كان الزوج يتنزه مع زوجته في حديقة أشجار الكرز…
فجأة جاءه صوت زوجته الهاديء :
-بعد أسبوع سأغادر البيت للألتحق بمنصبي الجديد في دولة سنغافورة.
نظر إليها مشدوه و إعترض هكذا :
-و ماذا عني و أبناءنا ؟
إبتسمت :
-أنا من أنفق علي أبناءنا و أنت لا تنفق علي و لا عليهم و لا بد لي من إعطاء الأولوية إلي مسيرتي المهنية بمالي أعيش و أضمن مستقبل لأبناءنا.
-و ماذا أمثل لك إذن ؟ سألها مقطب الحاجبين.
-زهرة في حديقة بيتنا، منحتني صحبتك خففت من وحدتي و أعطيتني أبناء رائعين. أجابته بنبرة صوت رقيقة.
تأمل وجه زوجته تحت أوراق أزهار الكرز :
-طيب إن منحتك كل هذا، ألا أستحق معاملة إنسانية منك ؟ و أنت بعيدة عنا من يأنسك و من يأنسني ؟
ساد صمت بينهما ثم ردت باناة :
-قوانين بلدنا تسمح لي بإتخاذ قرار اللحاق بمنصب عملي بعيدا عنك أما الصحبة سنفتقد بعضنا و سنلتقي في عطل الأطفال و إن شئت في نهاية الأسبوع و أنا من سأدفع لك تذاكر السفر لتنضم إلي في سنغافورة، و هناك سنمضي أوقات جميلة.
مرة أخري خيم الصمت مهيبا بينهما.
-معني ذلك أنك مصممة علي قرارك ؟
-نعم، أنت لم تمارس قوامة علي منذ أول يوم زواج و أنا لست ممن تقصر معك و مع الأبناء لكن أيضا يهمني نجاحي في عملي.
نظر الزوج إلي زوجته و قد كانت أشعة غروب الشمس تتلاعب علي وجه زوجته. فكر مليا ليستدير في النهاية :
-أنا الزهرة و أنت الماء الذي يسقيني لا أستطيع العيش بدونك و الآن فقط فهمت أنني أنا المذنب بتنازلي عن القوامة لفائدتك…