مع قلم الأستاذة كريمة عمراوي

نعمة كمال الدين الإسلامي

بقلم الأستاذة كريمة عمراوي

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين محمد و على آله و صحبه و سلم و بعد:

يقول الشيخ الدكتور إبراهيم الرحيلي أستاذ العقيدة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة:” إنّ الله امتّن على هذه الأمة بنعم كثيرة و أعظمها إتمام هذا الدين{ اليوم أكملت لكم دينكم أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا} هذا الدين الذي أكمله الله عزّ و جل لهذه الأمة، هذه منّة عظيمة امتنّ الله بها على هذه الأمة، نعمة إكمال الدين .

جاءت هذه الشريعة وحي من الله عزّ و جل لرسوله صلى الله عليه و سلم، شرف هذه الأمة بها، أرسل إليها أعظم رسله، و أنزل عليها أعظم كتبه، فيه من السور ما لم ينزّل في التوراة و الإنجيل مثلها، الكتاب و السنة فيهما من الكفاية لكل مسلم في عبادته، في معاملته، و تربيته، و معاملة كافة المخلوقات، الدين قد كمل، و ما كمّله الله ليس بعد هذا الكمال إلاّ النقص و تتبع الأراء، جاءت النصوص مكملة لبيان أسماء الله الحسنى، كما جاء في الكتاب و السنة البيان لصفات الله( ينزل ربنا كل ليلة)( يد الله ملئ لا تغيضها نفقة) إلى غير ذلك من النصوص{ هل تعلم له سميا}{ لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا أحد} جاءت النصوص مرغبة في إحصاء أسماء الله الحسنى، هذا دليل أنّ هذا العلم له ثمرة، هو تحقيق هذه الأسماء و العمل بها، جاءت النصوص مبينة أن رسول الله بشر يوحى إليه، أمر الله بطاعته{ من يطع الرسول فقد أطاع الله} شرفه الله بالرسالة، و أنه سيد ولد آدم، و صاحب المقام المحمود، و أنّه صاحب الحوض المورود، و أعظم شافع، كل هذا دلّت عليه النصوص يغني عن ما جاء به الغلاة في رسول الله صلى الله عليه و سلم.

كما جاءت النصوص مبينة في تعامل المسلمين مع بعضهم بعض( بحسب المسلم من الشر أن يحقر أخاه المسلم) ( أنصر أخاك ظالما أو مظلوما)، تجنيب المسلم الظلم الذي هو سبب هلاكه، جاءت النصوص مبينة في تعامل الرجل مع أهله، و الزوج مع زوجته، ثمّ إذا وجد الخلاف و النزاع جاءت النصوص مبينة لعلاجه، ممّا يغني المسلمين عن كل المناهج الأخرى، ثمّ بيّن الطلاق، و بيّن كيف تكون تربية الأولاد، يعلّمون الأدب( يا غلام سم الله و كل بيمينك و كل ممّا يليك).

الدنيا دار عمل، و الله يبتلي بعض الناس ببعض، و على المظلوم الصبر، و هذا من الامتحان و الابتلاء، بيّن الإسلام عمل اللسان، و منهج الكلام( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت)، لا يجوز لمسلم أن يتكلّم في دين الله إلاّ بعلم أو يسكت { و لا تقف مل ليس لك به علم} يرجع إلى أهل العلم، بيّن الإسلام العلاقة بين المسلمين و مع غيرهم حتى مع البهائم، حرّم الله عزّ و جل الضرر( لا ضرر و لا ضرار).

 في الإسلام غنى و كفاية لكل مسلم، و علينا أن نستمد أمورنا كلّها منه، الدعوة لا تكون إلاّ للعلماء، و بالوسائل الشرعية بالعلم و الحكمة و الرفق، و قد يتطلّب الأمر الشدّة و العقوبة أحيانا، و النبي صلى الله عليه و سلم هجر و تألّف، و ليس كل هدنة ذلّة للمسلمين و خذلان، كما يدّعي بعضهم، قد تكون الهدنة مصلحة.

 لا يجوز لمسلم أن يستمّد عقيدته ودينه و معاملته من غير الكتاب و السنة، لا يرجع إلى مسائل بيّنها النبي صلى الله عليه و سلم في الطب إلى الأطباء، أو إلى خبراء الاقتصاد، لا نشكك في أخبار النبي صلى الله عليه و سلم، و هذا لا يعني أن ننكر الاستفادة من سائر المخترعات، و خبرات أهل الخبرة في الطب و الاقتصاد، لكن أن لا يكون لهؤلاء أراء في دين الله عزّ و جل، أي عندما تكون فتنة يسأل عنها كل الناس، و يجعل لها حلول من أطباء و خبراء و صحفيون، و إنّما يرجع فيها لأهل العلم، بيّن النبي صلى الله عليه و سلم كيفية العلاج، مثل فتنة الخروج، كمّل الله عزّ و جل هذا الدين، و شرع الله تعالى كل خير، و نبهنا على كل شر، و الحمد لله رب العالمين”

هذا و الله أعلم و صلي الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى