
إتهم اللوبي الفرنسي في أمريكا رجال جبهة التحرير الوطني بأنهم عملاء جمال عبد الناصر و نقلوا إتهامهم ذلك إلي الرئيس جون كنيدي فكذبهم قائلا رجال جبهة التحرير الوطني أصيلين و لا يتبعون موسكو أو القاهرة.
كم كان يحسن الظن جون كنيدي برجال جبهة التحرير الوطني، رباه رحماك …
ها أننا اليوم و في 2025 لا نعثر في أي مكتبة جزائرية عن كتاب ينقد نقد ذاتي موضوعي مسيرة تيار جزائري عمل باكرا لتحرير البلاد، أليس هذه جريمة في حق الأجيال الآتية ؟
إلي حد الساعة جبهة التحرير الوطني تصور نفسها و تصور ثورة 54 بانها ثورة ملائكة، مثالية، معصومة من الخطأ.
ما غيبوه مسؤولي ما يسمي بالحركة الوطنية إفتقادهم لأرضية عقائدية صلبة يقفون عليها لقيادة ثورة و إستقلال وفق منظور الشريعة الإسلامية. و رجاء لا اريد سماع إحتجاج من نوع ممنوع ادلجة الدين و إلا لماذا أرسل رسول الحق عليه السلام مزودا بشريعة كاملة مكتملة ؟
لماذا نحرر أرض لنفرض علي شعبها القانون المدني الفرنسي ؟
لماذا نحرر ارض و نسوس شعب بدون محاسبة رؤساءها و و وزراءها حتي تكونت عصابات ممن أمسكوا بزمام الأمور علي المستوي الإقتصادي و السياسي و الثقافي و الإجتماعي و اليوم أصبحنا رهائن في أيدي هذه العصابات ؟
ثم هل نحرر الأرض لندور في فلك موسكو و واشنطن و باريس أو نحرر ارضنا لننتمي إلي كتلة إسلامية متطورة و شاسعة جغرافيا ؟
لماذا نحرر أرضنا لنعلن الحرب علي أحكام الشريعة الإسلامية و علي من يدعو لتطبيقها ؟ لماذا حينها لم نترك فرنسا في بلدنا ؟ فطبيعي أن لا يحكم بالشرع محتل صليبي. ماذا فعلنا ؟ طردنا جزءيا المحتل الفرنسي و أشبعنا الشعب فسادا و ظلما و تجبرا و حربا علي أحكام الشريعة الإسلامية النتيجة : تطلع علينا السيدة مارين لوبان لتقول لنا : علي حكام الجزائر أن يعتذروا لشعبهم علي فسادهم و ظلمهم له و لن تعتذر فرنسا للجزائر.