
عشت ثلاثة سنوات في اندونيسيا
عشت في أرض يعبد فيها الله عز و جل و سيدنا المسيح و الشجر و بوذا
عشت في جزر كل شيء فيها اخضر
كل شيء فيها يسير وفق سنن إلهية
المطر الموسمي لا ينزل بعنف بل ينزل كالمعزوفة السماوية
عشت في جزر تتكلم عدة لغات مع اللغة الأندونسية
يتجاور فيها المالي و الصيني و الهندي المسلم و المسيحي و المشرك من يعبد الأوثان و الأصنام
لمست منتوجات هؤلاء القوم
ألوان و مواد لها ألف إسم و ألف أشكال
تعلمت منهم حينها أن الإنسانية إختلاف و تخالف
الإنسانية لغات و ألوان و أجناس و ديانات
و ان الله عز و جل لم يفرض علي الإنسانية لون واحد و حرر الإنسان في مصيره
هو حر، حر في عبادته و حر في إعراضه (المهم أن لا يؤذي أحد في إعراضه عن ربنا إلا نفسه)
حر في إختياره لدار العبور، حر في رسم معالم حياته بذوقه
فكيف بعد كل ما عشته هناك يطلع علينا رجال دين يضيقون علينا الإختلاف و التخالف و يتحول أي إعتراض او فكرة مغايرة أو نمط تفكير مختلف إلي حرام و لا يجوز
لماذا ضيق علينا هؤلاء إعجاز ربنا تعالي في خلقه ؟
خلقنا ربنا لنختلف غريزيا، فكيف نري في خصائص معينة في المعيشة و التي تختلف من شعب إلي آخر من قوم إلي اخرون من بلد إلي آخر من جنس إلي آخر إلي محاولة مصادرة مغرورة ؟
من سمح لهم بذلك ؟
لم يسمح لهم بذلك ربنا تعالي
فكوكب الأرض ينطق في كل شيء عن وحدانية الخالق و عن إعجازه و عن حبه لإنسانية بألف وجه و وجه و بألف لون و لون.