تاريخ

تشاد

ويكيبيديا عربية

 

تشَاد (بالفرنسيةTchad)‏ رسميًا (جمهورية تشاد)، هي بلد غير ساحلي تقع عند مفترق الطرق بين شمال و وسط أفريقيا، تحدها من الشمال ليبيا و من الشرق السودان و من الجنوب جمهورية أفريقيا الوسطى و الكاميرون و نيجيريا من الجنوب الغربي و النيجر من الغرب. و هي خامس أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة.

و تنقسم تشاد إلى مناطق متعددة: منطقة صحراوية في الشمال، حزام منطقة الساحل القاحلة في الوسط و منطقة السافانا السودانية الأكثر خصوبة في الجنوب. و تعتبر بحيرة تشاد، و التي يطلق عليها اسم البلد، أكبر الأراضي الرطبة في تشاد و ثاني أكبر منطقة رطبة في أفريقيا. و تعد العاصمة نجامينا، أكبر مدينة في تشاد.

و اللغات الرسمية في تشاد هي العربية و الفرنسية، و تشاد هي موطن لأكثر من 200 مجموعة عرقية و لغوية مختلفة. ديانات تشاد هي الإسلام (55.1٪)، تليها المسيحية (41.1٪).

في بداية الألفية السابعة قبل الميلاد، انتقلت التجمعات السكانية البشرية إلى حوض تشاد بأعداد كبيرة، و بحلول نهاية الألفية الأولى بعد الميلاد، نشأت و سقطت سلسلة من الدول و الإمبراطوريات في شريط الساحل في تشاد، و ركزت كل منها على السيطرة على طرق التجارة عبر الصحراء الكبرى التي مرت عبر المنطقة. احتلت فرنسا المنطقة بحلول عام 1920 و دمجتها كجزء من إفريقيا الاستوائية الفرنسية. في عام 1960، حصلت تشاد على الاستقلال تحت قيادة فرنسوا تومبالباي. بلغ الاستياء تجاه سياساته في الشمال المسلم ذروته في اندلاع حرب أهلية طويلة الأمد في عام 1965. في عام 1979، غزا المتمردون العاصمة و أنهوا هيمنة الجنوب. ثم قاتل قادة المتمردين فيما بينهم حتى هزم حسين حبري منافسيه. اندلع الصراع التشادي الليبي في عام 1978 بسبب الغزو الليبي الذي توقف في عام 1987 بتدخل عسكري فرنسي (عملية إبيرفييه). و أطاح الجنرال إدريس ديبي بحسين حبري في عام 1990. و بدعم فرنسي، بدأت عملية تحديث الجيش الوطني التشادي في عام 1991. و منذ عام 2003، امتدت الحرب في دارفور في السودان عبر الحدود إلى زعزعة استقرار البلاد. و كافحت البلاد و الشعب، الفقير بالفعل، و نزوح مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين الذين يعيشون في المخيمات و حولها في شرق تشاد.

في حين شاركت العديد من الأحزاب السياسية في الهيئة التشريعية في تشاد، الجمعية الوطنية، إلا أن السلطة كانت في أيدي حركة الخلاص الوطني خلال رئاسة إدريس ديبي، الذي وُصف حكمه بأنه استبدادي.[18][19][20] بعد مقتل الرئيس ديبي على يد متمردي جبهة التغيير و الوفاق في أبريل 2021، تولى المجلس العسكري الانتقالي بقيادة ابنه محمد ديبي السيطرة على الحكومة و حل الجمعية.[21]

تشاد لا تزال تعاني من العنف السياسي و محاولات الانقلابات المتكررة. تشاد هي واحدة من أفقر و أكثر البلدان فسادًا في العالم، معظم سكانها يعيشون في فقر كرعاة الكفاف و المزارعين. منذ عام 2003، أصبح النفط الخام المصدر الرئيسي لعائدات التصدير في البلاد، و تحل محل صناعة القطن التقليدية.

التاريخ

عثر في شمالي تشاد على آثار لاستيطان بشري يعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، و شهدت تلك المنطقة زيادة مضطردة في عدد السكان، ويعدها العديدين أحد أهم المواقع الأثرية في أفريقيا. وأغلبها في إقليم بوركو إنيدي تيبستي “Borkou-Ennedi-Tibesti” ويؤرخ البعض وجودها إلى ما قبل 2000 قبل الميلاد.[22][23]

يعود تاريخ تشاد إلى عصر الإمبراطوريات، حين قامت أول مملكة إسلامية في تشاد في القرن الثاني الهجري و الثامن الميلادي، كان اسمها مملكة كانم شمال شرق بحيرة تشاد، ثم اتسع نفوذها في القرن الثالث الهجري حتى شمل منطقة السودان الأوسط بأكملها، إلى أن وقعت تحت الاستعمار الفرنسي بدءًا من عام 1920م إلى أن نالت استقلالها عام 1960م. و في عام 1979 قامت الحرب الأهلية التي استمرت حتى عام 1982.

في عام 1962م، شكّلت مجموعة من الشماليين منظمة ثورية تسمى جبهة التحرير الوطنية، كان أغلب قادتها من المسلمين. و اندلعت الحرب بينها و بين الحكومة في منتصف الستينيات مما دعا الحكومة لأن تستنجد بفرنسا عسكريًا. و في عام 1971م، بدأت المنظمة تتلقى مساعدات عسكرية من ليبيا. و في عام 1973م، احتلت القوات الليبية منطقة تسمى شريط أوزو على حدود تشاد الشمالية و هي منطقة يُعتقد أن بها يورانيوم.

قُتل الرئيس تومبالباي في عام 1975م على يد الوحدات العسكرية. و أصبح فيليكس مالوم رئيسًا للنظام العسكري الجديد. استمرت الحرب إلى أن استولى الثوار على نصف الجيش التشادي عام 1978م. ثم تشكّلت عندئذ حكومة جديدة بها عدد متساوي، يمثلون الشمال و الجنوب و أصبح فيها حسين حبري رئيسًا للوزراء.[25]

لم تحل الحكومة الجديدة مشاكل تشاد، لذلك هرب الرئيس مالوم عام 1979م، و تصارعت بعد ذلك مجموعتان من القوات الثائرة على السلطة، تنتمي إحداها لحبري الذي كان في ذلك الوقت وزيرًا للدفاع. و رأس المجموعة الأخرى الرئيس الجديد كوكوني عويدي. الذي تلقى دعمًا من ليبيا. و في عام 1980م، هُزم الجيش بقيادة حبري و استولى كوكوني على السلطة، و ظلت القوات الليبية في تشاد حتى عام 1981م، عندما طالبها كوكوني بالرحيل. و قد حلت قوات حفظ السلام من منظمة الوحدة الإفريقية محل القوات الليبية، و لكنها فشلت في أن تمنع قوات حبري من الدخول ثانية إلى إنجامينا.

في يونيو 1982م، أطاح الجيش بقيادة حبري بحكومة كوكوني الذي هرب، كما انسحبت قوات حفظ السلام الإفريقية و صار حبري رئيسًا، و لكن كوكوني عاد مع قوات من ليبيا.

و في عام 1983م، أرسلت فرنسا قوات و معدات عسكرية لدعم حكومة حبري.  و لكن قوات كوكوني و القوات الليبية احتلت شمالي تشاد بينما سيطرت قوات حبري على إنجمينا. و في عام 1986م، اندلع الصراع بين قوات كوكوني و حلفائهم الليبيين. و اتحدت قوات جيكوني مع قوات حبري، و هاجم حبري الليبيين. و في عام 1987م، انسحب الليبيون من كل تشاد فيما عدا شريط أوزو، و وافقت الدولتان على الهدنة في أواخر عام 1987م. لكن استمر الصراع قائمًا بينهما على ذلك الشريط حتى فصلت محكمة العدل النزاع لصالح تشاد، و أعيد الشريط في 1994م لتشاد.

في ديسمبر 1990م، استطاعت مجموعة ثورية تسمى حركة الإنقاذ الوطنية من إقصاء حكومة حبري. و قامت هذه المجموعة بتشكيل حكومة جديدة برئاسة إدريس ديبي. و في عام 1993م، عقد مؤتمر ضم كافة الأحزاب و الفعاليات السياسية، و تم تشكيل حكومة مؤقتة. و في عام 1996م، أقرت تشاد دستورًا جديدًا، و أجريت انتخابات رئاسية. و في عام 1997م، أجريت انتخابات برلمانية، و ظل إدريس ديبي رئيسًا للبلاد.

و تصاعدت أعمال العنف بصورة ملحوظة بعد اكتشاف البترول في تشاد عام 2004 و بدء عمليات تصديره، دخلت قوات أورفور بدورها في الصراع. في شهر إبريل 2006 و قبل شهر من الانتخابات الرئاسية هاجم المتمردون انجامينا بهدف السيطرة عليها، و أسفرت المواجهات بينهم و بين الجيش التشادي عن مقتل المئات، في تحرك وصفه مراقبون بأنه «تقدم مذهل للمعارضة المسلحة في تشاد».

جغرافيا

تقع تشاد في شمال وسط القارة الأفريقية، تبلغ مساحتها 1,284,000 كم٢[1] و تحدها ست دول من الشرق السودان، و من الشمال ليبيا و من الغرب النيجر و الكاميرون و نيجيريا و من الجنوب جمهورية أفريقيا الوسطى. تعتبر تشاد دولة داخلية لا تطل على بحر أو محيط خارجي، و يخترق تشاد نهران هما لوغون و شاري يلتقيان في العاصمة إنجمينا و يصبان في بحيرة تشاد الواقعة شمال غرب العاصمة انجمينا.

يتكون معظم القطر من أرض صحراء جافة، و هضاب صخرية و سلسلة جبال تبستي في شمال غربي تشاد بها أعلى قمة في البلاد و هي قمة جبل إيمي كوسي. و يبلغ ارتفاع الجبل 3,415 مترًا فوق مستوى سطح البحر. و تعزل مساحة كبيرة من السافانا في وسط تشاد الصحراء الشاسعة في الشمال، و التي تشكل جزءًا من الصحراء الكبرى عن منطقة صغيرة خصيبة جدًا في الجنوب.

التضاريس

سطح الأرض التشادية انعكاس للوحدات البنائية التكتونية المكونة للجزء الأوسط من إفريقية، الذي يتألف من حوض داخلي ضخم يشغل المقعر (السانكلياني) التشادي، و من أجزاء الركائز القديمة التابعة للصفيحة الإفريقية المحيطة بالحوض من جهات الشمال و الشرق و الجنوب إضافة إلى ركائز النيجر الواقعة في الغرب خارج حدود جمهورية تشاد. و تبعاً لذلك تنتشر في تشاد صخور تعود إلى حقبة ما قبل الكامبري إضافة إلى الصخور الاندفاعية و الصخور الرسوبية من الحقب الثاني الجيولوجي في شمالي البلاد و شرقيها. أما الصخور الأوسع انتشاراً فهي العائدة إلى الحقب الرابع الجيولوجي، و أغلبها من الرمال المغشية للأراضي التشادية الداخلية و الغربية و حوض نهر شاري و بحيرة تشاد.

السياسة

نظام الحكم

نظام الحكم هو نظام نظام شبه رئاسي ، و قد نالت تشاد استقلالها عن فرنسا في 11 أغسطس 1960.

السلطة التنفيذية

وفقًا لدستور الجمهورية التشادية، الذي أقره الاستفتاء الشعبي في 31 مارس 1996، يتم انتخاب الرئيس لمدة خمس سنوات عبر اقتراع عام مباشر، و أقصى مدة لولايته هي عشر سنوات أو فترتان رئاسيتان. و يُعيِّن الرئيس رئيس الوزراء الذي يُعيِّن بدوره مجلس الوزراء. و رئيس الدولة هو نفسه القائد الأعلى للقوات المسلحة.

السلطة التشريعية

تتمثل في المجلس الوطني الذي يتألف من 125 عضوًا، و يتم انتخابه لمدة أربع سنوات من خلال اقتراع عام مباشر. ويُقَر القانون أيضًا بمجلس الشيوخ الذي يتجدد ثلث أعضائه كل سنتين. وفي أكتوبر 1991 تم تشريع عمل المنظمات السياسية بصفة رسمية. و في نهاية 1999 كان هناك حوالي 60 منظمة سياسية نشطة.

و أهم تلك المنظمات: حركة الوحدة و الاشتراكية (ACTUS)، التحالف الوطني من أجل الديمقراطية و التنمية (ANDD)، الحركة الوطنية للسلام (MPS)، الحركة الديمقراطية الاشتراكية في تشاد (MDST)، حزب الحرية و التنمية (PLD)، المجمع الوطني للديمقراطية و التقدم (RNDP)، و الاتحاد الديمقراطي الجمهوري (UDR).

و من الجماعات المنشقة التي لا يعترف بها النظام التشادي: المجلس الديمقراطي الثوري (CDR)، جبهة تشاد للتحرير الوطني (FROL – INAT) التي تتمركز في الجزائر، جبهة تشاد الوطنية (FNT) التي تتمركز في السودان، حركة الديمقراطية للتنمية (MDD)، جيش المقاومة ضد القوات المناهضة للديمقراطية (RAFAD) و يتمركز في شمال نيجيريا، اتحاد القوى الديمقراطية (UFD).

السلطة القضائية

المحكمة العليا هي السلطة القضائية العليا، و بالإضافة إلى المحكمة العليا توجد محكمة الاستئناف، و محاكم القضاة، و المحاكم الجنائية، و يوجد أيضًا مجلس دستوري يقضي بأحكام نهائية في شؤون الدولة. و من ضمن بنود الدستور التي تم التصديق عليها في عام 1996، الإقرار بإنشاء محكمة عدل عليا.

السكان

وفقًا لتوقعات وكالة الإحصاء الوطنية في تشاد، يبلغ عدد سكان البلاد في عام 2015 ما بين 13,630,252 و 13,679,203، مع 13,670,084 كتوقع متوسط؛ و بناءً على التوقع المتوسط، يعيش 3,212,470 شخصًا في المناطق الحضرية و 10,457,614 شخصًا يعيشون في المناطق الريفية.[26] و يتميز المجتمع التشادي بالشباب حيث 47.3% من مجموع السكان تقل أعمارهم عن 15 سنة. و يقدّر معدل المواليد بـ 42.35 مولوداً لكل 1000 شخص و معدل الوفيات بـ 16.69 أما العمر المتوقع فهو 52 سنة.[27]

يتم توزيع سكان تشاد بشكل غير متساو. تبلغ الكثافة 0.1/كم2 (0.26/ميل مربع) في منطقة بوركو-إنيدي-تيبستي الصحراوية و لكن 52.4/كم2 (136/ميل مربع) في منطقة لوغون الغربية و في العاصمة أعلى من ذلك.[28] يعيش حوالي نصف سكان البلاد في الخمس الجنوبي من أراضيها، مما يجعلها المنطقة الأكثر كثافة سكانية.[29]

استوطن الإنسان الأراضي التشادية منذ زمن طويل، و يبدو أن بدايات الاستيطان فيها ترجع إلى عصر البلايستوسين المبكر أو الأوسط (500.000-200.000 سنة خلت)، و قد استمر إعمار المنطقة حتى اليوم، إذ يُرجح أن قوم «الكوتوبا» Kotoba من صيادي الأسماك في حوض بحيرة تشاد اليوم هم أحفاد «الساو» أصحاب حضارة تشادية قديمة.

يعيش أغلب السكان في الجزء الجنوبي الخصيب، أما معظم الجزء الشمالي من تشاد فصحراء. إن الفروق السياسية و الاجتماعية و الدينية بين قبائل الشمال و قبائل الجنوب، جعلت الدولة في حالة حروب أهلية مستمرة منذ منتصف الستينيات. و بسبب الحروب الأهلية، و نقص الكثير من الموارد الاقتصادية، فإنها تعدّ إحدى أكثر الدول المتخلفة في العالم. لقد أدت الفجوة في التعليم، و النمو الاقتصادي بين سكان الشمال و سكان الجنوب إلى زيادة الصراع بينهما. يعتقد سكان الشمال، بأنهم لا يحظون بنفس الفرص التي تتوافر لدى سكان الجنوب.

ينتمي التشاديون إلى مجموعات عرقية متنوعة. و العربية و الفرنسية هما اللغتان الرسميتان للدولة، و مع ذلك فإن معظم سكان تشاد يتحدثون لغاتهم المحلية، و لا يعرف القراءة و الكتابة إلّا حوالي سُدس البالغين. يعيش ما يزيد على ثلاثة أرباع سكان تشاد في الريف (78%) و يعملون مزارعين أو رعاة. و يعيش الباقون في إنجمينا و المدن الأخرى، حيث يعمل أكثرهم مزارعين. أغلب السكان في شمالي تشاد من العرب ذوي البشرة السمراء، أو أعضاء في مجموعة توبو العرقية الإفريقية و يعمل معظمهم في تجارة الماشية. و يسافرون في الصحراء في فرق صغيرة مع قطعان مواشيهم، و يصنعون الخيام من العصي و السجاد المنسوج.

يعد تعدد الزوجات أمر شائع حيث تعيش 39٪ من النساء في مثل هذه الزيجات. و هذا ما يقره القانون الذي يسمح تلقائيًا بتعدد الزوجات ما لم يحدد الزوجان أن هذا غير مقبول عند الزواج.[30] و على الرغم من أن العنف ضد المرأة محظور إلا أن العنف المنزلي شائع. يُحظر أيضًا “تشويه الأعضاء التناسلية للإناث” لكن ختان الإناث منتشرة على نطاق واسع و متأصلة في التقاليد؛ حيث تخضع 45% من النساء التشاديات للختان، و تبلغ أعلى المعدلات بين العرب و الهاجراي و الواديين (90% أو أكثر). تم الإبلاغ عن نسب أقل بين السارة (38%) و التبو (2%). و تفتقر النساء إلى فرص متساوية في التعليم و التدريب، مما يجعل من الصعب عليهن التنافس على الوظائف القليلة نسبياً في القطاع الرسمي. على الرغم من أن قوانين الملكية و الميراث المستندة إلى القانون الفرنسي لا تميز ضد المرأة، فإن القادة المحليين يحكمون في معظم قضايا الميراث وفقًا للممارسات التقليدية أو الشرعية.[31]

التركيب العرقي

يتألف سكان تشاد من عدد كبير من المجموعات الإثنية و من اللغات و اللهجات و الأديان، نتيجة قدم إعمار المنطقة، و بسبب موقعها الجغرافي المتوسط جسراً بين الصحراء و عالم البحر المتوسط في الشمال،  و بلدان الغابات المدارية ـ الاستوائية في الجنوب. و على تعقيد التركيب العرقي ـ الإثني الذي يضم نحو 200 فئة إثنية، يمكن تصنيفها في ثلاث مجموعات هي:

  • مجموعة السارا: و موطنها الجنوب المداري الرطب في حوضي الشاري و اللوغون و جنوب البحيرة. و تفرعات السارا القبلية كثيرة يتكلمون لغات سودانية وسطى تنتمي إلى العائلة اللغوية النيلية ـ الصحراوية، و هم من العنصر الزنجي تنتشر بينهم عادة تعدد الزوجات. و من جيرانهم قبائل اللاكا، و المبوم، و الغولا، و التوماك، و التانغال.
  • مجموعة قبائل النطاق المداري شبه الجاف: و تضم أقواماً كثيرة من أصول مختلفة محلية إفريقية و وافدة، منهم قبائل الباما من الباغِرمي مؤسسي مملكة باغرمي، و كذلك قبائل الكانوري و الفولاني و الهوسا و العرب. و تنتمي إلى هذه المجموعة قبائل الكاتوكو و اليدينا (أو البودوما) و الكوري و الكانمبو و اللازا و الكريدا، و العرب الرحل الذين تتزايد أعدادهم باتجاه الشمال و الشمال الشرقي في منطقتي وداي وكانم، و أغلبهم من أصول ليبية. و من أقوام هذه المجموعة قبائل البولالا و الكوكا و الميدوغو من السكان المستقرين، و كذلك المابا و التاما و غيرهما.
  • مجموعة التوب (الكرى ـ الدازا): و موطنها جبال تيبستي و هضاب إيندي ـ بوركو في شمالي تشاد و شمال شرقيها، و أفرادها من أصول نيلية ـ سوداء، و تؤلف نحو 2% من مجموع سكان البلاد بحر غزال.
  • الشمال

     

    يرتدي الرجال في شمالي تشاد ملابس فضفاضة و أغطية للرأس غالبًا، كما يلف بعض الرجال قطعًا من القماش الأبيض على وجوههم للحماية من العواصف الرملية. كما تلف النساء، أنفسهن بقطع من القماش زرقاء فاتحة أو سوداء. و أهل الشمال يربون الماشية و الجمال و الماعز و الأغنام. و اللبن و اللحم أهم عناصر الغذاء الرئيسية. كما يأكل الشماليون التمور و الخضراوات التي تزرع في الواحات و القرى. و اللغة العربية أكثر اللغات انتشارًا في الشمال كما أن معظم السكان مسلمون. و يلتحق بالمدارس أقل من عُشر الأطفال في سن المدرسة. و معظم السكان في جنوبي تشاد إفريقيون سود من مجموعات عرقية متنوعة. أكبر هذه المجموعات، السارا و تعيش أساسًا في أقصى الجنوب.[32]

    الجنوب

     

    يزرع سكان الجنوب القطن و أنواعًا عديدة من المحاصيل الغذائية. و معظمهم مزارعون مستقرون، و المحصول الرئيسي النقدي هو القطن. و يعيش المزارعون في أكواخ دائرية مبنية إما من الطوب اللبِن أو الطين المجفف و تُسقف بالقش. و بعض الأكواخ مبنية من القش فقط. يرتدي الرجال عادة سراويل من القطن أو سراويل قصيرة و قمصانًا فضفاضة. و لكن النساء عادة يرتدين ملابس ذات ألوان زاهية و ثوبًا هو عبارة عن قطعة واحدة من القماش. تتكون وجبة سكان الجنوب أساسًا من الدخن و الذرة الرفيعة و الأرز. و قد تحتوي الوجبات أحيانًا على الخضراوات و السمك أو اللحوم.

    و تعتبر لغة سارا، أكثر اللغات انتشارا في الجنوب، و لكن هناك لغات أخرى كثيرة. و يعتنق أغلب السكان في الجنوب ديانات إفريقية تقليدية، لكن كثيرًا منهم اعتنق المسيحية على أيدي المبشريين، الذين أدخلوا المسيحية في البلاد، و بدؤوا أيضاً النظام التعليمي في المدارس.

    ساعد انتشار التعليم في الجنوب على أن يكون لسكان هذا الإقليم السيطرة و السيادة في تشاد. و يتركز حوالي 80% من مدارس تشاد الابتدائية و الثانوية في مناطق يعيش فيها الذين يتكلمون لغة السارا. و أغلب رجال الأعمال و المدرسين و الحرفيين و موظفي الحكومة، يأتون أيضا من تلك المنطقة. كما يحتوي الجنوب أيضِا على معظم مدن تشاد و مصانعها.

  • الديانات
  • تشاد هي أحد دول وسط القارة الأفريقية و تعتبر همزة الوصل بين الدول الواقعة في شمال أفريقيا و آسيا و دول الجنوب و الغرب الأفريقي كما أنها كانت من أهم المناطق الإسلامية في أفريقيا حيث أن موقعها الإستراتيجي بين الدول العربية و الأفريقية قد جعلها ملتقى لكثير من الحضارات الإسلامية و الأفريقية بصفه عامة. و قد دخل الإسلام إلى تشاد شمالا عن طريق تجار التبو و شرقا عن طريق تجار من الوداي و أهل السودان و ذلك خلال قرن الثالث عشر ميلادية و كان الدعاة قد جعلوها نقطة انطلاق لكثير من قوافل نشر الدعوة الإسلامية، نسبة المسلمين اليوم في تشاد 55% و المسيحيين 40% من مجموع السكان و البالغ حوالي 9,758,000 نسمة و البقية من معتقدات محلية و وثنية.
  • الاقتصاد
  • تعتمد تشاد على الإنتاج الزراعي و الحيواني في اقتصادها إضافة إلى الدخل الناتج من الجمارك و البترول. تصل نسبة الأمية بين البالغين (15 سنة وما فوق) لنحو 54.2% من السكان، و يبلغ عدد سكان تشاد 8.3 ملايين نسمة في عام 2002، و يتوقع أن يصل عدد السكان في عام 2015 لنحو 12.1 مليون نسمة. و لا يحصل 73% من السكان على المياه النقية الصالحة للشرب، و يفتقد نحو 71% من السكان لمرفق الصرف الصحي الآمن، كما أن الناتج المحلي الإجمالي في عام 2002 بلغ ملياري دولار، يصل نصيب الفرد منه 240 دولارا أمريكيا، و كان متوسط معدل النمو للناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة 1990 –2002 بالسالب بمقدار 0.5%.لذلك يصل معدل الفقر بين السكان لنحو 64% يعيشون تحت خط الفقر بأقل من دولارين في اليوم، و لكن هناك بعض التقديرات تشير لتحسن الناتج المحلي الإجمالي بعد الشروع في تنفيذ خط أنابيب نقل البترول و البدء في تصديره؛ حيث قدر معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي في عام 2004 بـ 31% مقارنة بـ 9.7% في عام 2003. كما تمثل المساعدات الدولية الرسمية لتشاد نحو 11.6% من ناتجها المحلي الإجمالي حسب تقديرات عام 2002 بما يعادل نحو 233 مليون دولار سنويًا. و حسب تقديرات مؤشر التنمية البشرية العالمي تحتل تشاد مرتبة متدنية بين 177 دولة شملها المؤشر؛ إذ أتت في المرتبة 167.[36]و بالإضافة إلى مشكلات تشاد الاقتصادية تأتي قضية اللاجئين السودانيين الذين يقدر عددهم بنحو 200 ألف لتزيد من أعباء الاقتصاد في تشاد؛ و هو ما جعلها تطلب المساعدات من المؤسسات الدولية لمواجهة تكاليف معيشة هؤلاء اللاجئين، و خاصة أن معسكراتهم تعاني من حالة اضطراب فيما بينهم تستدعى تواجدا أمنيا مستمرا.[37]

    الناتج المحلي و دخل الفرد

     

    إجمالي الناتج المحلي 1.2 مليار دولار في العام، وفي 2005 قدرت القوة الشرائية ما قيمته 1500 دولار أمريكي.[38] في أواخر شهر أغسطس 2006 صدر قرار رئاسي في تشاد بطرد شركة بترول أمريكية و أخرى ماليزية من الكونسورتيوم الذي يقوم بعمليات الإنتاج للبترول هناك، و أعلنت الحكومة عن إنشاء شركة وطنية تقوم على إنتاج البترول.

    الثروة المعدنية

     

    تتمتع تشاد ببعض الثروات المعدنية مثل البترول و الذي بدأ تصديره عام 2003 و هناك مخزون هائل من الذهب و الحديد و اليورانيوم و الزنك و الرخام و الذي لم تستفد منه الدولة حتى الآن.

    وقع البنك الدولي اتفاقاً يلزم حكومة تشاد بإنفاق 85% من عوائد و أرباح البترول على مشروعات من شأنها تخفيف حدة الفقر في مجالات البنية الأساسية و التعليم و الصحة، و 5% لتنمية المناطق المحيطة بحقول إنتاج البترول، و 10% تودع في صندوق خاص من أجل الأجيال [39][40] كما يتضمن هذا الاتفاق وجود هيئة مشرفة على تنفيذ الاتفاق مكونة من البرلمان و الحكومة و المحكمة العليا و مؤسسات المجتمع المدني. و يوفر هذا الاتفاق 80 مليون دولار سنويًا لخزانة الدولة في تشاد على مدار الـ 25 سنة القادمة، من خلال حصول تشاد على ما يعادل 50% من عوائد إنتاجها من البترول و تحصل الشركات المنتجة على 50% أيضًا. مع وصول أول مبلغ من عوائد البترول ليد الحكومة في تشاد تم توجيهه لشراء أسلحة بمبلغ 4.5 ملايين دولار، اتخذ البنك الدولي قرارا بتجميد القروض المقدمة لحكومة تشاد، و أيضًا تجميد نصيبها من عوائد البترول لدى الشركات المنتجة، و انتهت المحادثات إلى تخصيص ما يعادل 70% على التنمية، و تفويض الحكومة في تشاد في ضم 30% إلى الميزانية الحكومية.[41]

    فرص الاستثمار

     

    أولاً في القطاع الزراعي (تصدير المحاصيل الزراعية) صمغ عربي – فول سوداني – سمسم –دخن- ذرة و كذلك تصدير الثروة السمكية الهائلة التي تزخر بها بحيرة تشاد.

    ثانياً في القطاع الصناعي صناعة العصائر – السكر – الزيوت – اللحوم – الغزل و النسيج – دباغة الجلود مشتقات الألبان الأسماك و الصناعات البتر وكيماوية (في المستقبل القريب) و الصناعات التحويلي

    ثالثاً في القطاع الخدمي صناعة السياحة و الفندقة الاتصالات و المواصلات – مقاولات البناء – الطاقة الكهربائية – النقل الجوي.

    أهم المنتجات الزراعية

    الأرز – القطن – الذرة – قصب السكر – الفول السوداني– السمسم – الصمغ العربي – و بعض الفواكه كالمانجو و البرتقال. كما تزخر تشاد بثروة حيوانية هائلة من الأبقار و الأغنام و الإبل و تعتبر المصدر الوحيد للحوم لدول وسط و غرب أفريقيا، و كذلك تصدرها لبقية دول العالم.

    بتصرف عن الرابط : https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%AF

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى