكرا و مرافقة أبي في كل زيارة للأهل و تحضير ملابسي و حقيبة المدرسة…
كثيرة هي الأشياء التي يعتادها الطفل بدعم من الوالدين و بإرشاد منهما و في زمننا بات الوضع مختلفا تماما، فالأبناء لا يعبأون بالجيران و لا يساعدون في ترتيب أسرتهم و جل الوقت هم مشدودين لعالم إفتراضي زادهم عزلة و إنطواء علي أنفسهم.
ينصح المختصون في الغرب بمنع الشاشات البراقة عن من هم أقل من خمسة سنوات و نحن نري أباء يستريحون من صداع رأس أبناءهم بتوجيههم إلي عالم الأنترنت المليء بالمخاطر.
عوض التواصل المباشر مع الأهل و الأصدقاء و الجيران و القيام بأعمال مفيدة تبني فيهم روح المسؤولية و ترتقي بأذواقهم، لدينا جيل لا هم له سوي مراكمة الإعجاب و الصور علي حسابه و ماذا بعد ذلك ؟
لا شيء سوي مزيد من التسطيح و البلادة و الجهل. و من سيدفع الثمن الأوطان التي ستفتقر للعامل الإنساني المحب للخير و المقبل عليه.