نظرات مشرقة

صراع القوميات

بقلم عفاف عنيبة

لا أكره شيء مثل العصبية القومية و الحال علي ما هو عليه نشهد صراع القوميات بين العرب و الترك و الفرس و هذا طبعا ليس في صالح الإسلام.

أعلي ديننا من شأن الأخوة الإسلامية و الإنتماء العقائدي علي حساب أي إنتماء آخر ثم نحن من و إلي التراب في نهاية المطاف و ما نقرأه يوميا و نعيشه ساعة بساعة نزاعات لا نهاية لها لمن يتصدي لريادة العالم المتخلف.

حاليا الصين لا تكترث لهذا الصراع بل توظفه لصالحها و لتضرب هذا بهذا و الخاسر الأكبر هم نحن. فلا يزال العرب يعيشون علي أمجاد جاهلية وثنية، واضعين جانبا رسالة الإسلام، فهل حقا للعرب تاريخ مجيد خارج البعثة الإسلامية ؟ و ما يهمنا في تاريخ ما قبل الإسلام و كيف أن القومية العربية إنحسرت تماما و إنهزمت في حروبها مع بنو صهيون و تكتفي اليوم بدور المتفرج في المقاعد الخلفية بينما من تركيا إلي أفغانستان و أندونيسيا المسلمين يقومون بخطوات عملاقة نحو مصير سيد بعيدا عن الهيمنة الغربية المتآكلة.

و الذي يأجج الصراع علي أشده الأقليات من أكراد و الخلافات المذهبية و هذا يصب في مخططات الأعداء من تل أبيب إلي واشنطن.

فالصورة التي يرانا بها العالم صورة مشوهة لإنسانية ترفض التعامل مع بوصلة الإسلام كدين جامع شامل، كيف يحترمنا الآخر و نحن علي هذا القدر من الإنحطاط ؟ و كيف تخلينا عن مهمتنا الأولي تبليغ رسالة الإسلام ؟ و كيف بات هم كل مجموعة قومية التغلب علي المجموعة المقابلة حتي و لو أدي الأمر إلي التقاتل ؟

فلا أحد وضع في الزاوية الضيقة بنو صهيون لإيقاف نزيف الدماء في غزة و لا أحد فرض علي المحتلين الإنسحاب و نحن كتلة يتصارع افرادها علي تفوق زائف، فالنصر حليف من إنتصر لله و لم ينحاز إلي قوميته…الحديث يطول و هامش التحرك يضيق يوم بعد يوم بمقتضي حسابات أنانية تذكي العداوات و تدفن قيم الخير و التآزر و التضامن و التكافل…و المخرج : بسم الله الرحمن الحريم { إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم} الآية 11 سورة الرعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى