تاريخ

غانا

ويكيبيديا عربية

Screenshot

غانا[ا] أو جمهورية غانا هي دولة إفريقية و تقع على طول خليج غينيا و المحيط الأطلسي، في المنطقة دون الإقليمية لغرب أفريقيا. تحدها بوركينا فاسو من الشمال، و توغو من الشرق، و ساحل العاج من الغرب. و هي دولة محورية في غرب أفريقيا. استقلت عن بريطانيا عام 1957 م، لغتها الرسمية هي الإنجليزية و عملتها هي السيدي. كان اسمها السابق ساحل الذهب. اسمها الحالي سمي على اسم الدولة التاريخية المعروفة بإمبراطورية غانا بالرغم من عدم وقوعها ضمن حدود تلك الدولة. و تغطي مساحة تبلغ 238,535 كيلومتر مربع. غانا تعني «المحارب الملك» في لغة سونينك، و هي عضو في الكومينولث.

كانت أراضي غانا الحالية مأهولة منذ ألف عام، و يعود تاريخ أول دولة دائمة فيها إلى القرن الحادي عشر. و ظهرت العديد من الممالك و الإمبراطوريات على مر القرون، و كانت أقوى الممالك هي مملكة أشانتي. و بدءاً من القرن الخامس عشر، تنازعت العديد من القوى الأوروبية على المنطقة من أجل الحقوق التجارية، و قام البريطانيين في نهاية المطاف بوضع سيطرتهم على الساحل بحلول أواخر القرن التاسع عشر. بعد أكثر من قرن من المقاومة المحلية، و أنشئت حدود غانا الحالية بحلول عام 1900 باعتبارها ساحل الذهب البريطاني. وفي 6 آذار / مارس 1957، أصبحت أول دولة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مستقلة عن الاستعمار الأوروبي.

و هي أمة متعددة الثقافات،[14] يبلغ عدد سكان غانا حوالي 34,6 مليون نسمة،[1] في حين أن شعب الآكان هم أكبر مجموعة عرقية، إلا أنهم يشكلون أغلبية. معظم الغانيين مسيحيون ( 71.3 ٪)؛ و نحو الخمس مسلمون؛ و عشرهم يمارسون الديانات التقليدية أو لا يدينون بأي دين.[15] و تتراوح جغرافيتها و بيئتها المتنوعة بين السافانا الساحلية و الغابات الاستوائية. و هي عضو في حركة عدم الانحياز، و الاتحاد الأفريقي، و المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، و مجموعة ال24، و دول الكومنولث.

التاريخ

الممالك في العصور الوسطى

عرفت غانا فيما مضي بساحل الذهب، كانت أولى الممالك المسجلة التي نشأت في غانا الحديثة هي دول مولي-داجبون.[16] قبل توحيد داجبون، كانت المجتمعات لامركزية، و يرأسها شعب تينداامبا (المفرد: تيندانا).[17] تم توحيد هذه الدول اللامركزية من قبل الملك جبيوعا، الذي عاش حياة طويلة، و شكل مجتمعًا مستقرًا و سلميًا.[18] امتدت داجبون إلى ما هو أبعد من حدود غانا الحالية.[19][20][21] تشمل الممالك التي نشأت من داجبون ممالك موسي في بوركينا فاسو،[22] و مملكة بونا في ساحل العاج.[23] تمتعت المملكة بازدهار كبير، حيث أسست أقدم الأنظمة التعليمية في غانا،[24] و استخدمت نصًا كتابيًا[25][26] قبل الغزو الأوروبي. توجد في المملكة رئيسات إناث يحكمن رعايا من الذكور، و الميراث من جهة الأب و من جهة الأم.[27] واليا ناا هو ملك داجبون و الغوندو ناا هي الملكة.[28] و ظلت المملكة غير مستعمرة. في عام 1896، غزت ألمانيا داجبون الشرقية (نايا) و أحرقت عاصمتها، يندي،[29] أثناء معركة أديبو.[30][31]

و خضعت للاستعمار البريطاني مند (1314 هـ – 1896 م) و نالت استقلالها في سنة (1377 هـ -1957 م)، بعد احتلال دام أكثر من ستين عاماً، و كانت أولى المستعمرات التي استقلت في غرب أفريقيا و يشكل المسلمون 15,9% من سكانها تقريباً كان المغاربة يحكمونها عام 1600 م. في 6 مارس 1957 م حصلت غانا على استقلالها بعد ستة عقود من الاحتلال البريطاني. و قد أعلنت غانا مع استقلالها تغيير اسمها من ساحل الذهب و هو الاسم الذي أطلقه المستعمرون الإنجليز عليها إلى غانا. جاء استقلال غانا عام 1957 تتويجاً لمسيرة النضال الوطني التي قادها كوامي نكروما أول رئيس لجمهورية غانا المستقلة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية و انتشار موجة التحرر الوطني بين الشعوب المحتلة في آسيا و إفريقيا. بدأت حركة التحرر الوطني في غانا على يد مؤتمر ساحل الذهب الموحد الذي قاده نكروما عام 1947 م بعد عودته من بريطانيا مما أدى إلى اعتقاله. و بعد الإفراج عنه شكل حزب المؤتمر الشعبي لتحقيق الحكم الذاتي لغانا. و فاز الحزب في الانتخابات البلدية التي أجريت عام 1950 م و أصبح نكروما رئيساً لوزراء ساحل الذهب (غانا) عام 1952.

تعتبر غانا من الدول الأفريقية التي عانت عبر عقود طويلة من الانقلابات العسكرية التي منعت كافة مظاهر الديمقراطية و منها حرية تكوين الأحزاب ثم اضطرت الانظمة الحاكمة تحت الضغوط عليها إلى السماح بحرية تكوين الأحزاب. و من هنا بدأت عملية التحول الديمقراطي في غانا و تم إجراء أول انتخابات عام 1992 و انتخب رولينجرز ذو الخلفية العسكرية ثم وصولا الي انتخابات 2000 و انتخاب أول رئيس مدني بعد عقود من سيطرة العسكريين على الحكم.

انتخابات 1992

تتسم انتخابات 1992 بأهمية خاصة لانها كانت أول انتخابات تشهدها غانا عقب اقرار الدستور الجديد للبلاد في ذلك العام و عقب بدأ عملية الإصلاح السياسي و قد جري في ذلك العام السماح بانشاء أحزاب سياسية جديدة على أساس تطبيق مبدأ التعددية الحزبية.

شارك في انتخابات عام 1992 ثلاث أحزاب رئيسية في الساحة السياسية في غانا الأول هو حزب المؤتمر الوطني الديمقراطي بزعامة (رولينجرز) بعد ان خلع بدلته العسكرية و الثاني الحزب الوطني الجديد بزعامة (ادو بواهن) و الثالث حزب مؤتمر الشعب الوطني بزعامة (هيلا ليمان) و كان زعماء هذه الأحزاب بمثابة أبرز المنافسين في الانتخابات الرئاسية.

و انطلقت انتخابات 1992 في ظل التعددية الحزبية التي تعيشها البلاد و اشترك اقل من نصف الناخبين و اسفرت النتائج عن فوز رولينجرز. و اعتبرت الأحزاب الأخرى ان هناك تلاعبا في الانتخابات لذلك قاطعت الانتخابات البرلمانية و لم تحصل على أي مقعد داخل البرلمان.

انتخابات 2000

جاءت انتخابات 2000 وسط العديد من التخوفات من الرئيس رولينجرز خوفا من ان يقوم بالالتفاف حول الدستور و لكن ابدي رولينجرز رغبة واضحة في احترام الدستور خوفا من أي ردود فعل داخلية عنيفة أو خوفا من ردود فعل خارجية لاسيما ان غانا تعتمد على مساعدات دولية و تقوم بتنفيذ برنامج للإصلاح الاقتصادي بالتعاون مع البنك الدولي و صندوق النقد الدولي.

لقد شارك في انتخابات 2000 العديد من الأحزاب:

حزب المؤتمر الوطني الديمقراطي

الحزب الوطني الجديد

حزب مؤتمر الشعب

حزب الإصلاح الوطني

مؤتمر الشعب الوطني

حزب غانا الموحدة

حزب التضامن الشعبي

ان الانتخابات الرئاسية قد جاءت على مرحلتين، و فيما يتعلق بالمرحلة الأولى فقد أجريت بتاريخ 7 ديسمبر 2000، حيث تنافس 7 مرشحين على منصب رئيس البلاد و قد أسفرت نتائج الانتخابات عن حصول جون كوفور «ممثل» الحزب الوطني الجديد «على 48.4% من الأصوات، بينما حصل منافسه مرشح حزب» المؤتمر الوطني الديمقراطي «الحاكم» جون أتاميلز«و الذي يشغل منصب رئيس الجمهورية على 44.8% من الأصوات، و هو ما أدى بدوره إلى إجراء الجولة الحاسمة بين المتنافسين الأولين يوم 28 ديسمبر 2000، و ذلك بعد استبعاد باقي المرشحين و قد انتهت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بفوز زعيم المعارضة» جون كوفور«و الذي حصل على 57.42 % من الأصوات، بينما حصل منافسه» جون أتاميلز على 42.58 % من الأصوات. و بتاريخ 7 يناير 2001 أدى الرئيس الغاني الجديد «جون كوفور» اليمين الدستورية لتولي مهام الرئاسة.

العوامل المؤثرة علي انتخابات 2000

اولا: كانت هذه الانتخابات ذات طابع مميز حيث هناك انقسام داخل حزب المؤتمر الديمقراطي حول جون ميلز حيث تم اختياره ليكون مرشح عن الحزب من قبل رولينجرز وحده دون مشورة الحزب كما ان جون ميلز ان كان يفتقد للكاريزما التي لدي رولينجرز. و علي الجانب الآخر كان الحزب الوطني الجديد حزب المعارضة الرئيسي متماسكا متحدا حيث استفاد كوفور كثيرا من خسارته في انتخابات 1996 امام الرئيس رولينجرز.

ثانيا: تداخلت الاعتبارات الاثنية والإقليمية فقد كان هناك اقتناع عام بضروره ان يكون نائب الرئيس مسلما لارضاء الاقلية المسلمة الكبيرة ولقد وعي كافور لذلك وقام باختيار الحاج علي محمد نائب للرئيس.

ثالثا: واجهت غانا خلال النصف الثاني من التسعينات ازمة اقتصادية حادة للغاية وادت هذه الازمة الي شيوع حالة التدهور الاقتصادي الحاد في البلاد مما قلل من شعبية الحزب الحاكم وعلى الرغم من ان غانا تقوم منذ بداية التسعينات بتنفيذ برنامج طموح للإصلاح اللاقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي.

كانت لهذه العوامل كبير الاثر علي نتائج انتخابات 2000 وانتخاب كافور رئيسا لغانا. ولقد واجه الرئيس كافور العديد من التحديات بعد انتخابه رئيسا وخصوصا تلك المتعلقة بسوء الاحوال الاقتصادية وتتمثل في اتساع نطاق البطالة وانخفاض الاجور والمرتبات وارتفاع تكاليف المعيشة والانخفاض السريع في قيمة العملة المحلية وازدياد الدين العام والاعتماد العالي على المساعدات الأجنبية.

جغرافيا

تقع جمهورية غانا بغربي أفريقيا، حيث تطل على خليج غينيا، وتشترك حدودها الشرقية مع توجو، والغربية مع ساحل العاج، والشمالية مع جمهورية بوركينا فاسو، وتبلغ مساحتها (238,537 كم).

أرض غانا يغلب عليها المظهر السهلي، حيث تنتشر السهول في الجنوب والشمال، أما الوسط فهضبة من الحجر الرملي ترتفع في بعض مناطقها إلى ستمائة متر وترتفع في الشرق، وأبرز أنهارها فولتا الأبيض وفولتا الأسود وأواتي، وأقيم سد فولتا وهو أبرز مشروعات التنمية بغانا وتسود الأشرطة الرملية أمام سواحلها وتحصر بينها بحيرات تنمو بها أشجار المنجروف مما يعرقل الملاحة.

المناخ

يجمع مناخ غانا بين المناخ الاستوائي والمداري، فالأول يسود الجنوب حيث الأمطار الوفيرة والحرارة المرتفعة، إلا أن النطاق القريب من الساحل قليل الأمطار بسبب موازاة الرياح له، وفي القسم الأوسط والشمالي يسود الطابع المداري ويتأثر المناخ برياح (الهرمتان) الجافة التي تهب في فصل الجفاف على النطاق الشمالي، وتأتيه من الصحراء الكبرى أما الوسط والجنوب فيتاثر بالرياح الموسمية المطيرة التي تتقدم في الصيف نحو الشمال.

الاقتصاد

اقتصاد غانا لديه قاعدة الموارد المتنوعة والغنية، بما في ذلك تصنيع وتصدير السلع التكنولوجيا الرقمية، وبناء السيارات وتصدير السفن، وتصدير الموارد المتنوعة والغنية مثل الهيدروكربونات والمعادن الصناعية. مما جعل غانا واحدة من أعلى الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد في أفريقيا.

جاءت غانا في المركز 99 في مؤشر الابتكار العالمي عام 2023.[33][34] لكنها تراجعت إلى المركز 101 وفق مؤشر عام 2024.

غانا دولة زراعية فأغلب السكان يعيشون على الزراعة، وأبرز الحاصلات الكاكاو، وظل يتصدر قائمة الصادرات لمدة نصف قرن، ويشمل أكثر من نصف المساحة الزراعية، ويزرع البن ونخيل الزيت والمطاط والأناناس، ومن الحاصلات الغذائية الذرة والأرز والكاسافا واليام، وتمتع غانا بثروة خشبية من أنواع جيدة تشكل عشر صادراتها، وتمارس حرفة الرعي في النطاق الشمالي حيث تسود أعشاب السافانا وتربي الأبقار غير أن ذبابة (تسي تسي) تحد من الثروة الحيوانية، ولغانا شهرة قديمة في إنتاج الذهب، وتشكل الآن عشر صادراتها، ولقد جذب الذهب اهتمام الأوروبين لبضعة قرون، وكانت تسمي بساحل الذهب كما يستخرج الماس والنيكل والبوكسيت كما يصنع الألمنيوم، وأصبحت حرفة التعدين ثاني حرفة للسكان، وبها بعض الصناعات مثل الألمنيوم، والمنسوجات والكيمائيات، ونشطت الصناعة بعد بناء سد فولتا على نهر فولتا، وتوليد الطاقة الكهربائية. وقدرت ثروتها الحيوانية في سنة (1408 هـ -1981م) بحوالي (1,300,000) من الأبقار و (2,300,000) من الأغنام و (3 ملايين) من الماعز.

الاقتصاد وفرص الاستثمار: يعتمد اقتصاد غانا على تصدير المواد الخام كالذهب والكاكاو والأخشاب والصالحة لعمل الأثاثات وأعمال البناء وتعد بريطانيا من أكبر الدول المستثمرة في غانا ويأتي بعدها العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وذلك في مجالات البنية الأساسية والطرق والطاقة الكهربائية والألمونيوم وتصنيع الكاكاو.

السكان

سكان غانا خليط من الجماعات الأفريقية التي تضم الفانتي وأشانتي والموسي (داجومبا) والإيوي والكوماسي والمامبروسي و الارادنه و الاشراف، واليوريا، هذا إلى جانب جماعات من الهوسا والفولاني التي قدمت من الشمال بعد اعتناقها الإسلام وبغانا جماعات عديدة مهاجرة من البلاد المجاورة وهي التي نقلت الإسلام إلى جنوب غانا، وكان أول وصول للإسلام إلى هذه المنطقة في نهاية القرن العاشر الهجري عندما هاجرت إحدى بطون قبائل الماندي من حوض النيجر نحو الجنوب إلى إقليم الغابات الغني بمنتجاته. والإنجليزية لغة البلاد الرسمية، وإلى جانبها تسود اللهجات القبلية المتعددة، وتعلم العربية في مدارس المسلمين لاسيما في الشمال والوسط.

الدين

حسب إحصاءات العام 1960 فقد كان 41% من السكان من المسيحيين، 38% من أتباع الديانات التقليدية، 12% من المسلمين، ونحو 9% لايتبعون أي دين. فيما لم يقدم تعداد السكان عام 1970 أية أرقام بشأن التكوين الديني للأمة الغانية. وحسب cia.gov فان إحصائيات العام 2010 كانت:

71.2% من السكان مسيحيون، 17.6% مسلمون، 5.2% يتبعون ديانات محلية، 0.8% يتبعون ديانات أخرى، 5.2% لايتبعون أي ديانات.[38] إلا أن نسبة المسلمين كانت موضع تساؤل من البعض الذي ذكر أن نسبتهم قد تقترب من 30% من عدد السكان.[39] أما أسرع الجماعات الدينية نمواً في البلاد فهي المسيحية الخمسينية الكاريزماتيكية.

بتصرف عن الرابط : https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%A7

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى