كانت طفلة يتيمة، صاحبة خيال واسع، عانت من قسوة مديرة الميتم و لكن إجتهادها جذب إنتباه أحد المحسنين و الذي قرر الإعتناء بها و إخراجها من الميتم لوضعها في مدرسة داخلية.
كانت فرحتها عظيمة، أخيرا ستغادر مكان عوملت فيه كخادمة. إلا أنها أرادت تدخل بعض الفرحة في قلوب زميلاتها و زملاءها من الأيتام، صرفت المبلغ الذي زودها به المحسن بشراء هدايا لهم. و إشترت زوج حذاء للشتاء لإحدي زميلاتها. كانت سعادة هذه الأخيرة لا توصف و جاءت لحظة الوداع.
في المحيط الجديد، وجدت نفسها الطفلة اليتيمة مؤهلة لطلب العلم بجد و نشاط و إن بقيت لمدة طويلة حزينة لفراقها بقية الأيتام.
تمر الشهور و السنين، و تعمل الفتاة علي إرضاء كافلها بنتائجها المدرسية الباهرة و قد كانت تحلم بالإلتحاق بالجامعة مثل صديقاتها.
و في يوم ما، تخبرها القيمة العامة بأن شخص ما جاء ليزورها.
فسئلت عن هويته :
-لم تقل لنا من هي ؟
-طيب سأراها.
و في بهو الإستقبال، لم تصدق عينيها عندما تعرفت علي اليتيمة صاحبة الحذاء الهدية. سلمت عليها بحرارة و إستفسرت عن أخبارها.
-اتذكرين عندما قمت بلومك علي إهدار المال في شراء لي حذاء ؟
-نعم أذكر ذلك.
-ها هو و قد حافظت عليه و لبسته لأنني غادرت اليوم الميتم.
-كيف ذلك ؟
-تعلمت النقر علي الآلة الراقنة و أخبرتني المديرة بأنه حان الوقت لأسترزق و قد وجدت عمل في المدينة الفلانية و أنا ذاهبة إلي هناك و كلي أمل في الإستقلال و التخلص من الذكريات السيئة للميتم.
-أتمني لك النجاح و يجب أن نبقي علي تواصل و أعتبري ما مر بنا كجزء من رحلة الحياة الشاقة و علينا بالتطلع إلي الأفضل من صنع عقولنا و أيدينا.
-طبعا، و علمني الحذاء ذلك، فهديتك تركت أثرا جميلا جدا و وعدت نفسي بأن ألقاك و أنا في حال أفضل مما تركتيني فيه.
شجعت زميلتها و وعدتها بزيارتها في المدينة و بعد الإفتراق، كتبت لكافلها هذه الأسطر” ليس هناك أصعب علي طفل يتيم من غياب حنان الأب و الأم و لكن ربنا يعوضنا بأناس طيبين و ينسينا الآلام بمشاعر التضامن الفياضة، فهدية بسيطة بإمكانها إسعاد نفس تتوق إلي المحبة الصادقة.”