قصصيهمكم

تحت ازهار الكرز…

بقلم عفاف عنيبة

كان الزوج يتنزه مع زوجته في حديقة أشجار الكرز…

فجأة جاءه صوت زوجته الهاديء :

-بعد أسبوع سأغادر البيت للألتحق بمنصبي الجديد في دولة سنغافورة.

نظر إليها مشدوه و إعترض هكذا :

-و ماذا عني و أبناءنا ؟

إبتسمت :

-أنا من أنفق علي أبناءنا و أنت لا تنفق علي و لا عليهم و لا بد لي من إعطاء الأولوية إلي مسيرتي المهنية بمالي أعيش و أضمن مستقبل لأبناءنا.

-و ماذا أمثل لك إذن ؟ سألها مقطب الحاجبين.

-زهرة في حديقة بيتنا، منحتني صحبتك خففت من وحدتي و أعطيتني أبناء رائعين. أجابته بنبرة صوت رقيقة.

تأمل وجه زوجته تحت أوراق أزهار الكرز :

-طيب إن منحتك كل هذا، ألا أستحق معاملة إنسانية منك ؟ و أنت بعيدة عنا من يأنسك و من يأنسني ؟

ساد صمت بينهما ثم ردت باناة :

-قوانين بلدنا تسمح لي بإتخاذ قرار اللحاق بمنصب عملي بعيدا عنك أما الصحبة سنفتقد بعضنا و سنلتقي في عطل الأطفال و إن شئت في نهاية الأسبوع و أنا من سأدفع لك تذاكر السفر لتنضم إلي في سنغافورة، و هناك سنمضي أوقات جميلة.

مرة أخري خيم الصمت مهيبا بينهما.

-معني ذلك أنك مصممة علي قرارك ؟

-نعم، أنت لم تمارس قوامة علي منذ أول يوم زواج و أنا لست ممن تقصر معك و مع الأبناء لكن أيضا يهمني نجاحي في عملي.

نظر الزوج إلي زوجته و قد كانت أشعة غروب الشمس تتلاعب علي وجه زوجته. فكر مليا ليستدير في النهاية :

-أنا الزهرة و أنت الماء الذي يسقيني لا أستطيع العيش بدونك و الآن فقط فهمت أنني أنا المذنب بتنازلي عن القوامة لفائدتك…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى