يصعب علي أي إنسان فهم معاناة أهلنا في فلسطين. فهم بين كماشة الإحتلال و خيانة ممثليهم في رام الله. نحن نعيش مراسم عيد الأضحي، و هم هناك لا يعرفون طعم العيد الحقيقي منذ أكثر من 70 سنة و خاصة في العامين الأخيرين.
بدون سياسة رادعة من الجانب العربي الإسلامي محكوم علي إخواننا الموت علي المباشر، فكيف نتقبل مثل هذه الأوضاع و نحيا تفاصيل العيد و تمتلأ البطون بأنواع من الأطباق و الطفل يموت جوعا في غزة و غير غزة ؟
كيف نحي شعيرة الأضحية و أهلنا هم القربان الذي ينزف دما منذ أكثر من نصف قرن و لا نبالي و لا نتذكرهم سوي في مناسبات و علي إستيحاء ؟
هل نعي ما يكابده ساعة بساعة، دقيقة بدقيقة سكان غزة ؟ لا، في كل الأحوال لا نستطيع إدراك ما معناه عيد بلا ماء و لا أهل و لا أكل و لا بيت و لا صحة و لا أي شيء يجعل من العيد عيد.
الوضع من أخطر ما يكون و صدقت الناشطة البيئية غريتا تانبورغ عندما قالت في ندوتها قبل الإبحار نحو غزة “صمت المجتمع الدولي أخطر من المخاطر التي تترقب أسطول الحرية.”
فهذا الصمت منا و من الفاعلين في العالم دليل آخر عن منطق الغاب، فلا قانون و لا ردع و لا أي إجراء مسموح به في ظل سيطرة بني صهيون علي مفاصل القرار الدولي.
الدعاء لوحده لا يكفي و إن كان أضعف الإيمان، تحتاج منا فلسطين أكثر بكثير مما نراه اليوم. فالتحرير الحقيقي، تحرير العقول من ذهنية التواكل و “الله غالب”. و النخب و الشعوب المطوقة لفلسطين معنية أكثر بفك الحصار علي إخواننا. ليس من المعقول التبجح بالتضامن و إطلاق حملات و الحدود مغلقة من الجانب المصري/ علي عاتق المصريين مسؤولية التحرك الفعال و إلي حد الساعة لا وجود لأي سياسة إنقاذ مصرية و المفاوضات من أجل الهدنة عبثية، فبنو صهيون لا أمان لهم و هم يخترقون كل هدنة يوقعون عليها.
هل سنظل نمني أنفسنا بنهاية لمعاناة لن تنتهي إلا بمشاركتنا في إنهاءها ؟