يعتبر التخطيط عمليّة منهجيّة تسعى إلى تحقيق تصور واضح حول مستقبل شيء ما من أجل ترجمته و تحويله إلى أهدافٍ تعتمد على سلسلة من الخطوات، و أيضاً يُعرف التخطيط الاستراتيجيّ بأنّه وضع الأهداف العامة لبيئة العمل، و تحديداً التي تحتاج إلى وقتٍ طويل للوصول إلى نتائجها، و من ثمّ اختيار الوَسائل المُناسبة لتنفيذها. و يُعرّف التخطيط الاستراتيجي أيضاً بأنّه الوسيلة التي تساعد المسؤولين في الشركات و المؤسسات؛ و خصوصاً التنفيذيين منهم في تحديد الإجراءات المُناسبة لتحقيق أفضل النتائج بالاعتماد على استخدام الموارِد المتاحة في بيئة العمل.
يقول “د. براين تريسي” في كتابه (الأهداف) عن صفة أخرى للناجحين، و هي كونهم مُحددين، و يرى أن بلوغ النجاح يحتاج لاستقراء الذات، و التحرك من الداخل للخارج، و يرصد خمسة مستويات أو حلقات ينتقل بينها الفرد، فإذا قام بتعديل أول تلك الحلقات، ثم تدرج منها للخارج، فسيصل للنجاح، و تلك الحلقات هي: القيم، المعتقدات، التوقعات، الاتجاهات، و أخيرًا التصرفات أو السلوك، و يرى أن الناجحين يحملون قيمًا إيجابية، و بالتالي معتقدات إيجابية تؤدي إلى توقعات إيجابية، و من ثَمَّ توجُّه إيجابي، و أخيرًا سلوك أو تصرف إيجابي و ناجح، و على هذا فالشخص الناجح هو شخصٌ يحملُ بداخله في الأساس قيمًا إيجابية. و يقود “د. براين” الشخص لمعرفة قِيَمه من خلال مراقبة سلوكه؛ لأنه انعكاس أخير لتلك القيم.
إن شبابَ اليوم بحاجة إلى كل ما ذكرناه آنفا، عن التخطيط المحنك، و عن التنفيذ ذي الخبرة، و بلورة تلك الأفكار الإيجابية إلى إنجازات ناجحة ملموسة على أرض الواقع.
إن المجتمعات المتقدمة، و الدول المتحضرة، ترسم سياستها المستقبلية في التعليم و الصحة و العمران و سائر المجالات على أساس نسبة النمو السكاني، فإذا كانت نسبة النمو مثلًا 2 في المائة أو أقل أو أكثر، فإن ذلك يعني التخطيط لإعداد مدارس تستوعب هذه الزيادة بعد سنوات، و كذلك تهيئة التعليم الجامعي، و الخدمات الصحية، و فرص العمل، و حتى تخطيط الشوارع و المدن، و كذلك فإن العوائل المتحضرة المهتمة بمستقبل أبنائها، تضع الخطط و البرامج لضمان نجاح الأبناء و تقدمهم، منذ الأيام الأولى لولادتهم و قدومهم للحياة، هناك إحصائية تقول: إن 80% مما نقوم به من العمل المثمر إنما ينتج حقيقة من 20% من الوقت المصروف، بمعنى أننا إذا أردنا أن ننجز عملًا يستغرق 10 دقائق نصرف في إنجازه ساعة كاملة! و ذلك نتيجة لسوء التخطيط أو عدمه!
إن نجاح المجتمع و تقدُّمه مرهونٌ بتطوير أفراده داخليًّا أولاً، علينا أن نبني أنفسنا و نبني أبناءنا، مما يؤهلنا و يؤهلهم لرفع الراية، و إكمال المسيرة، و التقدم للأمام، و الأهداف العظيمة يمكن تحقيقها شرطَ أن يتم التخطيط لها بشكل صحيح، تخطيطًا واعيًّا مدروسًا و مصحوبًا بالرغبة الشديدة وتجسيده على أرض الواقع.
الرابط : https://elbassair.dz/6713/