كلما أقرأ عن العمران تستوقفني جهود الغرب في الإستعانة بمواد بناء أعيد تأهليها من البلاستيك إلي الرخام و الإسمنت المسلح، فخطط التجهيز و البناء تعتمد أساسا علي فكرة عدم التبذير و إحترام معايير البناء النظيف و الطاقة النظيفة و هذا ما لا أجده في بلادنا.
هم بناء علي تجارب و بحوث توصلوا إلي ربط المواطن البسيط بثقافة الحفاظ علي بيئة عمرانية سليمة و هذا ما لم نتوصل بعد إليه. و هم يفرضون إتاوات لحماية المواطن. البناء العشوائي لا يزال يتحكم في المشهد عندنا، لننظر إلي أعمدة الهاتف و الكهرباء كيف هي متشابكة و موضوعة في أماكن خطرة عند مداخل البيوت أو الشرفات.
لا وجود للذكاء في وضع معالم بيت أو عمارة مقتصدة و بيئية، ففي معظم الأحيان لا يحترم المواطن المخطط الهندسي لبيته و يضع الجميع : جيرانه و السلطات أمام الأمر الواقع، هذا و لا يزال العمل علي مستوي مصالح العمران تشوبه العديد من النقائص الفادحة و المكلفة.
إلي حد الساعة، لم اقرأ أي شيء عن تعامل جديد مع متطلبات البناء الصحي. محاربة البناء الفوضوي ضروري لكن لا بد من مرافقته بكم من الإجراءات التي تحول البيت إلي مكان مريح و غير ملوث و هذا غير وارد حاليا. من الواجب إعادة النظر في مقاييس البناء و فرض دفتر شروط صارم و متابعة حثيثة في الميدان و دعم شركات البناء و المقاولين لتغيير نهج التشييد كي نصل إلي مستوي لائق في العمران.
إعتماد مواد قابلة للتحويل و إستعمال كالخشب، القش، القنب، و حتي التراب. في أندونيسيا، إتقاء للزلازل و الفيضانات و الحرائق يلجأون للخيزران في البناء و ايضا في الأثاث. هذا و بعد أقل من عشرين سنة سننتقل إلي الطاقة الشمسية، فماذا ننتظر لتوعية المواطن بضرورة تقليص فواتير الماء و الكهرباء و الغاز بإعتماد الطاقة النظيفة و إن كانت هناك مبادرات نثمنها كالطاقة الشمسية لتعويض سخان الماء …علينا بتجاوز السلوك البيروقراطي و الذهاب إلي حلول مبتكرة ناجعة تأخذنا إلي عالم أكثر أمان و أنظف و أجمل.